الإخوان.. ونشر الفتن

عبدالحميدشومان
كثيرة هي الدول التي تضرب اليوم على أوتار ونغمات الدين لتثير عواطف الجهلة والجاهلين، وبخاصة الذين عملوا على استمراء إدارة رحى الفتن وقتل الأبرياء، وعبر التاريخ الإنساني وإلى أيامنا المعاصرة برزت ظواهر عنف تحمل التعصب والعنصرية وحركات التطرف والإرهاب في أكثر بقاع العالم وفقاً لحالات متعددة تتراوح بين الإرهاب والقهر الفكري وصولاً إلى عمليات القتل الجماعي وسفك الدماء وقطع الرؤوس باسم الدين، وهذه الظواهر عمادها حركات متطرفة تهدد الوحدة الوطنية والتفاعل الإيجابي في المجتمعات البشرية.

وعندما يتحول الدين إلى ألاعيب طائشة ومناورات عقيمة فإنه يفقد روحه ويتلاشى ركنه وإذا تحول من خلال المساجد ودور العبادة إلى مصالح يحدث ما لا يمكن أن نتخيله من استهتار بجوهر الدين وسماحته، فالدين ليس صناعة للعرض والطلب وليس تجارة للمساومة والاستغلال، وإن حصل ذلك فهنا الطامة الكبرى على البشرية، وعلى الأوطان فلا معنى لوحدة وطنية لا تستند إلى وعي الذات والهوية، ولا معنى لبنية هذه الهوية من غير إيمانها بشرعية التعدد والاختلاف.

والانتماء لأصالة الوطن وتاريخه وحضارته ينبثق دوماً من عمق وثمار التفاعل الحيوي بين مختلف أديانه وطوائفه المؤسسة لمفهوم التآخي والتسامح بين تعدد المذاهب الدينية ضمن رسالة وحرية الأديان والإيمان بنقاء وصفاء الأوطان.

ومن تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي خرجت تنظيمات كثيرة وتعددت تسميات المجموعات المتطرفة وأحدثت دماراً هائلاً وسالت دماء غزيرة وضحايا وقتلى وأبرياء وخطف وجز الرقاب، ورغم انهيار الإرهاب في بعض المناطق العربية إلا أن الإرهابيين يتحركون بطرق خادعة وعمليات جائرة بدفع شخصيات إلى صدارة المشهد السياسي بغية إثارة الضغائن وبث الفتن وتحقيق رغبات وأهواء تلك التنظيمات المتطرفة.

وهذه توكل كرمان اليمنية المنتمية إلى تنظيم الإخوان والحاملة لجائزة نوبل تقوم بالعمل ضد وطنها وأمتها، وتحض على دعم التيارات الإرهابية ونشر الكراهية والبغضاء بين الشعوب والدعوة إلى تقسيم المنطقة على أساس طائفي، والتحريض بكل وسائل الإعلام على هدم استقرار البلدان العربية، ولا يجد المتتبع لخطابات كرمان السياسية ما يبرر تلك الهالة التي صنعها الإعلام حولها، سوى كونها إخوانية.

إن مواقف توكل كرمان تتنافى ومعايير وأسس منح الجائزة الدولية والانتقادات الموجهة إليها تعود كذلك إلى توجهاتها السياسية، وإلى علاقتها بتركيا ودفاعها عن قطر في وجه المقاطعة الخليجية، مما دفع بحزبها التجمع اليمني للإصلاح إلى وقف عضويتها عام 2018.

لقد توجهت هيئات سياسية وبرلمانية عربية ودولية بانتقادات واسعة ضد تعيين كرمان ضمن مجلس مراقبة المحتوى الخاص بموقع فيسبوك وبسحب جائزة نوبل منها، خاصة أنها معروفة بانتمائها للجماعات المتطرفة ولتصعيدها خطابات التطرف والكراهية والفتن، واختيارها لهذه اللجنة يطرح تساؤلات حول ماهية دورها، وكيف ستتعامل مع خطاب الكراهية، ودعوات العنف لا تتوقف لديها.

ولنستذكر قوله سبحانه وتعالى:” ومنْ يقتلْ مؤمناً متعمداً فجزاؤهُ جهَنمُ خالداً فيها وغضبَ اللَّهُ عليه ولعنهُ وأعدَّ له عذاباً عظيماً ” وقال “منْ قتلَ نفساً بغيرِ نفسٍ أو فسادٍ في الأَرض فكأنما قتل الناسَ جمِيعاً” وقال علي رضي الله عنه:” من شب نار الفتنة كان وقوداً لها”.

والهدف الأسمى والأنبل للبشرية نبذ الضغائن والأحقاد ونشر المودة والسماحة، فلولا الوئام لهلك الأنام.

Related posts

Leave a Comment