الجهات الرقابية تشن عدة حملات يومية لغلاق وتشميع مراكز الدروس الخصوصية
كتب- محمود مسلم
رغم الجهود المضنية التي تبذلها وزارة التربية والتعليم من أجل التصدي لظاهرة الدروس الخصوصية والحد من انتشارها فإن أولياء الأمور لهم رأي آخر ويصرون على دعم استمرار تلك الظاهرة، من خلال التكدس بالحجز لدى المدرسين المعروفين، حيث يجرى الحجز بنظام الترم ونظام الدروس البرايفت والتي يفضلها أولياء الأمور في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد وخوفهم من انتشاره.
وأعلن عدد كبير من المدرسين في محافظة دمياط وخاصة مدرسي المرحلة الثانوية بدمياط عن بدء الحجز للدروس الخصوصية للعام الدراسى الجديد 2020 /2021 ولكن بصورة مختلفة هذا العام عن الأعوام السابقة، وذلك تماشيا مع اتجاهات الدولة فى مواجهة فيرس كورونا المستجد وتحقيق التباعد الاجتماعي وخاصة بعد قيام أجهزة الدولة بإغلاق مراكز وسناتر الدروس الخصوصية مع بدء ظهور فيرس كورونا وتوقف العمل بالمدارس وتنفيذا لتعليمات مجلس الوزراء بمنع التجمعات لتلقى العلم تحت أى مسمى.
مأساة الدروس الخصوصية (1)
وبدأ عدد من المدرسين الإعلان مبكرا عن بدء حجز الدروس الخصوصية باستخدام المنصات الالكترونية أو المنصات التعليمية والتى يبدأ الحجز بها عن طريق أرقام الواتس آب أو عن طريق إحدى المكتبات وتعتمد المنصة التعليمية على توفير عدد من المدريين فى مختلف التخصصات ويكون الحجز بالترم الدراس وليس بالشهر.
وأعلن عدد من المدرسين مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك تحت عنوان خبر سار لأولياء الأمور والطلاب ، بدء الحجز على المنصة التعليمية الصف الأول الثانوي 10مواد بـ 1200جنيه، الصف الثاني الثانوي 8مواد بـ 1400جنيه، الصف الثالث الثانوى 7 مواد بـ1700 جنيه.
كما أعلن عدد آخر من المدرسين العمل من خلال برنامج زووم، وأعلن آخرون توزيع المذكرات من خلال المكتبات والتواصل عن طريق جروبات الواتس آب، فيما قرر آخرون العمل من خلال ما يعرف بدروس” البرايفيت” 3 طلاب بكل مجموعة والحصة ساعة 600 جنيه.
يأتي ذلك فى الوقت الذى أكد فيه عادل عثمان وكيل وزارة التعليم بدمياط أن سياسة الوزارة ترفض أى صورة لعودة الدروس الخصوصية، وأن التعليم عن بعد لا يعنى إقامة منصات موازية ولكن الاعتماد الأول على منصة الوزارة وبنك المعرفة.
وفي محافظة الغربية، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لشباب مدينة بسيون، لتجمع إعداد كبيرة من طلبة الثانوية العامة للحجز أماكن لهم في مجموعات الدروس الخصوصية التي يعطيها أحد مدرسي الفيزياء، والذي يعد أحد أشهر مدرسين الثانوية العامة في الغربية، وذلك وسط تجاهل تام للمسئولين وبتوجيهات الوزارة والمديرية وبتوجيهات الصحة بمنع التجمعات.
ومن جانبها ، قررت منى صالح رئيس مركز ومدينة بسيون بمحافظة الغربية ، عمل حملات يومية لإغلاق وتشميع جميع مراكز الدروس الخصوصية ، وعمل محضر لكل صاحب مركز مخالف، ويثبت تشغيله لاستقبال الطلاب أو الحجز للعام الدراسى الجديد، واتخاذا الإجراءات القانونية الكاملة تجاه المخالفين.
وقال الأهالى إن الطلبة يثقون فى هذا المدرس بشكل كبير، ويكون دائما حجز المجموعات قبل بدء الدراسة بمدة طويلة، ويصل المبلغ الحجز إلى 300 جنيه للطالب الواحد وأحيانا كثيرة لا يجد عدد كبير من الطلاب أماكن لهم.
وأضاف الأهالى: “بالرغم من القرارات التى أصدرها وزير التربية والتعليم، وبعد تطبيق النظام الحديث للثانوية العامة، ولكن للأسف الدروس الخصوصية لم تتوقف وزاد الإقبال عليها أكثر مما سبق بسبب خوف الطلاب من النظام الحديث للثانوية العامة، وحالة التوتر الموجودة لدى الطلاب.
