جميلة العـيـنَـيــن تَجُـولُ
بقلم مصطفى سبتة
شَـآمِـيَّـةُ الأغصَـانِ تَبْـدُو لِنَـاظِــرِي
تُثِـيـرُ جَـوَى قلبِي يَعِـنُّ بِخـاطِـري
تَجُـولُ بِأطَـواقٍ مِـنَ اليَـاسَميـنِ مـا
حَسِـبْـتُ بَأنْ أهـوَى عُيُـونِ جـآَذِرِ
وَقَـد صَعَقَــتْ لُبِّـي بِسِحْـرِ جَمَالِهَــا
مُهَفْهَـفَـةِ الأذْيَـالِ تُبْهِــرُ نـاظِــري
فَقُلْـتُ لَهَـــا إنِّـي بِـحُـبِّــكِ هَـــائِـــمٌ
وَليْسَ كَمِثْـلِي مَــنْ يَفِـي لِغَــرائِــرِ
سَلَـي عَـنِّيَ العُشَّاقَ كَيْـفَ سَبَقْتُهُـمْ
بِـمَيْدانِ عِشْقِـي لِلْعُيُـونِ النَّواضِـر
وَلَنْ تَجِدِي مِثْلِي يُسَطِّرُ في الهَـوى
فُصُولاً مِنَ الأشواقِ زادِ المُسَافِــرِ
فَفيكِ أرَى مـا يَسْتَـدِلُّ عَـلَى الهَـوى
أرى وَطَنَا لِي في عُيُونِـكِ سَاتِـرِي
شَـآمِيَّــــةَ العَـيْنـَيْــنِ أنْـــتِ هَـدِيَّتِـي
يُعَـانِقُهَــا قلْبِـي وَكُــلُّ مَحَـاجِـــرِي
يُسَـابِقُنِـي شَـوْقِـي إلَيْـــكِ يَشُوقُــــهُ
جَمـالُ خَـــدُودٍ مِـنْ ألَــــذِ مَنَـاظِـــرِ
هُـوَ الحُـبُّ يَـا رُوحِـي أتَيـْتُ أزُفُّـــهُ
لِفـاتِـنَـــةٍ تَحْظَـى بِـكُـــلِّ عَـنَـابِـرِي
عَلَيْكِ يَغَـارُ القَلْبُ مِـنْ لَمْسَـةِ الهَـوا
فَـكَيْـفَ إذا هَـاجَتْـهُ نَظْـرَةُ نـاظِــرِ
قَريضِي دَعَانِي اليَوْمَ يُسْمِعُ صَوْتَـهُ
يَجُولُ بِإحْسَاسِي وَعَـذْبِ مَشَاعِـري
يَبُـوحُ لِمَـنْ أهـوَى بِحُرْقَــةِ مُهْجَتِي
وَيَكْشِفُ جَهْرَاً عَـنْ ضَميرِ سَرائِري
أسُـوقُ بِشْعِري ما يَطيبُ بِهِ الهَوى
وَأَنْـثُـــرُ أشْعَـــارِي لِكُـــلِّ حَنَــاجِـــرِ
فَلِي فـي مَعَانيهَـا صَحَـائِـفُ غُـــرَّةٌ
تَقُــودُ إلـى صَحْـوِ العُيُــونِ الفَواتِــرِ
فَإنْ شِئْتِ أنْ آتِي إليْكِ عَـلَى الهَوَى
أُضَمِّـــدُ آهَـاتِـــي وَكُـــلَّ زَوافِـــرِي
فَهَـلْ لِـي شفيعٌ عـنْدَ نـاظِـرِكِ الَّذي
تَغَلْغَـلَ فـي صَـدْري وَكُـلِّ مَشَاعِـري