محتوى الرسالة:
نظرات فى كتاب فتح القسطنطينية
الكتاب من تأليف خالد بن مبارك الوهيبي وهو كتاب يتناول مسألة فتح القسطنطينية فى الروايات ونصف الكتاب لا علاقة له بالفتح وإنما هو تناول فيها القوانين والسنن الكونية وملاحظات إجمالية على روايات الفتن والملاحم وبروز الطابع المثيولوجي الأسطوري وتفاعل هذه المرويات مع أحداث زمن تدوينها ومفردات وتراكيب هذه المرويات وأحداث آخر الزمان والظاهرة الرقمية في هذه المرويات والنزعة الإسرائيلية والنصرانية وعلاقتها بهذه المرويات وروايات الأحكام وروايات الأخبار والرواية الإسرائيلية وكيف نتعرف على الرواية الإسرائيلية
تناول فى النصف الثانى من الكتاب موضوع فتح المدينة فتحدث عنها تاريخيا والتاريخ أكثره كذب ولا علاقة له بما حدث فى الحقيقة فقال :
“تعد مدينة القسطنطينية التاريخية من المدن التي حظيت بعناية تاريخية كبيرة، لكونها عاصمة للدولة الرومانية الشرقية، وأخذت القسطنطينية هذا الاسم نسبة إلى الإمبراطور الروماني (قسطنطين) الذي كان إمبراطورا بين 324-337م وارتبط اسم هذه المدينة بتاريخ الصراع بين الدولة الرومانية الشرقية (بيزنطة) والممالك الإسلامية كالدولة الأموية والدولة العباسية ودولة السلاجقة والدولة العثمانية واستطاعت هذه المدينة الصمود في وجه محاولات هذه الدول لفتحها سنوات طوال، إلى أن نالت ضربة قاصمة على يد السلاجقة عام (464هـ/1071م) في موقعة (ملاذكرد)، واستطاع العثمانيون في نهاية الأمر فتحها عام 1453م”
وفى التاريخ تناول الأمويين والقسطنطينية فقال:
“…. وكان رائد البيت الأموي معاوية بن أبي سفيان من المهتمين بالصراع مع الدولة البيزنطية منذ أيام ولايته على بلاد الشام في عهد الخلفاء الراشدين ولما آلت أمور الحكم إليه بالغلبة والقهر، واصل صراعه مع هذه الدولة، وذلك لتهديدها الدائم لأمن واستقرار أي دولة مجاورة لها، إذ إنها لا تزال رغم كل ما حصل دولة قوية تتمتع بمقومات الدولة القادرة على خوض الصراعات الطويلة الأمد
في عام 49هـ قام معاوية بإرسال حملة استطلاعية بقيادة فضالة بن عبيد الأنصاري إلى ضواحي القسطنطينية، فأخذ ينظم قواته ويعدها ويدربها انتظارا للمدد الذي كان معاوية يعده في دمشق، وجعل معاوية ابنه يزيد على رأس هذه الحملة وقاد يزيد هذه الحملة التي حاصرت القسطنطينية وضيقت الخناق عليها، واستشهد في هذا الحصار الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري (، وعادت الحملة في صيف عام 49هـ/669م بعد أن فشلت في تحقيق أهدافها وضيق الأمويون في عهد معاوية الخناق على القسطنطينية من خلال الحملات المتتالية والحصار المحكم، واستمر هذا الحصار سبع سنوات، وصمدت القسطنطينية وقاومت مقاومة عنيفة، ولما أحس معاوية بدنو الأجل قام باستدعاء تلك الجيوش لمواجهة التحديات الداخلية التي خلفتها سياساته المتعسفة قام الوليد بن عبد الملك بحصار مدينة (طوانة) للسيطرة على طرق القسطنطينية، واستطاعت جيوشه دخولها عام 707م، بعد حصار دام عامين قام سليمان بن عبد الملك بإرسال حملة ضخمة لحصار القسطنطينية عام 98هـ بقيادة أخيه مسلمة بن عبدالملك، فحاصرها حصارا شديدا إلى وفاة أخيه سليمان عام ( 99هـ /718م)، أي أن الحصار دام عاما كاملا، وبعد وفاة سليمان وتولي الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، أرسل إلى مسلمة أن يعود بجيوشه وأساطيله إلى بلاد الشام وكانت هذه الحملة نهاية الحملات الفعلية ضد القسطنطينية في عهد الدولة الأموية”
وتناول تاريخ العباسيين و القسطنطينية فقال:
