متابعة…سها جادالله…
تؤدي الممثلة جوليا غارنر – بطلة مسلسل (أوزارك) – شخصية جاين المساعدة الجديدة لمدير قسم الموارد البشرية المتلاعب “ويلكوك” الذي يؤدي دوره الممثل ماثيو ماكفادين،في فيلم (المُساعِدة) The Assistant.
هي شابة تعمل كمساعدة مبتدئة في مكتب أحد عمالقة صناعة الترفيه في الولايات المتحدة. تبدأ عملها باكرا ولا تنهيه إلا في وقت متأخر، فهي تحضر طعام الغداء، وتعتني بأطفاله، وتنظف مكتبه على نحو لا يُتوقع من زملائها الذكور القيام بها. وأكثر ما يقلق “جاين” هو أن مديرها، بالإضافة إلى كل هذا، متحرش جنسي.
قصة الفيلم، لمخرجة الأفلام الأسترالية كيتي غرين، لا تدور حول حياة المنتج هارفي واينستين. لكن الفيلم يعرض فكرة التعرض للاستغلال على يد ذوي النفوذ في قطاع صناعة الأفلام. ويأتي استعراض هذه الفكرة كنتيجة لحملتيّ “أنا أيضا” #MeToo و”انتهى الوقت” #TimesUp.
عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان تيلورايد السينمائي في شهر أغسطس/ آب، وتأتي بداية عرضه بعد ثلاثة أشهر من إدانة المنتج السابق واينستين بالاغتصاب.
تقول غرين: “من الاختزال القول إن الفيلم عن واينستين. الفيلم يحاول استكشاف مشكلة أعمق من ذلك؛ إنه يدور حول الأنظمة والهياكل التي تبعد النساء عن موقع السلطة”.
وتضيف: “كنت أبحث تحديدا عن مواصفات بيئة العمل التي تدعم المسيئين؛ كم عدد النساء ذوات السلطة داخلها؟ وكيف يُعامَل الموظفون؟ ومدى سُمّية أماكن العمل؟”.
وفي إطار التحضير للفيلم، أجرت المخرجة مقابلات مع إخفاء هويات الأشخاص لأنهم من داخل قطاع صناعة الأفلام. وتقول إن رغبتها بصنع الفيلم انطلقت عندما عرضت فيلم سابق لها في مهرجان.
“وجدت بعض الأشخاص هناك لا يأخذوني على محمل الجد؛ فقد سألوني أي المنتجين الذكور من فريقي هو الذي تولى المسؤولية. تساءلت عما إذا كنت سأنال التقدير بغض النظر عن المجهود الذي أبذله، وبدأت باكتشاف هياكل السلطة التي تغلق أبوابها في أوجه النساء”.
وتروي المخرجة أنها مرت بتجارب مريعة في مهرجانات الأفلام، وتقول: “بعض أصدقائي مروا بتجارب أسوأ. الأمر مرعب. وفي هذا الفيلم وجدت سبيلا لاستكشاف كل ذلك. إذا سمحنا للناس بالإفلات ببيئات عمل سامة وسوء سلوك جنسي، ما الذي يضمن أنهم لن يدفعوا للمزيد؟”.
(المُساعِدة) ليس الفيلم الوحيد الذي تنتجه نساء ويكون متأثرا بروح حركة (أنا أيضا). فقد أخرجت فيليبا لوثروب فيلم (سوء سلوك) Misbehaviour، الذي بدأ عرضه الشهر الماضي، ويتناول الاحتجاجات والصور النمطية التي ظهرت خلال حفل ملكة جمال العالم التي أقيمت في لندن عام 1970. كذلك، يسلط فيلم (شابة واعدة) A Promising Young Woman الضوء على التحرشات الجنسية في السكن الجامعي.
بدوره، يتتبع فيلم “نيفر ريرلي” الحائز على عدة جوائز، للمخرجة إليزا هيتمان، مسار مراهقة تذهب من ريف بنسلفانيا إلى مدينة نيويورك بهدف الإجهاض، لنعرف أنها كانت قد حملت بسبب اعتداء جنسي عليها.
وتقول منتجة الفيلم سارا مرفي: “لم من يكن من السهل الحصول على تمويل لهذا الفيلم رغم الدعم الذي لاحظناه مؤخرا للقصص التي تدور حول الإناث في هذه الصناعة. لكننا شعرنا أن التوقيت كان مناسبا للوصول إلى الجمهور المستهدف”.
وتضيف: “أعتقد أن هذا الفيلم مهم، ليس لأنه يعبر عن نساء كثيرات مررن بهذه التجربة، بل لأنه سيصل إلى جمهور أوسع وأكثر محافظة خارج نطاق الأوساط السياسية التي تناقش الإجهاض”.
وتقول المنتجة المساعدة اديل رومانسكي إن الفيلم ينسجم مع “لحظة مخيفة” في الولايات المتحدة إذ أن كثيرا من الولايات قد أغلقت خدمات الصحة الإنجابية بسبب انتشار مرض كوفيد-19. فقد أعلن حكام بعض الولايات أن الإجهاض “خدمة غير أساسية”.
وتضيف: “أضف الآن أن السفر غير آمن، وفكر كيف سيؤثر هذا على النساء اللاتي كن قادرات على الحصول على خدمات الإجهاض”.
وتعتقد لاورشكا ايفان-زاده، الناقدة السينمائية التي تكتب لصحيفة “مترو” في بريطانيا، أن هذه الأفلام هي ثمار حركة (أنا أيضا).
وتقول: “حصلت هذه الأفلام على دعم لم يكن موجودا قبل ثلاثة أعوام. ما كان لفيلم مثل (المُساعِدة) أن يُنتج قبل حركة (أنا أيضا). الآن هناك صدى لمثل هذه الأفكار، وسيتفاعل معها الناس. لكن إن تخيلت طرح مثل هذه الأفكار في اجتماع للمنتجين قبل الحركة، فإنهم كانوا سيصيحون “من سيشاهد مثل هكذا فيلم؟!” لكن أمرا ما تغير”.
وترى ايفان-زاده أن المشاهدين لن يواجهوا صعوبات في مشاهدة الفيلم في منازلهم.
وتقول: “على نحو ما، إن في الأمر ميزة أن تشاهد هذه الأفلام في المنزل حيث لدى المشاهدين الكثير من الوقت”.
وتضيف: “من الرائع ما يحدث الآن في زمن كوفيد-19، عندما يفكر الناس بماهية المهم بالنسبة لهم وكيف سيحدثون التغيير. هذه الأفلام تعطيك فرصة للتوقف والتفكير في ما الذي ستفعله عندما تعود الحياة إلى طبيعتها”.