سها جادالله.
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” عن تفاصيل ومعلومات جديدة عن مقتل جورج فلويد، مواطن أمريكي من أصول أفريقية، أثناء احتجازه على يد 4 ضباط شرطة في 25 مايو المنقضي، ما أثار غضب الأمريكيين ودفعهم إلى الخروج في احتجاجات تخللها أعمال شغب رافعين شعار “حياة السود مهمة”.
اعتمدت الصحيفة الأمريكية على تحليل مقاطع فيديو حصلت عليها من كاميرات المراقبة بالمنطقة وتلك التي التقطها شهود عيان أثناء
عملية اعتقال فلويد، 46 عامًا، مُشيرة إلى أن الإجراءات التي اتبعها الضباط كانت عنيفة وأدت إلى مقتل فلويد في نهاية الأمر.
وقالت نيويورك تايمز – كما نقلت “مصراوي” – إنه في يوم 25 مايو، أي الاثنين الماضي، تلقت الشرطة مكالمة هاتفية من رجل يعمل في متجر يتهم فلويد بأنه اشترى علبة سجائر وسدد ثمنها بـ20 دولارا مزيفة، وبعد 17 دقيقة كان فلويد مُلقى على الأرض وأحد الضباط يضغط بركبته على عنقه بينما ينازع لالتقاط أنفاسه.
7:54 مساءً
وصل رجلان يعملان في مطعم “كاب فود”، وتحدثا إلى فلويد، بينما كان يجلس في المقعد القيادة في سيارته الزرقاء، وطالباه باسترداد الفلوس المزيفة التي دفعها من أجل شراء علبة سجائر، وطالباه بإعادتها، ولكنهما رحلا دونها، وبعد أربعة دقائق اتصلا بالشرطة.
ووفقًا للبلاغ الموجود لدى الشرطة، فإن الموظفين بالمطعم زعما أن فلويد اشترى منهما السجائر بأموال مُزيفة، وأنه مخمور
ولا يستطيع السيطرة على نفسه. وبعد فترة وجيزة وصل أول شرطيين إلى موقع الحادثة، وهما الضابط الكسندر كيونج، وتوماس لين، ووقفا إلى جانب سيارة فلويد، وبعد ثوانٍ ظهر أحد الضباط وهو يخرج سلاحه ويشهره في وجه فلويد، ولم يتضح السبب في مقطع الفيديو الذي التقطته كاميرا المراقبة، ولكنه طلب منه الخروج من السيارة.
وعقب تسع ثوان أخرج الضابط فلويد من السيارة عنوة، وقيده وأجبره على الجلوس على الرصيف. حسب مقاطع الفيديو يتضح أن فلويد لم يتعامل مع الشرطة بعنف، وكان ينفذ كل الأوامر. ومع عودة الضباط للسيارة يظهر فلويد وهو يسقط على الأرض، وحسب البلاغ المُقدم ضد الضابط شوفان المُتهم بقتل فلويد، فإن الأخير أكد أنه يعاني من الكلوستروفوبيا أو (رهاب الاحتجاز)، لذا رفض دخول سيارة الشرطة. وكذلك أظهر البلاغ أن فلويد حاول التحدث إلى الشرطي أكثر من مرة وأخبره بأنه لا يستطيع التنفس.
8:17 مساءً
بعد 8 دقائق من عملية الاعتقال وصلت آخر سيارة تابعة للشرطة، وكان بها الضابط ديريك شوفان، المُتهم الرئيسي في مقتل
فلويد، وأظهرت كاميرات المراقبة أن شوفان تدخل في محاولة إجبار فلويد الدخول إلى سيارة الشرطة، ولكنه أخرجه من السيارة وألقى به في الشارع، فسقط فلويد أرضًا، وفي هذه اللحظة التقط شهود عيان مقاطع الفيديو التي أشعلت الغضب في نفوس الأمريكيين.
في أحد مقاطع الفيديو، يظهر الضباط الأربعة وهم يحيطون فلويد ويقيدون يديه ويضغطون على عنقه.
8:20 مساءً
في هذه اللحظة كان يُمكن سماع صوت فلويد بوضوح وهو ينازع من أجل التقاط أنفاسه، ويُخبر ضباط الشرطة بأنه لا يستطيع التنفس، وهي العبارة التي باتت تُستخدم في الاحتجاجات التي انتشرت في المدن والولايات الأمريكية، للإعراب عن رفض المعاملة العنصرية التي يتلقاها السود. ورغم استدعاء الشرطة للمسعفين بعد إصابة فلويد، أظهر مقطع فيديو التقطته شاهدة عيان، 17 عامًا، أن الضابط لم يرفع ركبته عن رقبة فلويد، وسأله أحد الضباط عما يريد فرد عليه فلويد: “لا أستطيع التنفس، ركبتك على رقبتي”، فطلب منه الشرطي النهوض وركوب السيارة، وهو ما وافق عليه جورج فلويد، مؤكدًا أنه لا يستطيع التحرك.
8:22 مساءً
لم يتوقف الضابط عن ضغطه بركبته على رقبة فلويد رغم توسلات الأخير، وتأكيده أنه لا يستطيع التقاط أنفاسه.
قالت نيويورك تايمز إن مقطعي فيديو يظهران أن فلويد قال للضباط إنه لا يستطيع التنفس أكثر من 16 مرة على الأقل في أقل من 5
دقائق، ولكن شوفان لم يرفع ركبته عن رقبة فلويد، حتى فقد الوعي، ورفض تلبية طلبات شهود العيان الذي طالبوه بالابتعاد عنه ومساعدته.
8:27 مساءً
وصلت سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث، وتحقق المسعفون من نبض فلويد. وحسب مقاطع الفيديو فإن الضابط شوفان لم يرفع ركبته عن رقبة فلويد لدقيقة أخرى، ليكون بذلك قد ضغط على رقبته لفترة وصلت إلى 8 دقائق و46 ثانية، وفقًا للشكوى المقدمة ضد الضابط.
نقلت سيارة الإسعاف فلويد من موقع الحادث، وأعلنت أن قلبه توقف، ثم أعلن مستشفى قريب من موقع الحادث وفاته.