“كانت الحروب بين العباسيين -ورثة الأمويين- وبين البيزنطيين عبارة عن إغارات لم يقصد أحد من الطرفين فتح عواصم وحواضر، لذا ظلت الحروب طيلة عهود العباسيين على هذا النمط وكانت الحروب تدور خارج نطاق العواصم والحواضر الكبرى، بل إن كفة الروم قد رجحت بعض الشيء في الفترة الثانية للخلفاء العباسيين ولم يحاول العباسيون خلال تاريخهم الطويل فتح القسطنطينية -كما فعل أسلافهم الأمويون-، اللهم إلا ما كان من أمر هارون بن المهدي المعروف بهارون الرشيد في عهد أبيه المهدي سنة 165هـ، عندما سار وبلغ أسوار القسطنطينية، ثم صالحهم بعد ذلك مقابل الفدية، وكتبوا له كتاب الهدنة إلى ثلاث سنين”
ثم تناول تاريخ السلاجقة والقسطنطينية فقال:
“دخل السلاجقة بغداد عام 442هـ/1050م، وأعلن الخليفة العباسي السلطان السلجوقي سلطانا يحكم باسمه له السلطة الفعلية، في حين يحتفظ الخليفة العباسي بالسلطة الروحية وبعد أن استتب الأمر للسلاجقة في بغداد بدأوا يوجهون أنظارهم نحو التوسع الخارجي،فزحفوا (إلى أرمينية، وكانت أجزاء منها خاضعة لبيزنطة، واستولوا على (آن) العاصمة الأرمينية القديمة، وكانت أرمينية تعد حصنا يحمي حدود بيزنطة “واستمرت غزوات السلاجقة ضد البيزنطيين حتى كانت موقعة (ملاذ كرد) عام 464هـ/1071م، وكان من نتائجها أن (لم تتمكن بيزنطة بعد موقعة (ملاذ كرد) من استعادة مكانتها في آسيا الصغرى، حتى أنها فقدت بعد ذلك أرمينية وكبادوكيا، وكانت تستمد منها خيرة جنودها وأشهر قادتها وعمت الإمبراطورية حالة من التفكك والفوضى، وضاعت قونية ونيقية، وفي عام 472هـ/1079م استولى السلاجقة على (كريز بوليس) وهي مواجهة للقسطنطينية “
وكل هذه التواريخ رغم أن كتب التاريخ مليئة بها فكلها تواريخ كاذبة فالأرض كلها فتحت أو أسلمت فى عهد النبى(ص) كما قال تعالى ” إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا”
كما أن الصمود المزعوم للقسطنطينية حوالى ثمانى قرون يتناقض مع سنة تاريخية وهى انتصار المؤمنين على كل الكفار حيث قال “ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون “
فطبقا للتاريخ الكاذب انتصر الكفار على جند الله عشرات المرات
ثم تناول الوهيبى القسطنطينية في الروايات فقال:
“يبدو أن ذكر القسطنطينية أبى إلا أن يفرض وجوده حاضرا في ذاكرة التاريخ، بتخليده في روايات حديثية منسوبة إلى النبي (ص)تبشر بفتحها، وتجعل من يفوز بهذا الشرف من الذين يحوزون الثواب الجزيل والأجر العظيم والمغفرة والرضوان ومن هذه الروايات:
1 روى البخاري (2766) من طريق عمير بن الأسود العنسي عن عبادة بن الصامت أن أم حرام بنت ملحان حدثته أنها سمعت النبي (ص)يقول: (أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا) قالت أم حرام: قلت يا رسول الله أنا فيهم؟قال: أنت فيهم ثم قال النبي (ص): (أول جيش يغزون مدينة قيصر مغفور لهم( فقلت: أنا فيهم يا رسول الله قال: لا)
2 روى البخاري (2636) (5926) (6600) من طريق أنس بن مالك : (كان رسول الله (ص)يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها رسول الله (ص)فأطعمته، وجعلت تفلي رأسه فنام رسول الله (ص)، ثم استيقظ وهو يضحك قالت:فقلت: وما يضحك يا رسول الله؟ قال: (ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة، أو مثل الملوك على الأسرة) قالت:فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها رسول الله (ص) ثم وضع رأسه ثم استيقظ وهو يضحك، فقلت: وما يضحكك يا رسول الله؟ قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قال في الأول قالت: فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال: أنت من الأولين فركبت البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت
3 روى أحمد في المسند (18189) والبخاري في التاريخ الكبير (1760) والحاكم في المستدرك (8300) عن عبدالله بن بشر الغنوي عن أبيه أنه سمع النبي (ص)يقول: (لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش) قال فدعاني مسلمة بن عبد الملك فسألني فحدثته فغزا القسطنطينية
4 روى مسلم (2920) وغيره من طريق أبي هريرة أن النبي (ص)قال: سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟قالوا: نعم يا رسول الله قال: لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق، فإذا جاءوها نزلوا، فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم، قالوا:لا إله إلا الله والله أكبر إلخ الرواية
5 روى مسلم (2897) وغيره من طريق أبي هريرة أن النبي (ص)قال: ( لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم فيهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله، ويفتح الثلث لا يفتنون أبدا، فيفتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان أن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطل)
6 روى أحمد في المسند (17068) من طريق جبير أنه سمع أبا ثعلبة الخشني صاحب رسول الله (ص)يقول وهو بالفسطاط في خلافة معاوية, وكان معاوية أغزى الناس القسطنطينية فقال: والله لا تعجز هذه الأمة من نصف يوم، إذا رأيت الشام مائدة رجل واحد وأهل بيته فعند ذلك فتح القسطنطينية”
ثم نقد الوهيبى الروايات فقال :
“* بعد كل هذا الكم من الروايات في فتح القسطنطينية، يحق لنا أن نتساءل: لماذا تباينت الروايات في أمر فتح القسطنطينية بين أمراء يغزونها ويفتحونها في (ذلك الوقت)، وبين تأجيل أمر الفتح إلى (آخر الزمان) مع ظهور ما يسمى بالدجال؟!
* ثم لماذا تبقي روايات فتح القسطنطينية في (آخر الزمان) الروم وعاصمتهم القسطنطينية خصما تاريخيا للمسلمين إلى آخر الزمان؟!
* انظر على سبيل المثال الرواية رقم (1) فيها بشارة من النبي (ص)لأول من يغزو البحر (قد أوجبوا)انتبهوا جيدا إنه معاوية بن أبي سفيان الحاكم الأموي الذي لا تخفى حاله على أحد ثم بعد ذلك بشارة أخرى لأول من يغزو مدينة قيصر (القسطنطينية) بقوله: (مغفور لهم)، وانتبهوا مرة أخرى أن أول جيش غزا مدينة قيصر (القسطنطينية) كان بقيادة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان في خلافة أبيه، ويزيد هذا هو نفسه الذي فتكت جيوشه بأهل المدينة المنورة من بقايا الصحابة من المهاجرين والأنصار، وهو كذلك قاتل الحسين بن علي حفيد رسول الله (ص)في مأساة كربلاء المشهورة ثم تأتينا مثل هذه الروايات لتسبغ المغفرة والرضوان على هذه الرموز، محاولة تلميع صورتها الكالحة في ذاكرة التاريخ، والرواية رقم (2) تصب في نفس المصب الذي تصب فيه الرواية رقم (1)
* أما الرواية رقم (3) ففيها أن فتح القسطنطينية سيكون على يد جيش وصف بأنه (نعم الجيش)، والأمير (نعم الأمير)، وهذه البشارة لم ترتبط (بآخر الزمان)، لذا فقد سارع مسلمة بن عبدالملك -القائد الأموي-بالسؤال عن الرواية عله يفوز بهذا الثناء الذي تصوره الروايةوالطريف في هذه الرواية أنها تربط بين مسلمة بن عبدالملك الذي سارع لنيل الأجر والثواب، وهو الذي لم يكن يتورع عن القتل والبطش من أجل تثبيت دعائم دولة آبائه وقبيلته..
* الرواية رقم (6) عن الصحابي أبي ثعلبة الخشني تعد بفتح القسطنطينية عند توحد الشام على مائدة رجل واحد وأهل بيته، وكانت تلك الأيام أيام ملك معاوية بن أبي سفيان …
* الرواية رقم (4) من أعجب الروايات، نبوءة هذه الرواية أن فتح القسطنطينية سيكون على أيدي بني إسحاق (=بنو إسرائيل)، ولذا حار كثير من الشراح في كيفية توجيه هذه الرواية مع ورودها في صحيح مسلم، والرواية كذلك ترحل مسألة فتح القسطنطينية إلى (آخر الزمان)!
