سُبحانَ من نادى إلى أسبابهِ
قفْ تائبًا لا تنْصرفْ عن بابهِ
يُوْحي إلينا توبةً لا تُخذلُ
سُبحانَ من عنْ عبدهِ لا يبخلُ
قد أثقلتْ أوزارُنا أعمارَنا
تلكَ الرّزايا أحرقتْ أقدارنا
لن يبلغَ العلياءَ من يستهترُ
غير الّذي يرجو ولا يستكبرُ
هيّا بنا يا صاحبي نستغفرُ
ندعو مُقيلًا راحمًا لا يَزجُرُ
من ضيّعَ الأخلاقَ حتمًا يندمُ
في وجههِ سود اللظى يسْتضْرمُ
ذئبٌ أبى أنْ يهجرَ القلبَ الذي
يجتاحُ أوهامَ الأسى منْ ذي وذي
في حيرةٍ بينَ الهُدى والغفلةِ
وقتٌ أتى فلترحلي يا جارتي
مدّتْ لنا دنيا الفناءِ الأذرعَ
صوتُ الضّميرِ الحيّ كم قد أفْزعَ
كُلّي أنا. قد خُفتُ منْ بعضي وما
عندي سوى غير الّذي قد ألّمَ
في رحلةٍ خلفَ العذابِ العاثرِ
ماضٍ مضى مُرُّ الخُطى للحاضرِ
لا خير في منْ لم يعدْ عن شرّهِ
مُستهترًا فيما جرى منْ ضرّهِ
شيّعتُ ذنبي حينما ودّعتهُ
أطوي شقائي ليتني عاندتُهُ
لا يَعتلي منْ كان شرٌّ ذِكرهُ
في منتهى الخُسْرانِ عيبٌ عُذرهُ
سُبحانَ منْ عن جودهِ لا يَمنعُ
ألتّائبينَ العابدينَ الخُشّعُ
ذرّني لمن لم ينسني في الصّغُرِ
ربٌّ رحيمٌ مُحكمٌ للأدهُرِ
ياليتني ألفًا و ألفًا أَغْزلُ
أُرجوزةً في توبةٍ لا تُثكلُ