بقلم-دكتور محمد حمزه..
كما نعلم أن المعرفة هي عبارة عن الإدراك والوعي وفهم الحقائق عن طريق العقل المجرد أو بطريقة اكتساب المعلومات، ومن ثم نقل المعلومة الى الغير .
لذلك وفى ظل سباق التكنولوجيا، والتطور السريع والهائل الذي مازال يبهرنا كل فترة عن وجود تكنولوجيا مذهلة ما كنا نتوقع وجودها يوماً ( هل كل هذا مبني فقط على المعرفة ، أم كان هناك شيء آخر ساعد على ذلك ) ؟؟؟
فالاجابة هنا هي … نعم …
فهناك عامل آخر أهم وأعمق بكثير من المعرفة ألا وهو الخيال .
فالخيال شيء لا حدود له على عكس المعرفة .
وقد أقر بذلك العالم الكبير “ألبرت أينشتاين” عندما قال أن الخيال أهم من المعرفة، فبينما المعرفة محدودة فإن الخيال لا حدود له” وكانت من وجهة نظره أن الخيال حافز كل تقدم ومنشئ أى تطور ..
والشاهد على ذلك فإنه لو كانت التكنولوجيا إنبنت فقط على المعرفة لما وصلت إلى حد ما نراه الآن من أشياء يصعب على العقل تداركها، إلا أنه كان هناك دوراً للتخيل والقدرة على النظرة المستقبلية .
فهل من عاصر شبكة الانترنت في بدايتها تصور يوماً الصورة التي هى عليها الآن الذى جعل من العالم بأسره قرية صغيرة .
فكان الإنترنت في بداية نشأته لا يستطيع أن يستخدمه سوى المحترفين والمتخصصين فقط، حتى ظهر من تخيل وأبدع وابتكر نظام الويب(web) والذي سمح بدخول الصور والألوان والفيديوهات وغيرها من تقنيات كثيرة .
ومن بعدها تحولت فكرة الإنترنت من استخدامها فقط لبعض البشر فى تخصصات محدودة إلى أن يستخدمه كل البشر وفى مجالات لا حدود لها .
وقس على ذلك عندما تم إختراع أول أجهزة الحاسوب والذى كان يحتاج لغرفة كاملة لتسع جهازاً واحداً ،وأول تليفون محمول والذي كان يزن ما يقارب من خمسة كيلو جرام، وكان ما يطلق عليه وقتها بتليفون السيارة. فهل أيضاً من عاصر هذا النوع من الحاسوب أو التليفون المحمول كان يتوقع أنه سوف يأتي يوماً ويصبح جهاز الحاسوب محمولاً فى حقيبة صغيرة، والتليفون المحمول جهاز لا يزن بضعة جرامات ولكن بداخله عشرات الأجهزة ومئات الاستخدامات التي نحتاجها في حياتنا اليومية ولا يمكننا الاستغناء عنه ابداً.
ولا يقف الامر على ذلك فنحن الان فى عصر دمج الواقع التقليدى بالعالم الافتراضى وهذا ما سوف نتحدث عنه فى مقالاً آخر باذن الله .
ولكن الآن دعنى أقول لك : أن التخيل مجاني، إلا أنه سيمنحك السفر عبر الزمن، والذهاب إلى عوالم لا يمكن لأحد الولوج إليها غيرك ..
فتخيل لتبتكر، تخيل لتبدع .
وأخيراً اذا لم تستطع التخيل فقط استعن بالمعرفة كى تواكب عصور التكنولوجيا ، فاذا لم تعاصرها وتتفهم ما يحدث من حولك فأنت خارج نطاق الزمن ..