بقلم مصطفى سبتة
جنـَحتَ للصَّمـتِ في مُستنـقـعٍ وخِـمِ
أَمِ اعتكفتَ من التـَثـريـبِ يا قلـمي
لا القلبُ ينـبضُ كالمُعتادِ في شَغَـفٍ
والجـسمُ واهٍ ومُعـتـَلٌ من السَقـمِ
قَـذىً بـعـَيـنٍ وأُخـرى ضرَّهـا رَمـَدٌ
والأُذنُ قد صابـَها الإِعياءُ في صَمَـمِ
ياطائِرَ الشّوقِ في الأَردُنّ عُزوتـنـا
فـَطـُفْ عليـهـم بِكـُلِّ سكيـنـةٍ وَحُـمِ
بـَلِّـغ سلامي لِعـبـد ِاللـَّهِ عـاهِـلـنـا
قـطـبُ المـآثـِرِ والإِفـضالِ والـشِّيـَمِ
يـاهـاشِميُّ ابتـَغـيـنـا منـكَ معـذرةً
ضاقَت علينـارِحابُ الأَرضِ في سَخَـمِ
ياسيـِّدي لم يخِـبْ ظَـنِّي بـحلمكُـمُ
فاصفحْ فؤاديَ من هَولِ الخُطوبِ عَمِي
هـَونـاً بِـمَـن لاكَـتِ الأَيـَّامُ عـِزَّتــَهُ
بِـحـَقِّ كـل نـبـيٍ طـافَ في الـحـَرمِ
كُـلّ ابـنُ آدمَ خَـطـَّاء بـِفِـطـرتـهِ
فارفـِقْ بِنـفسٍ كَوتـها عَبـرةُ النـَدمِ
نـشأْتَ في دارِ مـُلكٍ كنـتَ بَـهـجتـَها
حتى تَربـعـتَ عَـرشا شامـِخَ القِـمـمِ
دانـَت لأَهـلكَ أَهـلُ الأَرضِ قـاطـِبـةً
وسادَ سُؤدُدهـُم بالمـجـدِ والقِـيَـمِ
حَبـاكَ ربِّـي لـشيـماتٍ وُصِفـتَ بـهـا
مـَنـارة العَـدلِ في الآفاقِ كالعـلمِ
أَبـوكَ من قـبـل نـِبـراسٌ يُـضـاءُ بـِه
عن نُصرةِ الحَقِّ لم يهجَـعْ ولـم يَنـمِ
عـَريـنـُه كـانـتِ الآسـادُ تـَرهـَبـُه
سنـاؤُهُ كَشعـاعِ البـَرقِ في الظـُلَمِ
أَجـدادُكُم يـتـَّقي الرِئـبـالُ سطوتـَهُم
بـمكرُماتٍ لـهـم سـادوا على الأُمـَمِ
منـاقـِبُ العـِزِّ تحتَ لوائـِهـِم سَمقـَتْ
في ظلِّهم يلتـَجي الملهوفُ من وجـَمِ
يامَن بكـم تفـخـَرُ الأَصقاعُ خـَرَّ لكـم
أَكاسِرُ الفُرسِ والرومـانُ كالخـَدَمِ
أَركانُ دولتـِكُم بالعَـدلِ قـد شَمـَخَـت
أَشَـدتَ بالعـلمِ صَرحـاً غيـر مُنـهـدِمِ
عَـقـدٌ من النـجـمِ مُـزدانٌ بـجيـدِكُـمُ
كـأَنـَّهُ من طِبـاقِ السامِكـاتِ رُمي
أَنتـم بـُروجٌ وفي الآفـاقِ نجـمَـكُمُ
هيهاتَ مَنْ مثلـكم يَرقى إِلى النـُجُمِ
حبـاكُمُ اللـَّهُ تشريـفاً وفضَّلـكـُم
على الخلائـِقِ من عُربٍ ومن عَجـمِ
تَشـعُّ أَنـواركُم في الخـافـِقيـنِ سَنـاً
وجـاركُم لم يـُهَـنْ يَـوماً ولـم يـُضَـمِ
ياسيِّدي عُصبةُ الأَشرارِ قد فتـَكَـت
فيـما أَشَدتُـمُ فتـكَ الذئـبِ بالغـنـمِ
رُعـونــةٌ وفـسـادٌ بـاتَ ديـدنَـهـُم
أَشداقـُهُم عن حُقوقِ النـَّاسِ لم تـَصُمِ
قـَضوا بِتـنـكيـلِ مَنْ لم يَستَـكِنْ لهـمُ
ولـم يُراعـوا لقـُربى الـدَمِّ والـرَحـِمِ
يـَراعُـهـُم سَـوط ذُلٍّ يـَسفعون بـهِ
قِرطـاسُهُـم لُـوِّثَـت صَفحاتـُهُ بِـدمِ
أَظفـارهُم شـَجَّـتِ الأَوداجَ قـلَّمَـها
إِبـنُ الحُسيـنِ بسيـفِ الفكرِ والقَـلـَم
أُردُنـُّنـا سـادَ يابـن الأَكرميـنَ بـه
مُـراتـِعُ الفَـخـرِ والأَمـجـادِ من قـِدَمِ
يا طـالبَ الرزقِ يـَمِّـمْ صـَوبَ راحتـِهِ
منـاهـِلٌ فـاضَ منـها الخَـيـرُ كالدِيـَمِ
وَقُـرَّ عيـنـاً فـإِنَّ المـُزنَ تـَهطِـلُ من
كـفَّـيـهِ مـِدرارةٌ بالخـيـرِ والنـِعَـمِ