محمد صبري الشامي ..
يمضي الرجال في الحياة واقفين كالأشجار، صامدين كالجبال، شامخين كنجوم بعيدة تلمع في القلوب، تلمع بألف معنى، حيث يتحوّل المصير إلى أمصار والخطوة إلى خطوات من أجل الكلّ لا غير، جابرين خواطر كل من ينظرون، لا يتركوا أرضًا إلا وقد تركوا أثرهم بها.
«محمد صبري الشامي » ، بمحافظة دمياط ، كرّس حياته لجبر الخواطر، وكما وصفه المحيطين فهو لايري أحدا مكسور إلا وأجبر بخاطره، يقوم على رفع همة الشخص أو تهوين مصيبة عليه والأخذ بيديه حتي يمر بمصيبتة ورفع الهمة قد يفعلها بالنصيحة أو الإبتسامة أو الصدقة فهو شخص شهم معدنه أصيل لا يتردد عن مساعدة غيره إذا لجأ إليه أحد فما نحن إلا رحمات لبعضنا البعض، وأصبح هذا الشاب رحمة لكل من راه وكل من مر عليه.
وسيلة مساعدة هذا الشاب للناس، هو حسابه الشخصي على مواقع التواصل الإجتماعي، يؤكد كل من يتعامل معه، أنه يترك بصمة، ليست كأي بصمة بل بصمة في نفوس من يجبر بخاطرهم، ليت الشباب جميعًا يسيروا خلف نهج الرسول صلي الله عليه وسلم في جبر الخواطر.
بعد الجبنة واللانشون.. أطباق الفاكهة في الشوارع بـ10 جنيه
على بعد بضعة خطوات من كورنيش النيل بمنطقة بولاق أبو العلا، كانت تجلس ماما ناهد السيدة العجوز، التي أكل المرض قدميها، في الخلاء دون جدار يحمي جسدها العليل، لكن القدر ساق إليها شاب يدعى “محمود عبده”، ليكون سببا في نشر قصتها عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
بعد ساعات من انتشار قصة “ماما ناهد” عبر السوشيال ميديا، أصدر اللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، تعليمات بنقل السيدة التي تعد من ذوي الإعاقة، وتجلس في الشارع بأول منطقة كوبري أبو العلا، بوسط القاهرة، إلى إحدى دور الرعاية فى حلوان.
ويأتي ذلك، في إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، برعاية المحتاجين ومحدودي الدخل.
الحكاية بدأت أثناء مرور الشاب الذي قادته الصدفة لإنقاذ السيدة المسنة التي كان الشارع هو مأواها الوحيد، لتطلب منه تصويرها مع “كتكوت” ونشر صورتها على “فيسبوك”، لكنها لم تكن تدرك أن قصتها ستصل إلى أعلى الجهات التنفيذية في الدولة.
يشير محمد كمال، المستشار الإعلامي لمحافظة القاهرة، إلى أنه تلقى في وقت مبكر من صباح اليوم اتصالا هاتفيا من اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، يطلب منه التحرك فورا باتجاه كوبري أبو العلا، حيث قضت السيدة تحته ليال صعاب يلفحها الهواء البارد، لكنها كانت تدفء نفسها بحلم وحيد تأمل في أن يأتي أحد ليحققه لها.
كان حلم “ماما ناهد” بسيطا يتمثل في “غرفة” تأويها من برد الشتاء، إضافة إلى كرسي متحرك، يسهل حركتها بسبب رجليها المبتورتين، حتى تسعى للحصول على رزق من بيع العرائس الصغيرة، يعينها على صعوبة الحياة، حتى تقابل وجه ربها.
“أنقذوا ماما ناهد من الشارع”.. بهذه الكلمات نشر الشاب صورتها على “فيسبوك”، داعيا إلى انتشالها من الشارع ونقلها إلى مكان آدمي بعد قضاء سنوات في الشوارع تعيش على المساعدات وبيع بعض العرائس للحصول على قوت يومها، إلى جانب مساعدات الجيران في الشارع.