كما عبر عدد من الأهالى عن استيائهم بسبب عدم تقدير المدرسين للظروف التى تواجه البلاد، خاصة فى ظل انتشار فيروس كرونا وتعريض صحة وحياة الطلاب للإصابة بفيروس كورونا.
وشهدت محافظة كفر الشيخ حالة من الجدل لنشر المعلمين اعلانات لتحفيز الطلاب لحجز دروسهم لبدأها، وعقد المعلمون اجتماعا بأحد المنازل الخاصة بأحد المعلمين للاتفاق على إيجاد حل بديل فى حالة استمرار غلق المراكز الخصوصية، ببث الدروس أون لاين من خلال جروب يشترك الطالب فيه فى مقابل مادى يتراوح ما بين 60 لـ 100 جنيه للمادة، فى حين أصدرت محافظة كفر الشيخ قراراً بغلق المراكز حال فتحها، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاه المخالفين.
ومن جانبه ، أكد اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، أن المحافظة تستعد لإطلاق قناة تعليمية، لا يقتصر متلقيها على طلاب الثانوية العامة بالمحافظة، ولكن لكل الطلاب فى كافة المحافظات المصرية، كمواجهة أولى ضد محاولات أصحاب مراكز الدروس الخصوصية العودة إما بإعادة فتح المراكز الدروس الخصوصية مرة أخرى، أو بث الدروس والمناهج من خلال مجموعات مغلقة بمقابل مادى.
وقال اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، لن أسمح بعودة فتح المراكز الخصوصية بمدن المحافظة، وسيتخذ كافة الإجراءات القانونية تجاه المعلمين، كما سيتم اتخاذ إجراءات قانونية وحازمة تجاه لكل معلم يتواجد بالمراكز الخصوصية .
قالت الدكتورة بثينة كشك، وكيل وزارة التربية والتعليم بكفر الشيخ، إن مديرية التربية والتعليم بكفر الشيخ، تشهد استعدادات مكثفة لإطلاق القناة التعليمية “أفاق تربوية”، والتى يدعمها اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، وتم تخصيص القاعة الصينية لتكون الاستوديو الخاص بالقناة ، وتكون مقراً لبث القناة التعليمية.
مأساة الدروس الخصوصية (2)
وأضافت وكيل الوزارة، لـ “اليوم السابع” ستبدأ القناة بث برامجها التعليمية قبل بدء العام الدراسى المقبل 2020- 2021 م، مؤكدة أنها بسرعة الانتهاء من وضع جميع الإمكانيات المتاحة لتوفير جو إبداعى للمعلمين الذين سيقومون بالشرح للطلاب الذين سيتفاعلون مع تلك البرامج التعليمية المقدمة لهم.
وقالت وكيل وزارة التربية والتعليم بكفر الشيخ، هناك إجراءات رادعة للمعلمين الذين بتم ضبطهم بالمركز الخصوصية، تصل لحد الإيقاف عن العمل لخروجه عن مقتضى العمل الوظيفي.
وفي محافظة سوهاج، أكد الدكتور ماهر عبدالخالق وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة أنه تطبيقا لسياسة الوزارة الهادفة في محاربة الدروس الخصوصية على قدما وساق وقضية الدروس الخصوصية هي قضية مصيرية من أجل التغيير وأن المديرية تقوم بتنفيذ التعليمات بشكلا صارم وأنه تم شن حملة مكبرة بالإشتراك مع الجهات المعنية بالمحافظة وتم المرور على مراكز الدروس الخصوصية على مستوى المحافظة.
وأضاف أن أي مدرس سوف يتم ضبطه داخل سناتر الدروس الخصوصية على مستوى المحافظة سوف يتم إحالته فورا إلى التحقيق بمعرفة الشئون القانونية بالمديرية وإتخاذ كافة الإجراءات القانونية في هذا الشأن طبقا للتعليمات.
وأكد أن الحملة التي شنتها المديرية على مراكز الدروس الخصوصية سابقا قامت بتشميع عددا منها بمعرفة الجهات المختصة وتم رفع تقرير عن نيجة الحملات إلى الوزارة وإحالة المعلمين الذين تم ضبطهم داخل مراكز الدروس الخصوصية للتحقيق بمعرفة الشؤون القانوينة.
وأشار وكيل وزارة التربية والتعليم أننا مستمرون في الحملات بعد انتهاء إجارة العيد الحالي ولن يكون هناك تهاون مع أي مركز أو مدرس يقوم بأعمال الدروس الخصوصية طبقا لتعليمات الوزارة في هذا الشأن.
يذكر أن الأجهزة الأمنية بسوهاج أغلقت قبل ذلك 13 سنتر للدروس الخصوصية بدائرة قسم ثان سوهاج، وتم تشميعهما واتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة فى وجود ممثلين عن حى شرق سوهاج ومسئول أمن التربية والتعليم.
