مشنة سعيدة
الحلقة الثالثة
بقلم :عاطف محمد
استيقظ أيمن على صوت جلبة وصخب الجميع، فتمطع وتثاءب.
أنا خفيت ياامه؛ أنا جعان بقى (ضحك الجميع )
ألبس شبشبك وماتقلعوش من رجلك
حاضر ياصابرين
يلا يا بنات جهزوا الطبلية ؛ وحطوا الأكل علشان نتلم عليها وناكل ،خير ربنا كتير
حاضر ياامه
وهنا هرع قاسم ليرى ابنه الصغير ومن ثمه قبله قبلة حانية فى جبينه ونظر له ب …..اشفاق وعطف
اتبسط ياسى أيمن بوسة أبوك دوا، عمرك ماهتلاقيه فى الاجزخانات
ابتسم الزوج …..
ثم نظرت لزوجها موجهة له الحديث
اطمن دى شوكة صغيرة وراحت لحالها، وأى شوكة مسيرها تروح لحالها، ممكن توجعنا، وجايز تنغص علينا عيشتنا ، لكن مش هانموت منها يعنى (فهمت أن قاسم وصل له المعنى من قولها فغيرت الحديث)
والحمد لله الواد سليم بقى زى الفل ،طب ده لما الشوكة دخلت فى رجله وجعت قلبى …
واطمئن الاخوه على أيمن وداعبوه ولاعبوه
جلس الجميع على طبلية الطعام وسردت سعيدة حكايتها منذ عبور المخاضة واستخراج البوشة واختفاء الورقة……
بعد انتهاء الطعام بحث الجميع عن الورقة ولكن دون جدوى
أنا عايز طيارة ….
طيارة مره واحدة؛ ودى نجيبها منين؟
رد عرفة بسرعة…… قصده طيارة ورق تعال يا أيمن احنا هانعملك احسن طيارة …
جلس الأخوة أمام الدار يصنعون( طيارة) أيمن ؛وكل منهم يقدم خبرته لتخرج( الطيارة )على أحسن ما يكون فقد كانوا مبدعين بالفطرة
وقامت البنات بإعادة ترتيب الدار مرة أخرى
بينما تسامر الزوجان فى حديث فحواه الورقة والمشنة…..
بالك ياسى قاسم أنا نفسى تبقى ريس نفسك ….عندك مشروعك إللى يجيبلك كل الخير
لم يرد قاسم ولكن لسان حاله كيف هذا وهو لا يملك أرضا أو إرثا يستند عليه كما أنه تعلم الفلاحة على (كبر) إذ أنه خريج( صنايع) دبلوم متوسط ولكن لم يجد عملا فى قريته سوى الفلاحة فعمل بها .
طبعا الفلاحة مش وحشه ياسى قاسم ، كفاية إن إللى بيزرع بياخد حسنات بالكوم لما حد يأكل من زرعته ..
تعجب قاسم لأنه رغم عدم رده، لكن سعيده تكمل الحوار على أساس أنها سمعت ما يدور فى خلده
هو انت مخاويه……( قاطعته سعيدة)
لا مخاويه جن ولا دياوله الحكاية انى فهماك أكتر من نفسك هو فيه حد ما يفهمش روحه أن شاء الله ربنا يعمل الصالح
انتهى الأخوة من صنع الطيارة
عايز اطيرها انا الأول ….
استنى يا أيمن ها…نطيرها وانت تكمل؛
وبالفعل وبعد مجهود ليس بالكبير طارت الطيارة وارتفعت فى السماء
كان منظرها خلابا فقد كانت تتزين بشكل علم مصر لها ذيل طويل يشبه فرعى النيل دمياط ورشيد معلنة للعالم إن النيل مصرى مهما حاولت قوى البغى …..
أمسك أيمن بزمام الخيط وهو سعيد
أنا عايز ابقى طيار يا عرفه….
إن شاء الله يا ايمن …
وانت يا عرفه عايز تبقى أيه؟؟؟؟؟
ابقى مهندس ؛عندى أفكار كتير نفسى اعملها انفع نفسى والناس
ان شاء الله، أنا ورضا وهنيه دكاترة بأذن الله
عارف يا فرج حلمنا علشان يتحقق عايز ايه ؟؟؟
عايز صبر وجهد وتعب ، وانت ياسعد ماسمعناش حسك يعنى
بصوا اناو سعاد و صابرين، هانخش تعليم فنى وان شاء الله نكمل تعليم عالى التعليم الفنى هو الأساس. افهموها بقى يا عالم ….و……
نظر الجميع إلى السماء يتابعون الطائرة و هى تحلق كأنها تحلق باحلامهم فى السماء وعند ميلها يمينا أو يسارا تخبرهم أن تحقيق أى حلم ليس سهلا فسوف تقابله عقبات عليهم تخطيها أنها مخاضة مليئة بالماء والصخور البشرية والزمنية والنفسية ولابد من عبورها بهمة كما فعلت أمهم سعيدة .
وهنا سمع الجميع صياح رضا
لقيتها ………لقيت الورقة
هرول الجميع ناحية رضا التى وقفت
كمنتصر حذق… حقق نصرا مؤزرا نتج عن شجاعة مبهرة وخطة محكمة
نظر الجميع إلى الورقة و لسان حال كل منهم يقول
أانت الورقة التى بحثنا عنها وقلبنا البيت رأسا على عقب ماذا تحوين داخلك؟؟؟؟ وأين اختفيت؟؟؟؟؟؟؟؟ أهلا ومرحبا بك.
