البعد البيئي في ظل استراتيجية التنمية المستدامة

إعداد / د.رشا عبد العزيز

تحت شعار مبادرة مستقبل إبني وبرنامج إعداد مدربين في مجال التنمية المستدامة ( رؤية مصر ٢٠٣٠ )
لرئيسة المبادرة والمنسق العلمي للبرنامج د / رشا عبد العزيز
البرنامج يضم باقة من المدربين المتميزين وبمشاركات عربية ( السعودية – الامارات )
تناول المستشار البيئي – محمد طنطاوي – مدير عام بجهاز شئون البيئه بوزارة البيئة و رئيس جمعيه حمايه البيئه باسيوط البعد البيئي في ظل إسترتيجية التنمية المستدامة وذكر سيادته أن فكرة الاهتمام بالبيئة ليست بالجديدة على مجتمعنا لكن الجديد فيها هو معناها فقد انحصرت سـابقـا في العناية بالنظافة والحفاظ على الموارد البيئية و نـشـر الوعي الصحي بأيسر السبل لكن حاليا أصبحت مشكلة حقيقة خطيرة تستوجب الحذر والبحث عن حل للوقاية و الحفاظ على وجودنا على هذه الكرة الأرضية وتعتبر البيئة المحيط الحيوي الذي يعيش فيه الإنسان والتي تتكون من العناصر الطبيعية غير أن هذه البيئة خاضعة لما يحيط من نشاطات ، وتطورات صناعية فهي لا تستطيع مقاومة ما يحدث فيها من التغيرات التي يقوم بها الإنسان في شتى المجالات وللأسف فإن هذا الأخير هو المسؤول الأول والمسبب الرئيسي لهذه الأضرار بسبب
الاستغلال الغير العقلاني لهذه الموارد الطبيعية ومع تزايد المشاكل البيئية وتعقدها ظهرت موجة التحذيرات حول التوازن الطبيعي الذي بدأ يظهر اختلاله للأعيان الأمر الذي أدى إلى ضرورة مواجهة هذه المشاكل وبالتالي احتل موضوع البيئة الصدارة و الأولوية في الاهتمامات سواء على الصعيد الدولي أو الداخلي فعقدت من اجلها العديد من المؤتمرات و الاتفاقيات الدولية من أجل ضمان حمايتها و تحقيق التوازن البيئي ولقد تحدد مفهوم التنمية المستدامة The Sustainable Development فى تقرير اللجنة الدولية حول البيئة والتنمية عام 1987 على أنها التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المستقبلية على تلبية احتياجاتها الخاصة وتناول المستشار محمد طنطاوي ابعاد التنميه المستدامة الاربعة وهي البعد الاجتماعي والذي اشتمل علي البطالة والتنمية المحلية والإقليمية والرعاية الصحية والثروات و الترابط الاجتماعي وتوزيع الخدمات…الخ.
كما تناول البعد الاقتصادي والذي اشتمل علي التنمية الاقتصادية و التنافس والنمو الاقتصادي والإبداع والتنمية الصناعية…الخ.
وتناول البعد البيئي والذي يهدف الي الحفاظ على جمال الطبيعة و نوعية المياه والهواء والتربة وتغير المناخ والتنوع البيولوجي…الخ واخيرا البعد التكنولوجي او التقني واستخدام التكنولوجيا الانظف والاكفأ والاقدر على الحد من التلوث
فالتنمية المستدامة هي عملية تطوير الأرض والمدن والمجتمعات وكذلك الأعمال التجارية بشرط أن تلبي احتياجات الحاضر بدون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجاتها. كما تناولت المحاضرة اهداف التنمية المستدامة، والمعروفة كذلك باسم الأهداف العالمية- هي دعوة عالمية للعمل من أجل القضاء على الفقر وحماية كوكب الأرض وضمان تمتع جميع الناس بالسلام والازدهار.
وتستند هذه الأهداف السبعة عشر إلى ما تم احرازه من نجاحات في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية (2000-2015) كما تشمل كذلك مجالات جديدة مثل تغير المناخ وعدم المساواة الاقتصاديةوتعزيز الابتكار والاستهلاك المستدام، والسلام والعدالة .
وتناول طنطاوي البعد البيئي للتنمية المستدامة والذي يهدف الي الإستخدام الأمثل و العقلاني للطاقةوالاقتصاد في الموارد غير المتجددة ( كالبترول الفحم معادن) إضافة إلى التنبؤ بما قد يحدث للنظم الايكولوجية التي تشمل المناخ- التنوع البيولوجي- المحيطات -الغابات حيث أنه في إطار التنمية المستدامة تضع كل الأنشطة الاقتصادية ولخص البعد البيئي في النقاط التالية :
– ضرورة الحفاظ على المحيط المائي للنظم البيئية والبعد عن تلويث المياه عن طريق النفايات الصناعية و الزراعية و البشرية وتحسين كفاءة شبكات المياه .
– صيانة ثراء الأرض و التنوع البيولوجي: تتعرض النظم الإيكولوجية الغابات المدارية و الساحلية- الشعب المرجانية و غيرها من الأراضي الرطبة ما يقرب 28 %من القارات لتدمير سريع و لأن هذه الأخيرة شديدة الصلة بالإنسان فإن تدهورها أو زوالها يؤدي إلى انعكاسات خطيرة كانقراض الأنواع الحيوانية و النباتية و في إطار تحقيق التنمية المستدامة فمن المهم صيانة ثراء هذه الأراضي و محاولة وضع خطط تنموية سريعة لتفادي معضلة الانقراض
-الحد من إتلاف التربة و الاستعمال المفرط للمبيدات:إن الاستعمال المكثف للمبيدات و الأسمدة تنتج عنه جملة من المشاكل البيئية: كتدمير الغطاء النباتي بشكل تدريجي إضافة إلى تلوث المياه(السطحية-الجوفية).
و في ظل تطبيق مبادئ التنمية المستدامة فإن استخدام المبيدات لابد أن يتقيد بضوابط الكم و النوع عند الاستعمال و هي مسؤولية الجميع عن طريق تسخير سياسات بيئية فنية عن طريق استخدام تقنيات زراعية و أساليب ري حديثة للحد من التلوث و كذلك عدم التبذير في استخدام المياه باللجوء إلى نظام التدوير كلما امكن ذلك
– حماية المناخ من الاحتباس الحراري: للتصنيع و التكنولوجيا الحديثة آثار سيئة على البيئة ذلك أن انطلاق الغازات ينتج عنه تغيير خطير عند حدوث ظاهرة تساقط الأمطار ( الأمطار الحمضية) أو زيادة نسبة الأشعة فوق البنفسجية، و اتساع ثقب الأزون، ما يستوجب التحرك و بسرعة للحد من هذه الأخطار و منح فرص للأجيال القادمة للعيش في هذا الكوكب بكل أمان .
وأنهي طنطاوي حديثه حول التنمية المستدامة بأن هناك مسئولية كبيرة تقع علي عاتق الدول المتقدمة للحد من التلوث ومعالجته خاصة في قيادة فكرة التنمية المستدامة ذلك لأن استهلاكها المتراكم – في الماضي – للطاقات كرس إسهامها بنسبة كبيرة في مشكلات التلوث العالمي في مختلف صوره و ما يساعدها على تلاشي تلك المخاطر هو الموارد المالية و التقنية الكفيلة يجعلها تحت مركز الصدارة في استخدام تكنولوجيا أنظف و تحويل اقتصاديا نحو حماية النظم الطبيعية بالتعاون و التنسيق مع الدول النامية.

Related posts

Leave a Comment