للدكتور حسن عبد العال كلية التربية جامعة طنطا متابعة :أحمد عبد الحميد.
يفقد ضميره الوطنى بل ضميره الانسانى من يستغل الأزمات للتربح ومص دماء الناس دون أدنى مراعاة لأية قيم أخلاقية ، ولاادرى كيف ينام أصحاب المستشفيات الخاصة حين يؤون إلى مضاجعهم مطمئنين قريرى العيون وهم يذبحون الناس بأسعار العلاج الفلكية فى مستشفىياتهم دون أن تأخذهم بالناس رحمة .
رفضت المستشفيات الخاصة استقبال المصابين بفيروس كورونا ، لأنهم يرفضون اللائحة الارشادية لأسعار علاج المصابين التى حددتها وزارة الصحة ، ونقلا عن الصحفى محمد سعد عبد الحفيظ ، فإن وزارة الصحة قد أعلنت لائحة لأسعار الخدمات الخاصة بالمصابين بكورونا بالمستشفيات الخاصة وهى مابين ١٥٠٠ و ٣٠٠٠ جنيه مصرى لليلة الواحدة و ٧٥٠٠ جنيه للرعاية المركزة ، و ١٠ آلاف جنيه لغرف الرعاية الصحية التى تشمل جهاز تنفس صناعى ، وهو ما يعنى أن تكلفة علاج المريض وفقا لتلك اللائحة تصل إلى ١٤٠ ألف جنيه لمدة أسبوعين ، وهو ما اعتبره البعض حينها رقما مبالغا فيه .
لكن هذه اللائحة لم ترض ملاك المستشفيات الاستثمارية والتى – كما يقول عبد الحفيظ – وصلت تكلفة العلاج فى بعضها إلى نحو نصف مليون جنيه ، وباعتراف بعض أساتذة فى كلية الطب يعملون فى بعض هذه المستشفيات أن تلك الأسعار التى حددتها وزارة الصحة ” عادلة جدا ”
العجيب أن تنسحب المستشفيات الخاصة من علاج مصابى كورونا احتجاجا على هذه الأسعار المحددة من قبل وزارة الصحة ، وتوصد أبوابها بلا شفقة فىوجوه المحمولين إليها وهم يعانون الام المرض ، وتأبى إلا أن تتكسب من دماء المصابين بلا أدنى رحمة أو احساس بالمسؤلية الوطنية لبلد يجتاحه وباء قاتل ، بذلت الدولة فى التصدى لخطره كل ما تستطيعه وفق إمكاناتها وظروفها الاقتصادية المأزومة .
وأنا أطالب الرئيس عبد الفتاح السيسى بالتوجيه لتفعيل القانون رقم ٥١ المنظم لعمل المنشآت الطبية الصادر سنة ١٩٨١ والذى يفرض على تلك المستشفيات التقيد بالحد الأقصى لأسعار الخدمات الطبية الذى تضعه لجنة مختصة تضم ممثلين من وزارة الصحة ونقابة الأطباء فضلا عن المحافظ المختص ، وفى حالة مخالفة لائحة الأسعار التى حددتها اللجنة توضع المستشفى تحت إشراف وزارة الصحة مباشرة .
وقبل القانون وبعده هل نحن فى حاجة إلى أن نذكر أصحاب المستشفيات الخاصة أن الطب رسالة سامية ، قبل أن يكون تجارة تستنفد مدخرات الناس وأموالهم ، وأن الرحمة قيمة دينية وإنسانية تستوجب خصوصا وقت الأزمات أن تتجسد فى سلوك الناس ، وأن قليل الربح مع رضى النفس يبارك فيه الرزاق العليم ، وأن الراحمين يرحمهم الله .