* الرواية رقم (5) ترحل مسألة فتح القسطنطينية إلى (آخر الزمان) مع ظهور ما يسمى بالدجال!! إذن أمامنا عدة أشياء نخرج بها من هذه الروايات في (فتح القسطنطينية):
* ارتبطت بعض الروايات الخاصة بفتح القسطنطينية بشخصيات من (الماضي)، خاصة من رجالات الدولة الأموية كمعاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد
* بعض روايات فتح القسطنطينية كانت مفتوحة، لم تربطها بشخصيات من الماضي ولا شخصيات من آخر الزمان
* فتحت القسطنطينية عام 1453م في عهد السلطان العثماني محمد الفاتح، ولم يظهر الدجال ولم (يعلق الناس سيوفهم على الزيتون)، ولم (يصرخ فيهم الشيطان)
* من بقايا المد المثيولوجي اليهودي أن فتح القسطنطينية سيكون على أيدي (بني إسحاق) أي بني إسرائيل!!
– علق الأستاذ أفلح الخليلي على الرواية رقم (2) بقوله: (في هذه الرواية:أم حرام تفلي رأس النبي (ص) وهذا مخالف لكل التشريعات التي جاء بها الإسلام لترسيخ الأخلاق والقيم الفاضلة وصون الحرمات)
– علق الأستاذ أفلح الخليلي على هذه الرواية بقوله: ( هذه الرواية فيها:
– المبالغة الهائلة، فيهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله، ويفتح ثلث لا يفتنون أبدا
– الأرقام لم يقع منها شئ عند فتح القسطنطينية عام 1453م
– من العجيب أن غفران الذنوب عند المخالفين في كل الكبائر أمره من أسهل السهل إلا في فتح القسطنطينية فأمره يختلف)”
النقد هنا نقد طيب ولكنه لم بناول كل الخطاء فولكنه بعد هذا الاجمال ناقش كل رواية وحدها والآن لهذه المناقشات:
“قراءة في روايات السلطة : التفسير الأول
…قراءة هذه الروايات على ضوء الواقع التاريخي يمكن أن نخرج ببعض التفسيرات:
– التفسير الأول:
ارتبطت مسألة فتح القسطنطينية بمسألة سياسية غاية في الأهمية والخطورة، وهي أن مدينة القسطنطينية كانت عاصمة للدولة الرومانية الشرقية -كبرى الممالك والإمبراطوريات في العالم آنذاك-، والمسلمون منذ عهد النبي ( اصطدموا معهم اصطداما مباشرا، …وبعد أن آلت السلطة المركزية للدولة الأموية – وهي دولة قومية أكثر منها إسلامية- خلفت سياساتها الكثير من قوى المعارضة الداخلية التي اصطدمت معها مباشرة، سواء كان في ميادين القتال أو في ميادين الصراع الإعلامي بافتعال النصوص المنسوبة إلى النبي (ص)في إضفاء الشرعية على الانحرافات عن نهج الشريعة، وقد مارس معاوية بن أبي سفيان بنفسه هذا الأمر على مسمع ومرأى من الجميع
* فالظاهر أن روايات (أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا) و(أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم)،تمثل الطور الأول لظهور الروايات التي تشيد بإنجازات معاوية وابنه يزيد مصحوبة بثناء ودعاء النبي (ص)في وجه الانتقادات العنيفة التي واجهها هذان الرمزان بسبب سياساتهما المخالفة للشريعة وبدأت كذلك تظهر على السطح روايات تشير إلى أن (فتح القسطنطينية) لن يكون إلا إذا (رأيت الشام مائدة رجل واحد وأهل بيته)، وهذه الرواية ظهرت في عهد معاوية واستمرت الدولة الأموية في رغبتها العارمة في فتح القسطنطينية، وجرت محاولات كثيرة لذلك في عهد الوليد بن عبدالملك وسليمان بن عبدالملك، ومع استمرار هذه الحملات ولدت رواية (لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش)، ولا تنسى الرواية أن تذكر أن القائد الأموي مسلمة بن عبدالملك الذي سأل راوي الحديث وهو بشر الغنوي عن الحديث فيحدثه به، فيعزم مسلمة بسبب ذلك على فتح القسطنطينية -كما تصوره لنا الرواية-
