هل كان بعدك عني اختبارا
بقلم مصطفى سبتة
هل كان بعدك عني اختبارا
حبيبتي لاتمسحي منى جروحى
سيأتى إليك زمان جديد وفي
موكب الشوق يمضي زماني
وقد يحمل الروض زهرا نديا
ويرجع للقلب عطر الامانى
وقد. يسكب الليل لحنا شجيا
فيأتيك صوتي حزين الاغاني
وقد يحمل العمر حلما وليدا
لحب جديد. سيأتى مكاني
ولكن قلبك مهما افترقنا
سيشتاق صوتى وذكرى حنانى
سيأتي إليك زمان جديدا
ويصبح وجهي خيالاً عبر
ونقرا في الليل شعرا جميلا
يذوب حنينا كضوء القمر
وفي لحظة. نستعيد. الزمان
ونذكر عمرا مضي واندثر
فيرجع للقب دفء الحياة
وينساب كالضوء صوت المطر
ولن نستعيد حكايات العتاب
ولاكن أحب ولا من غدر
أذا ما أطلت عيون القصيدة
وطافت مع الشوق حيرة شريدة
سيأتيك صوتي يشق السكون
وفي كل ذكرى جراح جديدة
وفي كل لحن سيخرج دموع
وتعصف بي كبرياء عنيدة
وتعبر في الأفق أسراب عمري
طيورا من الحلم صارت بعيدة
وإن فرقتنا دروب الامانى
نسائم كالفجر سكرى بريئة
فتبدو لعينيك ذكرى هوانا
شموعا على الدرب كانت مضيئة
ويبقى على البعد طيف جميل
تودين في كل يوم مجيئة
إذا كان. بعدك عني اختبارا
فإن لقأنا وربي مشيئة
لقد كنت في القرب أغلي ذنوبي
وكنت على البعد. أحلي خطيئة
وإن لاح في الأفق طيف الخريف
وحامت علينا هموم الصقيع
ولاحت امامك أيام عمرى
وحلق الغيم وجه الربيع
وفي ليلة من ليالي الشتاء
سيغفو بصدرك حلم وديع
تعود مع الدفء ذكرى الليالي
وتنساق فينا بحار الدموع
ويصرخ في ألقلب شيء ينادى
أما من طريق لنا للرجوع
وإن لاح وجهك فوق المرايا
وعاداتنا الأمس يروى الحكايا
وأصبح عطرك قيدا ثقيلاً
يمزق قلبي ويدمي خطايا
وجوه من الناس مرت علينا
وفي آخر الدرب صاروا بقايا
ولكن وجهك رغم الرحيل
إذا غاب طيفا بدأ في دمايا
فإن صار عمرك بعدى مرايا
فلن تلمحي فيه شيئا سوايا
وإن زارنا ز الشوق يوماً ونادى
وغني لنا مامضي واستعادا
وعاد إلى ألقلب عهد الجنون
فزاد احتراقا وزدنا بعادا
لقد عاش قلبي مثل النسيم
إذا ذاق عطرا جميلا. تهادى
وكم كان يصرخ مثل الحريق
إذا ما رأى النار سكرى تمادى
فهل أخطأ القلب حين التقينا
في نشوة العشق صرنا رمادا
كؤؤس توالت علينا فذقنا
بها الحزن حينا وحينا سهادا
طيور تحلق في كل أرض
وتختار في كل يوم بلادا
توالت على الأرض أسراب طير
وكم طار قلبي إليها وعادا
فرغم اتساع الفضاء البعيد
فكم حن قلبي وغني ونادا
وكم لمئه حين ذاب اشتياقا
وما زاده اللوم الا عنادا