مختارة الفقه.. لقاء الإيمان مع فضيلة الدكتور إسماعيل المرشدي

متابعة _ أشرف محمد. المهندس ..
من لقاء الإيمان مع فضيلة الدكتور إسماعيل المرشدي من علماء الأوقاف بالإسكندرية وهذا الحورار الفقهي

قال لي صديقى : متى وُلد البخارى؟
فقلتُ: ١٩٤ هـ .
فقال: ومتى توفى النبى؟
فقلتُ: ١١ هـ .
فقال: أيعقل أن يأتي البخارى بعد كل هذه الفترة ويجمع السنة ؟
فقلتُ: أتعرف القارئ ” مشارى العفاسى” ؟!
فقال: وما علاقته بالبخارى؟
قلتُ: فقط أجب .
قال: نعم أعرفه و أسمع له .
قلتُ: متى آخر مرة سمعت له؟
قال: منذ أيام .
قلت: يعنى في سنة ٢٠٢٠ التي توافق عام ١٤٤١ هجرى ؟
قال: نعم
قلت: أتدري أن مشارى العفاسى حصل على إجازة في القرآن الكريم تلقاها عن شيخه , وشيخه تلقاها عن شيخه, وشيخه تلقاها عن شيخه إلى أن وصل للنبى صلى الله عليه وسلم؟
قال: نعم .
فسألته: تتوقع كم عدد سلسلة الأشخاص التي تلقى عنهم مشاري العفاسي للقرآن الكريم إلى أن وصل للنبى صلى الله عليه وسلم؟ يعني تتوقع كم شخص بين مشارى و النبى ؟
فقال: أكيد عدد كبير قد يصل إلى الالاف .
فقلت له: هل تصدقني إن قلت لك برغم اننا في عام ٢٠٢٠ الموافق ١٤٤١ هجري تجد أن الفرق بين مشاري العفاسي والنبي هم ( ٢٩ ) شخص فقط؟ نعم , يعني مشاري تلقى عن شخص ثم عن شخص ثم عن شخص إلى أن وصل للنبي, ومجموع هؤلاء الأشخاص ما بين مشاري والنبي هم ( ٢٩ ) شخص فقط .
فقال : كيف ؟
فقلت: إن قسمت عدد سنوات الهجرة ٢٩ على ١٤٤١ شخص = ٥٠ سنة , يعني إذا كان متوسط عمر الشخص ٥٠ سنة , ستغطي هذه الفترة التي تراها كبيرة , فما بالك بالبخارى والذي بدأ بدراسة الحديث في ٢٠٤ هجريًا؟
فقال: ولكن هذه المدة ليست قليلة .
فقلتُ: هل تعلم أن هناك أحاديث في صحيح البخاري نقلها عن النبي والفرق بين البخاري و النبي ٣ أشخاص فقط؟ وبالتالي الفرق بين البخاري والصحابة عدد ٢ شخص فقط !! وهي ما تُعرف بـ ” ثلاثيات البخاري “. فما بالك بمن هم قبل البخاري؟
فقال: وهل هناك من كتب قبل البخاري؟
فقلتُ: هذا ما يريدون أن يقنعوك به, أن البخاري أول من كتب و جمع , فهل تعلم أن هناك ما يقرب من (٢٥) مؤلف حديثي قبل البخاري ! من كتبهم ( همام بن منبه , إبن جريج , معمر بن راشد , إبن أبي عروبة , سفيان الثوري , الليث بن سعد , مالك بن أنس صاحب موطأ مالك ألخ ألخ ألخ ) !
فقال: ولماذا كل هذا الضجيج حول البخاري وحده !
قلتُ: لأن البخاري جمع واشترط الصحة فيما جمعه , ولو شككوا فيما جمعه سيسهل عليهم التشكيك في غيره ممن لم يشترط الصحة .
فقال: ولكن المشكلة ليست في السنة بل فيما جمعه البخاري .
فقلت: ولماذا عندما يريدون أن يطعنوا في أي حديث يأتوا به من البخاري ولا يأتوا به ممن سبقوه أو عاصروه أو ممن أتوا بعده ؟ فمشكلتهم في السنة ويطعنون بها من خلال الطعن فيما جمعه البخاري, لأن البخاري جمع السنة ولم يخترع من عند نفسه ! أترى إن قلت لك أنفك لا تعجبني , ستُجيبني: أتعيب على الخالق؟ كذلك إن طعنت فيما جمعه البخاري فأنت تطعن في السنة ولا تطعن في البخاري .
فقال: ولماذا التمسك بالأحاديث التي يُثار حولها شبهات !
فقلت: إذا جعلنا هذا مبدأ, فلماذا لا نحذف بعض آيات القرآن الكريم التي تثار حولها شبهات وافتراءات؟
فقال: لا , لأن القرآن ثابت في نقله عن النبي .
فقلت : إذًا العبرة بثبوت الخبر , فإن صح عن النبي قبلناه , وكما يسألك شخص عن آية قرآنية أشتبهت عليه بعض معانيها فتسعى جاهدًا لإزالة الشبهات , فلماذا لا تفعل ذلك مع السنة ؟
فقال: وما الهدف من التشكيك في السنة والتمسك بالقرآن وحده ؟
فقلت: هذا ما يسعون إليه, يريدون أن يقنعوك أن تكتفى بالقرآن وحده, ولكن كيف ستفهمه؟ ربما كل شخص يفهم على هواه وبالتالي كل شخص سيعبد هواه ولن يتبقى لك من الإسلام شئ ، فكيف ستفهم هذه الآية (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ) فهل كل من يلبس إيمانه بظلم لن يدخل الجنة ! فمن سيدخلها إذًا؟ وكيف تلوم على من يُكَّفر الناس إذا فعلوا الكبائر؟
إذًا هناك معنى آخر للظلم أوضحه الرسول عليه الصلاة والسلام ( لَمَّا نَزَلَتْ “الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ” شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالُوا أَيُّنَا لاَ يَظْلِمُ نَفْسَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « لَيْسَ هُوَ كَمَا تَظُنُّونَ إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ (يَا بُنَىَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ- صحيح مسلم وغيره ) فالظلم في الآية يعني الشرك،صدقنى , السنة حصن آمان لمن أراد أن يفهم ويؤمن بالقرآن .
فهناك عشرات الآيات لم ولن تستطيع فهمها بدون السنة , فكيف تأخذ القرآن من النبي وترفض شرحه وتبيانه لما أُنزل إليه ؟ وهل النبي لم يتكلم إلا بالقرآن وبقى صامت طيلة حياته؟ هل فهم الصحابة القرآن دون أن يسألوا النبي عن الدين الجديد الذي سيؤمنون به ! أين عقلك ؟ ..
و لا تنس الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم).

Related posts

Leave a Comment