* ولما جاءت مرحلة العجز أمام الصمود العنيف لهذه المدينة أمام كافة المحاولات لفتحها، جاءت مرحلة (ترحيل) فتح القسطنطينية إلى (آخر الزمان) مع ظهور ما يسمى بالدجال وبالتالي تعفى الدولة الأموية وتخلي سبيلها من فتح القسطنطينية أمام الجماهير المسلمة، التي اندفعت بدافع الإيمان نحو الفتوح ونشر الإسلام-رغم عدم رضاها عن السياسات الجائرة لهذه الدولة والعجيب أن كل هذه المراحل التاريخية التي مرت بها هذه الروايات وجدت طريقها إلى عالم التدوين في العصر العباسي، والذي شهد هو الآخر سكوتا عن مسألة القسطنطينية، وكأن السلطات العباسية أرادت هي الأخرى أن تخلي مسئوليتها من الصدام مع الدولة البيزنطية بفتح عاصمتها المنيعة، ولذا فقد تسربت تلك الروايات في هذا العصر، ووجدت طريقها إلى عقول الجماهير، بل إنها رسخت في أذهانها إلى يومنا هذا
1 – من هذه المواقف:
* روى البخاري في صحيحه (3309) من طريق الزهري قال: كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث أنه بلغ معاوية -وهم عنده في وفد من قريش-أن عبدالله بن عمرو يحدث سيكون ملك من قحطان، فغضب فقام فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد فإنه بلغني أن رجالا منكم يحدثون أحاديث ليست في كتاب الله، ولا تؤثر عن رسول الله (، وأولئك جهالكم، فإياكم والأماني التي تضل أهلها، فإني سمعت رسول الله (ص)يقول: (إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله في النار على وجهه ما أقاموا الدين)
* روى أحمد في المسند (16324) عن عمير بن هاني قال:سمعت معاوية بن أبي سفيان على هذا المنبر يقول: سمعت رسول الله (ص)يقول: وفيه: (لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله ) فقام مالك بن يخامر السكسكي فقال:يا أمير المؤمنين: سمعت معاذ بن جبل يقول: (وهم أهل الشام)فقال معاوية:ورفع صوته: هذا مالك يزعم أنه سمع معاذا يقول: وهم أهل الشام
قراءة في روايات السلطة: التفسير الثاني
* وهو تفسير يختص بمسألة فتح (بني إسحاق)للقسطنطينية، وكما تذكر الرواية رقم (4): (لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق) فمن المعلوم أن مسلمة أهل الكتاب ككعب الأحبار ووهب بن منبه قد أكثروا من الروايات التي ينقلونها عن كتبهم السابقة،….لكن يبدو أن عملية التنقيح هذه لم تتم كما ينبغي، لذا بقيت قضية اليهود (بني إسحاق) فيها ظاهرة واضحة، حيرت معها الشراح وكتاب الحديث، الذين سلكوا متاهات شتى لحل هذه المعضلة في الرواية دون أن يفلحوا في تقديم تفسير مقنع ولا مخرج لهذه الرواية من تفسير سوى هذا التفسير، اللهم إلا إذا أردنا أن نقدم للعالم أن بني إسحاق (=اليهود( جاءت فيهم بشارة النبي ( أنهم سوف يفتحون القسطنطينية )=استنبول( الحاضرة الإسلامية في (آخر الزمان)!
قراءة في روايات السلطة: – التفسير الثالث:
هذا التفسير يختص بالرواية رقم (3) عند أحمد وغيره، والتي فيها (لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش)
هذه الرواية -كما قلنا سابقا-رواية مفتوحة عن فتح القسطنطينية في أي زمان، وبسبب هذه (المدة المفتوحة)حمل الكثيرون هذه الرواية على فتح العثمانيين للقسطنطينية في عهد السلطان العثماني محمد الفاتح عام 1453م ولكن هذا التفسير لا يستقيم لأمور كثيرة منها:
