***
شعر
صبري الصبري
***
لجمـال مكـة أستحـث ركابـي
صبـا شغوفـا لالتـزام البـابِ
ولقُبلة الركـن المنيـر بلهفتـي
ولحجر (إسماعيـل) والميـزابِ
ومقام (إبراهيـم) جـد حبيبنـا
طه الرسـول مطهـر الأنسـابِ
فأنـا المتيـم بالحبيبـة قبلتـي
أم القـرى ذات السنـا الخـلاَّبِ
بجلال بكة نضرتـي وسعادتـي
وسمو روحي واتجـاه صوابـي
هي دار أنسي مستقر بشاشتـي
وهدوء نفسـي ملتقـى أحبابـي
وفصيح نثري واستفاقة أحرفـي
يحلو الحديـث العـذب للألبـابِ
ويرق قولي فـي مزاياهـا هنـا
لأحبتـي ومعارفـي وصحابـي
وبريق شعري بانتشاء قريحتـي
وبليغ قولي وانطـلاق خطابـي
ووثير بوحي في مباهجهـا أرى
فيها الحبـور بسعيـه الوثـابِ
وصدوق إلهامي وعـزة خافقـي
بالمدح يزهـو بالصفـا إطنابـي
وخميلة الحسن الرقيق بمهجتـي
يصفـو إليهـا بالهيـام إيابـي
ويشب شوقي للبقـاع تقدسـت
وأبث في متن القصائد مـا بـي
فزمان عمـري لا يُعَـد ببعدهـا
فالبعد عنهـا منتهـى أوصابـي
ويزيد همي إن مكثـت بغيرهـا
وأرى الحياة وقد بـدت كسـرابِ
حتى أعـود لأستقـر بأرضهـا
فيزول غمـي بانتهـاء غيابـي
تخضر بالبيت الأمين حصائـدي
ويزول ما في النفس من إجـدابِ
وأقيـم فيهـا بارتياحـي وارفـا
بغرام عشق في الضلوع مـذابِ
بستان روحي تستلـذ جوارحـي
أرباعهـا بضيائهـا المنـسـابِ
مهمـا أسافـر إنهـا بجوانحـي
حتـى أعـود لبيتهـا الجـذابِ
وأطوف بالشوق القدومَ لأرضهـا
بحنين قلبي في سنـا المحـرابِ
وأقبّل الحجـر الأشـم بلهفتـي
بسـرور لقيـا أطهـر الأعتـابِ
هي مكة النـور المبيـن وبكـة
فيهـا المنـى للمـغـرم الأوَّابِ
تهوي القلوب لأرضها بتضـرع
وتـذلـل للـواحـد الـوهـابِ
وينال فيها المسعـدون مرادهـم
فـي حجهـم وبعمـرة بمتـابِ
وجوارها عـز الجـوار فيالهـا
مـن جيـرة مبـرورة الإيجـابِ
بتضاعف الحسنات يحظى طائـع
لله يفتـح واســع الأبــوابِ
ويبـارك الله العظيـم بفضـلـه
للمتقـيـن بمنـحـة وثــوابِ
وبها الأمان مرسخـا برحابهـا
بجـلال قـدر باهـر الأسـبـابِ
وبهـا بتيسيـر الإلـه فضائـل
فيحـاء دون تعسـر وصـعـابِ
بتضاعف الأجر المبـارك نلتقـي
فيهـا بأوفـى منحـة وقــرابِ
فجميع مـا فيهـا منيـر طيـب
يزهو بإحسـان سمـا بشهـابِ
أهواكِ يا أرض الضياء قصائـدي
شرفت بمدحك فارتقـت لسحـابِ
وترنمت فخـر انتسابـي للتـي
فيها سكنت مع ابتـداء شبابـي
حتى مشيبـي بابتهالـي للـذي
خلق ا