بقلم-دكتور محمد حمزه..
ذات يوم سألت نفسي سؤال .. هل أستطيع الاستغناء عن هاتفي؟؟ وبكل ثقة كانت إجابتي .. نعم أستطيع ، دون أي تفكير، ولكن بعد بضع ثوان من التفكير في أي من الخدمات التي يمنحها لي هاتفي سوف أستغنى.
هل استغنى عن التقاط الصور في توثيق اللحظات المهمة؟ أم أستغنى عن (GPS) عندما أضل الطريق ، أم عن متابعة الأخبار العالمية ، فقلت في نفسي كل هذا لا يهم ولكن من المستحيل أن أستغنى عن الكتب الإلكترونية( pdf ) المحملة على هاتفى ، أم الإستغناء عن محفظتي الالكترونية عند احتياجي للمال او الدفع الالكتروني، أيضاً متابعة تجارتي الإلكترونية ودراستي عن بعد !!!
وفي لحظه استوقفنى عن التفكير صوت إشعار من الهاتف ينبهني أن اليوم موعد المؤتمر العلمى الذى سجلت مشاركتى به من خلال بريدى الالكترونى منذ فترة .
فسريعاً ما قمت بطلب سيارة أجرة من على التطبيق الخاص بذلك، و في طريقي قمت بالإتصال بأسرتى هاتفياً كى أطمئن عليهم وأخبرهم بأني سوف أتأخر اليوم ولا استطيع تناول الغذاء معهم ولكني سوف أعتمد على طلب الماكولات السريعة من خلال التطبيق الخاص بذلك أيضاً، وهكذا وأنا في طريقي فتحت هاتفي وقمت ببعض العمليات الحسابية لمراجعة بعض الأشياء ، ثم قمت بتشغيل الراديو على الهاتف وأنا اتصفح صفحتى على مواقع التواصل الاجتماعى حتى وصلت الى مكان إنعقاد المؤتمر، طلب مني رجل الأمن الاطلاع على الدعوة الإلكترونية الموجودة على هاتفي حتى أتمكن من الدخول وبعد ان مسح الباركود الخاص بى على الماسح الضوئي دخلت الى المؤتمر، وقتها تحدث بعضهم بلغة لا اجيدها فسريعاً ما استعنت بجوجل لترجمة ما يقولون…
و أخيراً وبعد يوم شاق وانا عائد الى منزلي تذكرت سؤالي لنفسي، هل يمكنني ان أستغنى عن هاتفي فكان ردي هذه المرة مختلفاً تماماً !!