گتبت: دنيا السيد حجازى ..
دور المرأه فى المجتمع المصري القديم
فى الوقت الذى كان فيه الرجل هو صاحب اليد العليا فى كل زمان ومكان فى العالم القديم، لم يكن للمرأه من دور سوى دورها الطبيعى القاصر على الأسره كزوجه وأم، ولكن فى مصر القديمه إختلف الوضع تمامآ حيث كان دور المرأه يمثل علامه بارزه على طريق الحضاره المصريه منذ الأف السنين، وعنوانآ على حرص المجتمع على استثمار كل طاقته فى ذلك الوقت، وذلك بهدف الوصول إلى أعلى درجات الرقى والتقدم دون تمييز أو فرق بين الرجل والمرأه، وكانا قد تعاونا معا فى إطار نسيج رائع أفرز للعالم أجمع أن هذه الحضاره التى جاءت بإنجازتها سابقه لزمانها.
ويتضح لنا من خلال ما سجلته الأثار المصريه القديمه عن دور المرأه من صور لها، أو تماثيل منفرده أو مع زوجها واسرتها وايضا ما ورد عنها من أقوال الادباء والحكماء، وما حملته من ألقاب متعدده وما شغلته من وظائف، وما مارسته من دور فى أسرتها ومجتمعها، كل هذا يجعلنا ندقق النظر فى صورة ودور المرأه المصريه، فقد مارست دورها الطبيعى كزوجه وأم وبذلت كل الجهد لتهيئ المناخ المناسب لأسرتها لتكون منتجه، ولتحيا حياه سعيده هانئه فى نفس الوقت، وقد أظهرت المناظر والتماثيل المرأه المصريه وهى مع أفراد عائلتها وقد ظهرت عليها علامات السعاده والهناء والترابط الأسري العظيم، بالإضافه إلى أنها ظهرت فى ثوب الأناقه والرشاقه تبدو فى أبهى زينتها وأجمل ملابسها وقد ظهرت عليها علامات الرضا والصحه، لهذا استحقت أن تحمل لقب ” نبت بر” أى “ربة البيت” وهذا إن دل على شئ فإنه يدل على وضعها المتميز بين أفراد عائلتها.
ويتضح لنا ايضا كيف حددت التشريعات والقوانين المصريه للمرأه حقوقها وواجباتها فى الزواج وعند الطلاق، وكذلك نظمت لها أمر الميراث حفاظآ على حقوقها وأدميتها.
بالإضافه إلى كل هذه الجوانب يوجد جانب مهم ميزها عن أى إمرأه فى أى حضاره من حضارات العالم القديم ودورها فى المجتمع، ذلك الدور الذى ظهر لنا من خلال الصفات والألقاب التى أسبغت عليها، والوظائف الهامه التى شغلتها حيث وصل بيها الأمر إلى أنها تمكنت من إعتلاء عرش البلاد.
وقد وصفت المرأه المصريه القديمه بالعديد من الصفات التى أضافت لها بريق لامع من البهاء والرونق من بين تلك الصفات:-
– المنقذه – العالمه – قوية الساعد – القابضه على الأرضين – عظيمة القوه
– سيدة التجلى – جميلة الوجه
– عظيمة المحبه – المشرقه كالشمس – منعشة القلوب
– سيدة كل السيدات – صاحبة العظمه – ذات الجاذبيه
وغيرهم.
كما حصلت على مجموعه من الألقاب العظيمه التى تشير إلى إحترام مجتمعها لها، والتى تربطها أحيانآ بالملوك والألهه،فهى أم الملك، وأخت الملك، وزوجة الملك ، وإبنة الملك، وهى أم الاله، وزوجة الإله،وسيدة الأرضين، وغيرهم.
وتستمر المرأه فى أداء دورها فتشغل مجموعه من الوظائف الهامه الدنيويه والدينيه من بينها:-
” كبيرة الحريم، مغنية الإله، العازفه، الموسيقيه الكاهنه، النادله، المرضعه، الكاتبه، مزينة الملك، المشرفه على راقصات الملك، رئيسة الخزانه، المجدفه، المشرفه، الراقصه، المطهره، الحاكمه، العالمه، مقيمة الشعائر.
وفى إطار تقاليد الملكيه المصريه، تلعب المرأه الملكيه دورآ مؤثرآ وبارزآ فهى بمثابة المعبر الذى لابد أن يعبره الملك لكى يصل إلى عرش البلاد.فقد كانت التقاليد الملكيه تتطلب أن يكون حاكم البلاد من أم ملكيه،،وإذا ما تعذر ذلك كان عليه أن يتزوج من إحدى أميرات البيت المالك، وإذا ما تعذر ذلك ايضا كان عليه أن يلجأ إلى حيله سياسيه تغلف بإطار دينى تعرف ب”الولاده الإلهيه” وملخصها أن الملك الذى وصل إلى عرش البلاد من غير أم ملكيه يذيع على الناس قصه وهى أن الإله تزوج من أمه البشريه، وجاء هو نتاجآ لهذا الزواج،وبهذا يحصل على شرعية من قبل الإله لم تتوفر له من قبل الأم تؤهله لحكم مصر.
ولعل أبرز الأمثله على ذلك ” الملك أمنحوتب الثالث والذى ولد لأم سوريه، فسجل على جدران معبد الأقصر قصة زواج الأله أمون من أمه السوريه، وأنه جاء نتاجآ لهذا الزواج.
وتتوج المرأه الملكيه دورها فى مجتمعها من خلال حكمها للبلاد،
بالإضافه إلى بعض سيدات الاسره المالكه اللائى لسنا بحاكمات، لكنهن نجحن فى إدارة دفة البلاد فى الداخل والخارج بحنكه وإقتدار.
ومن أبرز الملكات الحاكمات هى
“الملكه حتشبسوت” التى حكمت حوالى 15عامآ تمتعت فيها البلاد بإستقرار داخلى، وسلام خارجى،وافرز عهدها فنآ مميزآ وعماره رشيقه، ومن أبرز أثارها معبد الدير البحرى فى غرب الأقصر، ومن أبرز أحداث عهدها تلك البعثه التى أرسلتها إلى بلاد بونت “بلاد الصومال واليمن” وذلك لجلب البخور الذى تتطلبه الطقوس التى تقام فى المعابد، ثم المسلتان اللتان أمرت بقطعهما من محجر الجرانيت الوردى فى شرق أسوان، واللتان أقامتها للإله أمون فى معبد الكرنك،وكانت قمة كل منهما مغطاه برقائق من الذهب، وعندما تنعكس عليها أشعة الشمس تضئ الدنيا بأكملها.وتعتبر مقبرة الملكه حتشبسوت التى أصابها الكثير من الدمار من أضخم مقابر وادى الملوك.
أما عن الملكات غير الحاكمات فمنهن:-
١-إعح حتب الأولى
٢- الملكه أحمس نفرتارى،زوجة الملك أحمس
٣- الملكه “تى”
٤- الملكه نفرتيتى
٥- الملكه نفرتارى، زوجة الملك رمسيس الثانى.
وختامآ يمكن القول بأن:-
مكانة المرأة فى نطاق المجتمع المصري القديم يعد مظهرآ من مظاهر الحضاره التى عرفت كيف تجعل من الأم ومن الزوجه أو الإبنه، رمزآ لأكمل مظاهر المساواه فى إطار أكثر الفروق منطقيآ وإقناعآ.
*المراجع*
– عبد الحليم نور الدين، المرأة فى مصر القديمه، الموسم الثقافى الأثري الأول بمكتبة الأسكندريه.