ولكن صوت سعيدة أنهى كل هذا الحوار وقبض الأحلام فى خدرها
مش دى يارضا وأيدت صابرين كلام أمها بنظراتها
التانية ورقة مصفرة وقديمة شوية.
ظهرت خيبة الأمل على وجوه الجميع
وهنا دخل أيمن صائحا ألحقونى…… الطيارة قطعت و…….
وقبل ان يكمل حديثه اسرع الأولاد سريعا للحاق بالطيارة فوجدوها مشبوكة فى شجرة فتسلق سعيد الشجرة وعندما كاد أن يمسك بطرف الخيط انزلقت قدمه ولكن صعود عرفه خلفه مكنه من إمساك أخيه قبل ان يسقط ،ولكن سعد أمسك طرف الخيط واغتبط الجميع للنجاة واللحاق بالطيارة وتناول فرج الخيط، ونزل الاخوان وتم ربط الخيط وإعطاء أيمن زمام (الطيارة) مرة أخرى
اخذت سعيدة مشنتها وجلست مع بناتها فى حديث موسع وشجى عن المشنة وغيرها ، بينما جلس الأب مع أولاده أمام الدار على المسطبة يحستون الشاى وأيمن مازال يلعب (بالطيارة) سعيدا بإنجاز تحليقها عاليا
هى الورقة كان فيه ايه ياامه؟؟
مش عارفه يا رضا .
اكيد فيها طريقة صنع المنشات
بتتمقلتى على جدك ياهنيه…
أبدا يا غاليه بس هيكون فيها ايه يعنى ؟
مالمحتيش أى حاجه ف الورقة ياصابرين
مالحقتش يا سعاد الواد أيمن صرخ وانا لسه باخد الورقة من أمك
وهنا تداخل الحوار وصار متشابكا كحلقة نقاش تعج بكافة القضايا …
الحمد لله انك طلعت ورا أخوك ولحقته
كل إللى عرفته أنها ورقة قديمة
الطيارة جديدة وورقها جديد
والبوشة احلى واحلى نحط فيها المش
يا عم افتكرلنا حاجة حلوة
يعنى أيمن هو إللى عمل كل ده
أخوك ولازم تاخد بالك منه
أنتم فاكرين أن كما تدين تدان فى الظلم وبس، لاء…. ستدان لما تجبر بخاطر حد، ربك مش بينسى حق حد
شكرا يارب ع (الطيارة) الحلوة دى
ضرير الروح عمره مايشوف حتى لو عنيه سته على سته، أما إللى قلبه بصير لو غمض عينه وغماها كمان ، هايشوف أكتر من ناس عنيها وسط راسها…
والله كل كلامك حكم ياابه.
فرج ….الطيارة بترقص فى السما
اختشى ياهنيه ولمى نفسك
الحياة عامله زى الدكان ،نقى وخد إللى انت عايزه، بس خلى بالك وانت خارج هاتتحاسب على كل حاجه شلتها، وعلى كل حاجة اخدتها….
إخلاص الست بيتقاس لما الراجل ميبقاش عنده أى حاجه.
الطيارة منوره ف السما ياامه
إخلاص الراجل بيتقاس لما يكون عنده كل حاجه
فاهمين والله يا حاج…
حاجتين ما ينفعش تتعلمهم أو تاخد فيهم دروس الأصول والجدعنة يا تتولد بيهم يا تعيش طول عمرك تسمع عنهم فخليك راجل …
يا بخت إللى أخوه راجل
ياامه انت ب100…… راجل
أمكم دى ست ولا كل الستات شايله همنا وصاينه بيتها وولادها ؛ضحكتها بتملى الدنيا سعادة ، بتنور طريقنا وتزرعه هنا وسرور
ايه الرومانسية دى يا حاجه سعيدة، يا بختك يا حاج قاسم
ف…..احمر وجه سعيدة خجلا …..
واستمر الحوار ما بين دعم وأمل و حب وشجن و حلم وعمل، حتى توارت الشمس وتنسم الجو ابتسامات الليل الجميل وفاحت روائح زهور وثمار الحقول، وقطع كل هذا دعوة سعيدة للكل للجلوس على الطبلية للعشاء، وبعده غالب النعاس الجميع وراح بعضهم فى سبات عميق .بدأت الأحلام تداعب خيال بعضهم ………. حتى الصباح………
وانفتح شباك الدار على إثر عاصفة هوائية محدثا صوتا مدويا، ورغم هذا الصوت لم يستيقظ أهل الدار، وهنا طارت ورقة تابعتها سعيدة بنظرها، حتى استقرت فنهضت لتتبينها، ولما امسكتها وجدتها شهادة نجاح هنية ،
فطوتها و جلست تفكر ولكن لمست بيدها شيئا بارزا كثيرا ما لاحظته وهى تنكس الدار ،ولكن لم تفكر في ماهية هذا الشئ وهنا خطرت لها فكرة…….. معرفة هذا الشئ أحضرت سكينا وظلت تنحت حول الشئ وحملقت من الذهول أنه …………
كل هذا العمر فى البيت ولم أكن أعرف…………
لازم اكتشف الموضوع ده………
ماذا وجدت سعيدة ؟؟؟وما هو الجديد فى حكاية الورقة ؟؟؟؟؟وماأهمية الورقة ؟؟؟؟؟
كل هذا وأكثر من أحداث مثيرة فى الحلقة القادمة ب إذن الله
الحلقة الرابعة ………