اللى له ضهر ما ينضربش على بطنه.

عبدالحميدشومان

تتميز اللغة العامية المصرية اليومية بكثير من التعبيرات اللفظية والأمثال التى يتداولها المصريون بصفة مستمرة وعبر أزمنة متعاقبة وفى مواقف معينة يضيفون إليها أو يعدلون من صياغتها لتتوافق مع ما يستجد من مواقف فتأخذ هذه المقولات والتعابير موقف الحكم وتعد المحسوبية أو الوساطة من أكثر ما قيل فيها الأمثال المصرية عن الشخص الذى يتمتع بامتيازات يحظى بها دون غيره لقرابته من ذوى النفوذ والسلطة أو لرضاء أصحاب القرار عنه (يا بخت من كان النقيب خاله) و(اللى له ضهر ما ينضربش على بطنه) وتقال هذه المقولات والأمثال عند وجود محسوبية فى العمل أو فى جميع نواحى الحياة وهناك الكثير من الأمثال التى تدل على تغلغل وتأصل المحسوبية فى تاريخ العمل الرسمى فى مصر.

و(المحسوبية) كلمة أصلها تركى ومع مرور الزمن أصبحت مصرية المعنى والروح كما أنها مشتقة من كلمة محسوب من قبيل (محسوب عليه) وجعل المصدر للدلالة على أنها الشىء الممنوح من شخص لشخص محسوب عليه وتذكر المحسوبية أما للرشوة أو انتساب شخص عادى وصاحب حاجة إلى شخص أعلى شأنا ومكانة وتأثيرا أو نفاق وتزلف رجل متواضع الحال لآخر عظيم الشأن لسبب وحاجة يتطلع لها الأقل شأنا لقضاء مصلحة ما أو تقربا منه كما تقال عن شخص متواضع الشأن والكفاءة يحظى بمكانة جيدة لا لخبرة أو لكفاءة فيه إنما لكونه قريبا أو مقربا من شخص ذى شأن.

وساد الاعتقاد فيما بيننا أنه لا يوجد عمل إلا به محسوبية خاصة فى الآونة الأخيرة وذلك لأن الموظف المصرى غالبا لا يتحرك لقضاء عمل إلا عندما يكون له مأرب شخصى من ورائه ومن لا محسوبية له يهمل شأنه سنين فالورق يبقى عند الموظف فى الدرج تتراكم عليه الأتربة إلى أن تأتى المحسوبية فيمر مر البرق لهذا شاعت تلك الكلمة في كافة المجتمعات وخاصة العربية.

Related posts

Leave a Comment