كتبت الإعلامية مها الكتبي
خلق الله الأشياء كلها في الحياة ضمن موازين وقياسات… فالزيادة أو النقيصة تسبب المشاكل فيها.
وهكذا حياتنا وأفعالنا وعواطفنا لا بد أن تكون ضمن موازين دقيقة، وليست خالية منها، فالزيادة والنقيصة تسبب لنا المشاكل.
الطيبة هي صفة جميلة يحملها ذوي القلوب النقية والمشاعر الأصيلة والراقية، متي تصبح الطيبة عيبة؟ هل الطيبة تؤذي صاحبها وتسبب عدم الاحترام لمشاعره؟ إن المشكلة تقع عند الإنسان الطيب عندما يرى أن الناس كلهم طيبون، ثم إذا واجهه موقف منهم أو لحق به أذى من ظلم أو استغلال لطيبته، تُغلق الدنيا في وجهه، فيبدأ وهو يرى الناس الطيبين قد رحلوا من مجتمعه، وأن الخير انعدم، وتحصل له أزمة نفسية أو يتعرض للأمراض، لأن الطيّب يقدم الإحسان للناس بكل ما يستطيع فعله، ويقدّم ذلك بحسن نية وبراءة منه، فهو بالتالي ينتظر منهم الرد بالشكر أو المعاملة باللطف على الأقل… الكثير من الناس يصف طيب القلب بأنه ضعيف الشخصية، لأنه يتصف بعدم الانتقام ممن ظلمه، والصفح عنه عند رجوعه عن الخطأ، وأنه لا يحب إيقاع الآخرين بالمشاكل؛ لأنه مقتنع أن الله سيأخذ له حقه.
والحقيقة هي أن الصدق والطيبة وحسن الظن بالآخرين ليست ضعف شخصية، بل هي من الأخلاق الراقية وهي تزيد صاحبها سمواً وجمالاً روحياً، وليس من المعيب أن يمتلك الإنسان الطيبة بل العيب في من لا يُقدّر هذه الطيبة ويعطيها حقها في التعامل بالمثل.
فالمشكلة الأساسية ليست في الطيبة، إنما في استغلال الآخرين لهذه الطيبة، للاسف أصبحت الطيبة عيب في زمننا هذا وغير مفهومة لأكثر الناس لانهم اعتادوا علي اللف والدوران والحوارات فعندما تتحدث بتلقائية يفكرون انك خبيث ولءيم وتريد ان تقول شيء اخر ، الشفافية والطيبة ان وجدت فيك حاربوك حتي تحاول ان تتغير كي تساير مفهوم البشر او تصمت حتي لا تقع في سوء ظنهم بك.
ولكن لاننسي:
الكلمة الطيبة قد تفعل في الإنسان ما لا تفعَله الأدوية القويَّة، فهِي حياةٌ خَالدة لا تفْنى بِمَوت قائلِها. لولا القلوب الطيبة، لكانت الحياة قاسية لا تطاق. فالقلوب الطيبة مظلومة، لأنّها لا تعرف الخبث، وأول من تتلقى الضربة من الخبثاء. حتى لا يصدمك الواقع، لا تنتظر من الآخرين دائماً المعاملة الطيبة.