-شبهة الصراع السياسي أيام (محاولات فتح القسطنطينية)، لذا تظهر نفس الرواية الاهتمام البالغ للقائد الأموي مسلمة بن عبدالملك بهذه الرواية المبشرة بفتح القسطنطينية، وأنها كانت دافعا له لفتحها مع العلم أن واقع هؤلاء الأمويين كان بخلاف ما تصوره لنا هذه الروايات، وكذا فإن الأمر ليس بيد مسلمة حتى يقرر ذلك بمفرده كما توهم بذلك الرواية، بل بيد إخوته من الملوك والأمراء، وما هو إلا قائد عسكري عليه تنفيذ الأوامر وطاعتها
-تصطدم هذه الرواية (المفتوحة)، مع روايات فتح القسطنطينية في آخر الزمان مع ظهور ما يسمى بالدجال وعودة السيد المسيح -عليه السلام-، ولذا فإن حملها على محمد الفاتح يجعلنا نشكك أكثر وأكثر في مسائل ظهور ما يسمى بالدجال وعودة السيد المسيح -عليه السلام-، ومع ظهور هذا الإشكال، افترض المدافعون عن هذه الروايات افتراضات عدة أهمها:
* أن ذلك الفتح كان الفتح الأول، وسيعقبه فتح آخر في آخر الزمان، ويؤيدون نظريتهم تلك بأن القسطنطينية الحالية واقعة تحت حكم علماني، وستفتح مرة أخرى في (آخر الزمان)
* لكن مع أناقة هذا الافتراض، إلا أنه غير مسلم به لأمور، أهمها أنه يتنافى مع روايات أخرى تؤكد أنه فتح واحد للقسطنطينية، فعند الحاكم في المستدرك (8301) وأحمد (6358) وغيرهم من طريق عبدالله بن عمرو بن العاص قال: بينما نحن حول رسول الله ( نكتب إذ سئل أي المدينتين يفتح أولا قسطنطينية أو رومية؟فقال النبي (ص): (بل مدينة هرقل تفتح أولا)
* أما قضية وقوع القسطنطينية (=استنبول حاليا) تحت حكم علماني، وأنها ستفتح وتحرر بعد ذلك فكلام لا قيمة له، لأن الأغلبية الساحقة من العالم الإسلامي اليوم واقع تحت حكم علماني، فالواجب فتح كل هذه البلدان والدول لا القسطنطينية وحدها، أضف إلى ذلك أن القسطنطينية (=استنبول حاليا) أصبحت ومنذ حكم العثمانيين لها حاضرة إسلامية يسكنها المسلمون، وكانت عاصمة للحكم العثماني، فلم تفتح وهي بلد إسلامي تقطنه جموع مسلمة غفيرة؟!
قراءة في روايات السلطة: – التفسير الرابع:
* تصور لنا روايات فتح القسطنطينية في (آخر الزمان)صراعا يدور بين الروم (=أهل القسطنطينية) وبين المسلمين، يظهر ذلك واضحا في الرواية رقم (4) والرواية رقم (5)
* والإشكال الكبير في هذه الروايات، تصوير الروم عدوا تاريخيا للمسلمين يستمرون ويبقون إلى آخر الزمان، ويسكنون القسطنطينية، وهي عاصمتهم وحاضرتهم
* والواقع التاريخي يكذب هذه الدعاوى، إذ أن الروم (الأرثوذكس) قد أصبحوا أثرا بعد عين، وزالت دولتهم، وأصبحت عاصمتهم حاضرة إسلامية تدعى (استنبول)
* واعترض على هذا التفسير بأن المقصود بالروم هم الأوروبيون أو الغربيون، وأن إطلاق الروم عليهم هو من باب المجاز
لكن هذا الاعتراض مردود بأمور منها:
-أن العرب وغيرهم من الأمم آنذاك كانت تمايز بين الروم وغيرهم من الأمم الأوروبية كالجرمان والغال والقوط والسكسون، فإطلاق الروم لا يمكن إطلاقه إلا على المملكة الرومانية الباقية آنذاك، بعد القضاء على مملكة روما على أيدي القبائل الجرمانية
-ومما يدل على ذلك أن المسلمين قبل عهد تدوين الروايات في العهد العباسي كانوا يسمون سكان المناطق المفتوحة في إسبانيا (=الأندلس) بالقوط، وعندما توغلوا في فرنسا سموا سكانها بالغال، ولم يطلقوا على الجميع اسم الروم استنادا إلى مثل هذه الروايات
-أضف إلى ذلك أن المذهب الديني للروم كان مختلفا عن بقية الأمم الأوروبية، فالروم كانوا من الأرثوذكس، وكانت الأغلبية(=بقية الأمم الأووبية) تدين بالكاثوليكية، وكانت بينهم حزازات وعداوات كثيرة….