وجاءت الحملة تنفيذا لتوجيهات وزارة الداخلية بغلق جميع الدروس الخصوصية بعد قرار رئيس الجمهورية بتعطيل الدراسة بالمدارس والجامعات لمدة أسبوعين كإجراء احترازى لمواجهة خطر كورونا، وتقوم الأجهزة الأمنية بتكثيف جهودها فى هذا الشأن وتتبع مراكز الدروس الخصوصية على مستوى المحافظة بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم بسوهاج.
قاد الحملة المقدم أحمد المولد رئيس مباحث قسم ثان سوهاج، وعاطف الصمطى رئيس حى شرق سوهاج وعلاء أبو العجب مدير أمن التربية والتعليم بسوهاج، ومتابعة ميدانية من محمد أمين مساعد رئيس الحى، وتم إغلاق وتشميع 13 سنتر للدروس الخصوصية بدائرة القسم.
مأساة الدروس الخصوصية (3)
وفي محافظة الوادي الجديد، أحكمت مديرية التربية والتعليم بالمحافظة سيطرتها على ظاهرة الدروس الخصوصية بعد إغلاق مراكز للدروس الخصوصية منذ بداية أزمة كورونا بالمحافظة وحذرت من يقوم بإعطاء دروس خصوصية بالوقف عن العمل والأحوال للتحقيق، حيث جرى إغلاق 4 سناتر لإعطاء الدروس الخصوصية بمدينتي الخارجة والداخلة، وتم تحرير محاضر رسمية بالواقعة وتم التنبيه عليهم بعدم تجميع الطلاب فيها مرة أخرى.
ولجأت مديرية التربية والتعليم بالمحافظة في محاربة الدروس الخصوصية لعقد مجموعات تقوية ومراجعة لطلاب الثانوية العامة وذلك بمقر المركز الإستكشافي للعلوم بالخارجة، تنفيذا لتوجيهات اللواء محمد الزملوط محافظ الإقليم للتخفيف عن كاهل أولياء الأمور ، وتوفير معلمين بجميع التخصصات الدراسية وفقا لجدول أسبوعي لطلاب المرحله الثانوية بالخارجة، وتم تعميم الفكرة علي باقي الإدارات التعليمية على مستوى المحافظة.
وكانت المحكمة الإدارية العليا، حسمت ظاهرة الدروس الخصوصية ووضعت الإطار العام للقضاء عليها وقضت بإلغاء الحكم الصادر من المحكمة التأديبية بالمنوفية وقبلت الطعن المقام من محافظ المنوفية وبمجازاة المدرسة (أ.م.م.ع) بإحدى المدارس التابعة للإدارة التعليمية بمحافظة المنوفية بخصم أجر عشرة أيام من راتبها لإعطائها دروسا خصوصية في مادة اللغة الانجليزية لطلاب الإعدادية حيث صدر الحكم برئاسة المستشار عادل بريك نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشارين سيد سلطان والدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى ونبيل عطا الله وشعبان عبد العزيز نواب رئيس مجلس الدولة .
مأساة الدروس الخصوصية (4)
وكانت القواعد التي حددتها المحكمة تأتى كالتالى :-
– الدروس الخصوصية قضية جوهرية تمس حقوق الأجيال تؤدى إلى إرهاق ميزانية الأسرة المصرية وتعكس ضعف المخرجات التعليمية فى المدارس الحكومية والخاصة.
– عدم تجريم ظاهرة الدروس الخصوصية بعقوبة العزل من الوظيفة على غرار الجامعات ساعد على تفشى الظاهرة.
– المحكمة تناشد المشرع بوضع العقاب الرادع للدروس الخصوصية فى التعليم المدرسى.
– الطرق التقليدية للامتحانات بالحفظ والتلقين لا تتواءم مع عصر العولمة وتجعل الطلاب يلوذون بالمعلم الخاص.
– الامتحان ليس وسيلة لإبراء ذمة الطالب وإنما وسيلة لكشف التنوع الإبداعى بين الطلاب.
– وضع اَلية جديدة فى محتويات المناهج الدراسية بما يتناسب مع متطلبات الحياة العملية وتزويد البيئة المدرسية بوسائل الجذب للطلاب بما يحقق لهم الاكتفاء.
– دور الإعلام توعية أولياء الأمور بأن غاية التعليم ليس فقط الحصول على أعلى الدرجات بقدر تكوين شخصية الطالب لمواجهة المستجدات.
– إعادة النظر للحوافز المادية والمعنوية للمعلمين بما يكرس معه المعلم كل جهده داخل الحصة الدراسية بالمدرسة.