خالد الرزاز ..
في أقصى غرب الإسكندرية، وبالقرب من منطقة أبوتلات، يقع شاطئ الموت حاليا “شاطئ النخيل سابقًا”، وعلى امتداد 1800 متر يتخللها 377 بوابة تؤدي إلى الجحيم، حيث يطالب المواطنون بإغلاقه منذ سنوات بعد وجود حالات غرق كثيرة داخل الشاطئ.
الوقت فجر الجمعة، والمكان شاطئ النخيل، حين استيقظ أهالي الإسكندرية على خبر غرق 11 شخصًا داخل مياه شاطئ الموت، الذي ابتلع منذ عامين 16 شخصًا في يوم واحد، هذا الشاطئ الذي كان مخصصا لسكان مدينة 6 اكتوبر فقط، ولكن تم هدم بواباته وأصبح مفتوحا للجميع، ومقبرة مفتوحة للجميع أيضا.
وقالت الإدارة العامة للسياحة والمصايف، في بيان مساء الجمعة، إنه في يوم الجمعة حوالي الساعة ٥.٢٠ صباحا، قام بعض المواطنين بالنزول إلى مياه شاطئ النخيل بنطاق حي العجمي والمغلق حاليا ضمن الشواطئ المغلقة بقرار رئيس مجلس الوزراء والخاص بحظر ارتياد الشواطئ ضمن الإجراءات الاحترازية والوقائية المتخذة لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
وأضاف البيان أن نزولهم في هذا الوقت المبكر جاء هربًا من ملاحقات الأجهزة التنفيذية التي تقوم بعملية الإخلاء طوال اليوم، مشيرة إلى أن غرق أحد الأطفال أثناء نزوله البحر أدى إلى اندفاع العديد من المواطنين في محاولة لإنقاذه، مما أدى إلى غرق ١١ شخصا، تم انتشال 6 جثث في البداية بمعرفة قوات الإنقاذ النهري، وإنقاذ شخص وهو في حالة خطيرة بالمستشفى.
وفي يوم السبت، انتشلت قوات الإنقاذ النهري جثتين وسط صراخ وعويل من أهالي الضحايا المنتظرين خارج الشاطئ.
وقال العميد محمد الجمال، نائب رئيس جمعية 6 أكتوبر، في تصريحات لـ”صدى البلد”، إن عددًا من رحلات اليوم الواحد، جاءت إلى المدينة قبيل فجر الجمعة، وهذا أمر معتاد بشاطئ النخيل، الذي يشهد قدوم أعداد غفيرة من المحافظات المجاورة وبالذات في أيام الجمع والإجازات
وأضاف الجمال، نائب رئيس الجمعية المسئولة عن مدينة 6 أكتوبر، التي يقع بها شاطئ النخيل، أن الأسر القادمة من محافظات مجاورة توجهت مباشرة إلى الشاطئ، موضحًا أنه في حوالي الساعة 4:30 صباحًا، سحبت الأمواج أحد الأطفال بعيدًا، فحاول الجميع إنقاذه، وهو ما أدى إلى هذه الفاجعة، حيث غرق الطفل، وجميع من حاول إنقاذه، وبلغ عدد الغرقى 11 شخصا.
وحول تكرار الحوادث بشاطئ النخيل، أكد الجمال أن جميع الأماكن المعدة أمام حاجز الأمواج آمنة تمامًا للمصطافين، مشيرا إلى أن سبب حوادث الغرق بشاطئ النخيل هو عدم التزام المواطنين بالحواجز الموجودة، والمناطق الموجودة بين حواجز الأمواج لأن هذه المنطقة منطقة نحر، وتنتقل الرملة إلى منطقة النحر وهو ما يؤدي إلى تكرار الحوادث.
من جهتها، قررت النيابة العامة غلق شاطئ النخيل بمدينة ٦ أكتوبر، غرب الإسكندرية، على أثر المأساة الإنسانية المتكررة في الشاطئ والتي وقعت أمس الأول، الجمعة، بغرق ١١ مواطنا وتم انتشال 9 جثث وأصدرت النيابة العامة قرار بالتصريح بدفنهم.
وأوضحت التحقيقات أن أحد الضحايا يرقد في المستشفى وحالته الصحية غير مستقرة ولم تتمكن النيابة من سؤاله.
كما أمرت النيابة العامة تشكيل لجنة من حماية الشواطئ وأساتذة من جامعة الإسكندرية لتقديم تقرير فني عن أسباب الغرق في الشاطئ وتحديد المسئولية عن أسباب الغرق وتكراره في الشاطئ، فضلًا عن الاستعلام من حي العجمي والمحافظة عن المسئولين عن دخول المواطنين إلى الشاطئ وطلبت النيابة سرعة تحريات المباحث حول الواقعة.
وأصدر اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، تعليمات مشددة إلى المسئولين بجمعية 6 أكتوبر وبالتنسيق مع الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالبدء الفوري في إنشاء سور وبوابات تأمينية على طول شاطئ النخيل، لمنع دخول المواطنين إلى الشاطئ ومنعهم من النزول بمياه البحر، خاصة أن مساحة الشاطئ كبيرة ويتواجد في حدوده 37 شارع مفتوح على المنطقة السكنية، مشددا على الانتهاء من ذلك على وجه السرعة.
جاء ذلك خلال الجولة التفقدية التي قام بها محافظ الإسكندرية، اليوم، بشاطئ النخيل بحي العجمي للوقوف على الوضع الحالي ومتابعة جهود انتشال الغرقى، وبحضور اللواء جمال رشاد، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف، والسيد موسى، رئيس حي العجمي، ومسئولي جمعية 6 أكتوبر.
وأصدرت محافظة الإسكندرية تحذيرًا من خطورة ارتياد الشواطئ والنزول للبحر فيها فجرا أو ليلا لا سيما مع عدم وجود مسئولي الإنقاذ داخل الشواطئ.
وأضافت المحافظة، في بيان، أنه نظرا لقرار إغلاق شواطئ الإسكندرية يلجأ البعض للتسلل فجرا إلى الشواطئ المفتوحة بأطراف المدينة الشرقية والغربية لا سيما من أبناء المحافظات المجاورة،