بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال
كل إنسان لديه شخصية تختلف عن آخر، كل شخص يملك تفكيراً خاصاً به، إننا من الممكن أن نغير شخصيتنا، ولكننا لا يُمكن أن نغير شكلنا، لأن الشكل هبة من الله، فقد خلقنا في أحسن تقويم، ولم ينقص منا شيئاً، ولكن يأتي دور الشخصية التي تكون مكملة للشكل الذي نحن عليه، فليس الشكل هو ما يجعل الشخصية جذابة،ورُبما شخصيتهم تكون جذابة أكثر من شخص لديه من الجمال ما يجعله جميلاً، فتعدد الشخصيات من إنسان لآخر يجعلنا نستطيع التعامل مع نوعٍ من الناس ولا نستطيع التعامل مع نوعٍ آخر.
فهناك شخصياتٌ ليس من السهل فهمها أو التأقلم معها، لذلك هناك الكثير من العلاقات الإنسانية التي لا تستمر طويلاً، والغموض في الشخصية، هو ما لا نعلمه عن شخص معين، فشخصيته تكون مختلفة عن باقي الشخصيات التي نكون نعرفها جيداً، والشخص الغامض لا نكاد نعرف عنه الكثير، فهو بغموضه يخبئ الكثير، ويخفي ما لا يقوله لأحد أو يحدِّث به أحد، والغموض في الشخصيات هو الأكثر جاذبية، لوجود غريزة الفضول لدى الكثير من الناس ,أن الغموض سر من أسرار الجمال، وإضفاء مزيدٍ من المميزات على الشخصية، وجعلها جذابةً أكثر، وهناك رأي آخر يقول بأنه لا يجب على الشخصية أن تكون غامضة وغير مفهومة، فالوضوح في الشخصية يجعلها سهلة الفهم ويسهُل التعامل معها، وجهتان من النظر مختلفتان تماماً.
ولكن من الواضح أن الكثير من الناس يُجمعون علي أن الشخصية الغامضة هي من تملك جاذبية أكبر لأنها تُرغِّبُ النَّاس في محاولة التقرب منها ومعرفة سر غموضها وإبهامها،إن الغموض الذي يعيشه الشخص الغامض، والسمات المميزة التي يتمتع بها، تخوله لأن يكون شخصاً مبدعاً، فهو قليل الكلام، وقوي الملاحظة وحاد النظر، وهذا يجعله يبحث عن زوايا الإبداع من حوله ويلتقطها ويفكِّر فيها، فينتج عن ذلك القيام بأمور مفيدة وهامة، والعمل في صمت هي من مقومات العمل الناجح، فكثير الكلام دائماً ما يقول بأنه سيفعل ولا يفعل، لذلك الشخص الغامض غالباً ما يكون مبدعاً لأنه لا يتكلم كثيراً بل يفكر كثيراً، ولا يتردد بل يفعل ما يجب عليه أن يفعله,يتميز الشخص الغامض بالهدوء، فتجده لا ينفعل، ويتحكم في نفسه جيداً حتى عند مواجهة أمورٍ صعبة، لا يتصرف إلا بكل هدوء وبعد تفكير جيد بالأمر، إن من يخسرون دائماً هم المتسرعون الذين لا يعطوا لأنفسهم فرصةً للتفكير واتخاذ القرارات الصائبة، وهذا على عكس الشخصيات الغامضة التي تكون دائماً حكيمة، وتأخذ الأمور بشكل جدي وهادئ.
من كان يظن بأن الشخصية الغامضة شخصية سلبية، فليغير من رأيه، لأنّ الشخصية الغامضة شخصية جيدة ومفيدة لأصحابها ممن لا يحبون أن تكون شخصياتهم تقليدية، فهم يبنون شخصيتهم بطريقتهم الخاصة، ويفكرون بالطريقة التي تناسبهم، نعم لا يمكن أن ننكر أن هناك بعض السلبيات في الشخصية الغامضة، فمثلاً فإن الشخص الغامض لا يستطيع العمل مع جماعات، لأن العمل الجماعي يتطلب وجود وضوح بين الشخصيات التي تعمل مع بعضها، وهذا ما يفتقر إليه الشخص الغامض، لذلك يفضِّل أن يعمل لوحده ويُبدع فيما يعمله، واستخدام كافة المهارات التي يتيحها له الغموض للتركيز في عمله وإنجاحه، لذلك يكون الغموض في كثير من الأحيان مفيداً، والابتعاد قليلاً عن الحياة التقليدية رُبما يعيننا على معرفة أنفسنا جيداً، وأيضاً معرفة المجال الذي مِن الممكن أن نبدع فيه، فالغموض يناسب الكثير من الشخصيات التي تحبذ أن تكون جذابةً ومبدعةً