حكومتنا الرشيدة …..أما قبل ..(1)
كتبت هناء عبد الرحيم
لتلبية الشعب المصري والشباب خاصة عيونهم تنظر بعيدا إلى ذاك المجهول صاحب العيون الخضراء او الزرقاء على الجانب الآخر من العالم حيث يحلم بالحياة الديمقراطية والمدنية التي تعرف عليها من خلال أفلام السينما و هوليود التي تروج للعالم الغربي على انه جنة الله في الأرض،ينظر ويتابع ويحلم باليوم الذي يمسك فيه طوق النجاة من البطالة والفقر متمثلا في جواز سفر إلى أوروبا او أمريكا يعمل ويجتهد وربما يعود إلى الوطن يابني بيتا جميلا يستقر فيه ويعتقد من الإيجارات الشهرية التي تكل الأغنياء كما تكل الفقراء .
و منهم من يمد عينيه إلى العالم المجاور الذي يفصل بيننا وبينه مجرد برزخ يسمى بالبحر الأحمر؛انه عالم الخليج بمياه الخليج أكثر ملوحة من مياه بحرنا وبتروله أكثر من بترولنا وامواله أكثر واسهل نوالا من اموالنا
انه عالم آخر بخير الكثير من الشباب بل وغير الشباب .
الكل يتطلع إلى عالم غير عالمنا الذي نعيشه فقد فقدوا الدافعية والامل في أن يكون لهم مستقبل في الداخل يهربوا بشكل مشروع او غير مشروع إلى الخارج ،حقيقة ليست حياتهم في الخارج سهلة ميسورة ولا الأموال تاتيهم على اطباق من ذهب او فضة ،كلا ،انهم يدفعون ثمنا بعدها من اجمل ايام العمر بعيدا عن الأهل و الوطن وربما الولد ،فقدوا امتع اللحظات فلم يحضروا او يشاركوا في اعراس الاحبة وفاتتهم آخر لحظات وداع فمات الاب او الام او اي عزيز ولم يلقوا عليه النظرة الأخيرة…اي وجع هذا ؟؟
عادوا من عالم يشبه عالم الخيال للواقع على أرض الوطن يزهو كل منهم بما وصل إليه فاشترى قطعة أرض او ربما هي ملك له ورثها عن والديه وبدأ يعد لبيت الأحلام،اجتهد و حصل على أوراقه اللازمة للبناء ادخل مرافقه من مياه وكهرباء و غيرها وعاش في بيته الذي بناه بعرقه وعمره و بعد سنوات تتنبه حكومتنا الرشيدة إلى مخالفة العقار فتقوم على الفور بإصدار قرار إزالة له ضاربة عرض الحائط بما يترتب على ذلك من أضرار بينية الوطن واقتصاده بل و مشاعر أصحاب هذه المنازل ؟؟
هل ننتظر ممن قهر و ظلم أن يبقي على عزيز او غال في هذه البلاد ؟
حكومتنا الرشيدة انتم صامتون من الم ساكنين الشرفاء مجرمين واعادي الوطن .
رأيت على الجانب الآخر من اهل المدينة من وضع كل مدخرات في احدي الوحدات السكنية المملكة( تمليك ) ومنهم من استطاع الحصول على وحدة سكنية بايجار قديم كما يسميه البعض و دفع كل ما معه المقال او لصاحب العقار إذا فجأة وعلى غير توقع تستغيث الحكومة الرشيدة من فعلتها وتكتشف ….
لا ليس دواء لكورونا بل تكتشف أن البناء كله مخالف !!!اين كنتم أيها السادة وهذا البناء يشيد ويعلو مرتفعا إلى السماء ؟؟
اين كنتم وانت تعطون تراخيص البناء؟
اين كنتم وانت توافقون على إدخال كافة المرافق من مياه و صرف صحي وكهرباء وغيرها ؟
اين كنتم ؟؟؟؟!!!!
هل استيقظت ذات صباح فوجدته عقارا من عشرات الوحدات السكنية بأهلها قد حطت عليكم من السماء ؟؟
أم ربما جاء بها مارد من عالم الجن بغيرها في الأرض غرسا؟؟
هدم المنازل أسوأ من إعلان الحروب ،لأنها تولد كراهية لا تنتهي بل تتوارثه الاجيال، ولا تنتهي المعاهدات السلام وإطلاق الحمام… انظروا إلى الأطفال والنساء وهم يفترشون الطرقات والشوارع ….هل يليق بأم الدنيا أن تفعل هذا بفلذات كبدها ؟؟
حكومتنا الرشيدة ….اما قبل أن تأتوا بهذه القرارات عليكم ايجاد البدائل و الحلول لا يليق ابدا الهدم والقاء الآمنين بالشوارع
لا يليق أن تصنع من الآمنين مشردين ،
لا يليق أن تترك أصحاب العقارات و المقاول والموظفين بكل هيئات التراخيص و تعاقب ذاك المطحون الذي قضى أكثر من نصف عمره يكون في هذا البيت ،حتى إذا منتهى وجلس يلتقط أنفاسه فإذا بكم يستخدمونها على رأسه والثاني به إلى الشارع مع اسرته،لا تسأل بعد ذلك عن الإرهاب فأنت قد صنعته .
حكومتنا الرشيدة ….أما قبل
كل شيء فانظروا إلى هذا المواطن الذي ضجر بكل ما في الحياة بسبب تلك القوانين المستحدثة و ما تطلقون عليه ثورة على الفساد أرى انها لم تطل إلا الشرفاء الكادحين، بينما المفسدة يرتعون وينعمون بملايينكم التى لا حصر لها على مرأى و مسمع منكم .
حكومتنا الرشيدة …. أما قبل……