* وعلى هذا فالتفسير المقبول لهذه الروايات أنها من بقايا المثيولوجيا الإسرائيلية التي بثها مسلمة أهل الكتاب…
الاستغلال السياسي لمرويات الفتن الملاحم من قبل السلطات الحاكمة آنذاك يعد واحدا من المداخل التي ولجت منها الروايات المشبعة بصراعات التاريخ إلى عالمنا، وأضرب على ذلك أمثلة منها:
(1) روى نعيم بن حماد في الفتن (1476) عن ضمرة بن حبيب أن عبدالملك بن مروان كتب إلى أبي بحرية أنه بلغه أنك تحدث عن معاذ في الملحمة والقسطنطينية وخروج الدجال فكتب إليه أبو بحرية أنه سمع معاذا يقول: بين الملحمة وفتح القسطنطينية ست سنين ثم يخرج الدجال في السنة السابعة)
(2) روى الطيالسي (2248) وابن أبي شيبة في المصنف (37288) وأحمد (6586) ومسلم (5234) وابن ماجه (4059) وغيرهم عن عمرو بن جرير قال: كنا عند عبدالله بن عمرو فجاء رجلان فقالا: آتيناك من عند مروان بن الحكم فسمعناه يقول: إن أول الآيات خروجا الدجال، فقال عبدالله بن عمرو: كذب مروان، لقد سمعت من رسول الله ( يقول:إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها أو خروج الدابة على الناس ضحى، فأيتها كانت قبل صاحبتها والأخرى على إثرها قريبا قال قال عبدالله بن عمرو: وأنا أظن أولها طلوع الشمس من مغربها)
– وفي رواية ابن أبي شيبة: (جلس ثلاثة نفر من المسلمين إلى مروان بن الحكم، فسمعوه يحدث عن الآيات، أن أولها خروج الدجال، فانصرف النفر إلى عبدالله بن عمرو فحدثوه بالذي سمعوه من مروان بن الحكم في الآيات أن أولها خروج الدجال فقال عبدالله: لم يقل مروان شيئا، قد حفظت من رسول الله ( يقول: إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها، أو خروج الدابة على الناس ضحى، وأيتها ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبا ثم قال عبدالله وكان يقرأ الكتب: وأظن أولها الخ معجم أحاديث الإمام المهدي ج2 ص207
(3) روى أحمد في المسند (18189) والبخاري في التاريخ الكبير (1760) والحاكم في المستدرك (8300) عن عبدالله بن بشر الغنوي عن أبيه أنه سمع النبي ( يقول: (لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش) قال فدعاني مسلمة بن عبدالملك فسألني فحدثته فغزا القسطنطينية”
رد الوهيبى كل الروايات فى الموضوع إلى عمليات الصراع السياسى على السلطة لبنما الحقيقة أن الصراع السياسى لم يكن له وجود فدولنا دولا ورقية فلا وجود للدولة الأموية ولا للعباسية ولا من جاء بعدهم ومن وضعوا كتب التاريخ والروايات هم المنافقون الذين هدموا دولة المسلمين الأخيرة بعد مرور عدة قرون على وفاة النبى (ص) وليس بعد سنة أربعين كما تروى الروايات الكاذبة
ثم تناول روايات كتب الأخبار الشيعية فقال :
روايات المعارضة الشيعية:
..من هذه الحركات المعارضة ضد الهيمنة الأموية؛ الحركة الموالية لآل البيت العلوي، التي كانت في بدئها تؤمن بالأحقية السياسية لذرية علي بن أبي طالب في الخلافة الكبرى..وكان من أبرز أعمدة نظرية الإمامة عند الاتجاه الفكري الموالي لآل البيت العلوي -بتطورها التاريخي-قضية المهدي المنتظر أو الغائب، الذي سوف يعود ويعيد الحق المسلوب لآل البيت العلوي، ويملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا كما تنص على ذلك أدبيات هذه الفكرة
على قضية فتح القسطنطينية، لم تقف المعارضة الموالية لآل البيت العلوي مكتوفة الأيدي أمام هذا السيل المتدفق من الروايات الذي يخدم في نهاية الأمر السياسات الأموية، لذا ردت بروايات تنسب فتح القسطنطينية للمهدي المنتظر، وهذا ما يسميه المستشار عبد الجواد ياسين بالتنصيص السياسي لذا فقد حفلت كتب الحديث بالعديد من الروايات التي تبشر بفتح القسطنطينية على يد المهدي المنتظر (العلوي) عند بدء ثورته -كما تزعم بذلك تلك الروايات- ومن أهم هذه الروايات:
1 روى ابن ماجه (2779) من طريق أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم، لطوله الله عز وجل حتى يملك رجل من أهل بيتي يملك جبل الديلم والقسطنطينية) وفي بعض ألفاظ هذه الرواية: (لبعث الله فيكم رجلا من عترتي يواطئ اسمه اسمي براق الجبين يفتح القسطنطينية وجبل الديلم)
2 وروى نعيم بن حماد في الفتن (1000)من طريق عبدالله بن مسعود موقوفا عليه: (فيقولون جئنا في طلب هذا الرجل الذي ينبغي أن تهدأ على يديه الفتن وتفتح له القسطنطينية)
3 روى نعيم بن حماد في الفتن (1009) عن علي بن أبي طالب موقوفا عليه: (إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشا فخسف بهم بالبيداء، وبلغ ذلك أهل الشام، قالوا لخليفتهم قد خرج المهدي فبايعه وادخل في طاعته وإلا قتلناك، فيرسل إليه بالبيعة، ويسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس، وتنقل إليه الخزائن، وتدخل العرب والعجم وأهل الحرب والروم وغيرهم في طاعته من غير قتال، حتى تبنى المساجد بالقسطنطينية وما دونها، ويخرج الخ الرواية)
4 وروى نعيم بن حماد في الفتن (999)عن أبي جعفر محمد الباقر قال: (ثم يظهر المهدي بمكة عند العشاء، ومعه راية رسول الله (ص) وقميصه وسيفه، وعلامات، ونور، وبيان، وتستقيم له البلدان، ويفتح الله على يديه القسطنطينية)
5 وفي بحار الأنوار كما جاء في معجم أحاديث الإمام المهدي ج3 ( 855 ) عن أبي جعفر محمد الباقر: (فيقيم بها القائم ثلاث رايات: لواء إلى القسطنطينية يفتح الله له، ولواء إلى الصين فيفتح له، ولواء إلى جبال الديلم فيفتح له)
6 وفي دلائل الإمامة وبحار الأنوار كما في نفس المصدر السابق (858 ) عن أبي جعفر محمد الباقر قال: (إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض في كل إقليم رجلا يقول: عهدك في كفك، فإذا ورد عليك أمر لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه فانظر إلى كفك، واعمل بما فيها قال: ويبعث جندا إلى القسطنطينية، فإذا بلغوا الخليج كتبوا على أقدامهم شيئا ومشوا على الماء، فإذا نظر إليهم الروم يمشون على الماء، قالوا: هؤلاء أصحابه يمشون على الماء فكيف هو؟! فعند ذلك يفتحون لهم أبواب المدينة، فيدخلونها، فيحكمون ما يشاؤون)
ثم ناقش الوهيبى نلك الروايات فقال:
” هل لروايات المهدي المنتظر وعودة عيسى عليه السلام وخروج الدجال أصول قرآنية؟!
بالتتبع والاستقراء الكلي لآيات العزيز لم نجد أية دلالة قرآنية تشير إليها، وبالرغم من ذلك يقول أنصارها إن رواياتها بلغت درجة التواتر وبعضهم يعتبرها من أهم أصول العقائد!!!وهذه النقطة بالذات تلقي بظلال الشك والريبة في أصول هذه الروايات، لخلو الكتاب العزيز(=كتاب الأركان والأصول) من هذه القضايا وتبعاتها
وما تقرره هذه الروايات – وبخاصة روايات المهدي المنتظر- يصب لصالح الانتظار السلبي وقيام الفرد المطلق (السوبرمان) بقضية الإصلاح، في حين أننا نجد آيات الكتاب العزيز تنوط قضية الإصلاح بالأمة جميعا، لذا جاءها الخطاب القرآني متوجها إليها بصيغة الجمع في كثير من آيات الكتاب العزيز
-قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول)
-وقال تعالى: (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون)
-وقال تعالى: ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) والآيات في ذلك كثيرة جداكما أن روايات المهدي المنتظر -على سبيل المثال- تقدم دلالات تقضي على أصول قرآنية بأكملها كالشورى وحق الأمة في اختيار ممثليها ومسئوليها
-قال تعالى: (وأمرهم شورى بينهم)
-قال تعالى: (وشاورهم في الأمر)
وجاءت السنة النبوية ترجمة عملية لهذه المعاني والدلالات التي أصلتها النصوص القرآنية في المقابل نجد أن روايات المهدي المنتظر تصر على أن المنتظر يملك حقا إلهيا يمكنه من سلب إرادة الأمة والتحكم فيها دون مشورتها، بل إن من الروايات الواردة في هذه القضية ما يشير صراحة إلى هذا الاستبداد الديكتاتوري المطلق (للمبعوث الإلهي) حسب زعم تلك الروايات”