عبدالحميد شومان
منذ قرابة الشهرين اجتاح العالم وباء كورونا كوفيد 19 وسيطرت حالات الفزع على الجميع وأصبحت دول عديدة في مرمى هذا الوباء مما أدى إلى ارتفاع عدد الإصابات بهذا الوباء في العالم ليتجاوز المليون تقريبا من المصابين او اكثر كما ارتفعت حالات الوفاة لتبلغ أكثر من 70 ألف حالة وكان الاستهتار والتهاون في بعض الدول وعدم الشفافية من قبل البعض من أكبر أسباب تفشي هذا الفيروس عالمياً.
لقد دقَّت منظمة الصحة العالمية أجراس الإنذار مع ظهور الفيروس في الصين وتفشيه في منطقة ووهان وانتقاله إلى بعض الدول فسارعت بعض الدول وخاصة مصر ودول الخليج وغيرها إلى اتخاذ الإجراءات الاحترازية ووضع الخطط الاستباقية لمنع تفشي الفيروس وقد نجحت في ذلك نجاحاً كبيراً ما أدى إلى محدودية حالات الإصابة بالفيروس في هذه البلدان بينما كان الأمر مختلفاً في دول أخرى كإيطاليا والولايات المتحدة وايران وأسبانيا التي تأخرت في اتخاذ الإجراءات الوقائية فكانت حصيلة الإصابات والوفيات فيها كبيرة ومؤسفة. منذ البداية َمصر تسير في المسار الصحيح انطلاقاً من استراتيجيتها الأصيلة التي تضع العناية بالمواطن وبالأحري الإنسان في قمة أولوياتها فسخرت مختلف أجهزتها الصحية والإعلامية وغيرها لتعزيز وقاية المجتمع من الفيروس وأطلقت حزمة من الإجراءات والتوجيهات اللازمة في التوقيت المناسب.
مصر نشرت الوعي المجتمعي بين المواطنين بضرورة الالتزام بهذه الإجراءات والتوجيهات الصادرة من جهات الاختصاص ودعمتها بالإجراءات القانونية الحاسمة لوقف أي تساهل في هذا الأمر وانتهجت في ذلك نهج التدرج فجاءت إجراءاتها مواكبة لما يتطلبه الواقع المتغير. إن الظروف التي نمر بها الآن ظروف استثنائية تتطلب طرقاً خاصة للتعامل معها ومن أهمها التباعد الاجتماعي ومنع التجمعات وتحقيقا لهذا الهدف جاءت القرارات المصرية بتعليق الصلاة في المساجد والمصليات ودور العبادة وتعليق الدراسة في المدارس والجامعات وتطبيق التعليم عن بعد وإغلاق الأسواق وقاعات الافراح والفعاليات المتنوعة والدعوة للبقاء في المنازل إلا للضرورة وغير ذلك من الإجراءات والقرارات التي تصب في مكافحة الوباء وحماية المجتمع منه وتحقيق أعلى نسبة من الصحة والسلامة لكل مواطن او مقيم على أرض مصر.
أن جهود مصر في مكافحة الوباء العالمي هي ما يواكب نهج الوقاية من هذا الوباء ودورها المميز للتصدي لهذه الأزمة عالمياً ورفعها لشعارها الإنساني المميز: المواطن أولاً . ومن يتأمل الواقع يشهد بحكمة الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها الحكومه والتي لولاها لكان الحال مختلفاً ومن يقارن بين بعض الدول يجد خير برهان على ذلك ومن الأمثلة على ذلك إيطاليا واليونان فهما دولتان أوروبيتان لا تبعدان عن بعضهما كثيراً ومع ذلك فإن المسافة بينهما شاسعة في ما يتعلق بالوضع الصحي نتيجة فيروس كورونا فإيطاليا أصبحت بؤرة للفيروس وتجاوز عدد الإصابات فيها أكثر من 128 ألف إصابة، وتجاوز عدد الوفيات 15800 حالة وفاة بينما لا تتجاوز حالات الإصابة في اليونان 1700 حالة والوفيات 75 وفاة وسر ذلك استراتيجية القيود الوقائية التي اتخذتها اليونان في وقت مبكر والتي مكَّنتها من تفادي المصير المأساوي المؤلم الذي تعرضت له إيطاليا بسبب عدم اتباعها للاستراتيجية في التوقيت المناسب. وبدوري من هنا اقولها ويعلم العالم بأثره ان التاريخ سيسجل ما تعرضت له الإنسانية من هذا الوباء وسيسجل مواقف الدول التي تعاملت مع هذا الوباء على اختلاف استراتيجياتها وطراقها الإيجابية والسلبية وستكون تلك التجارب التي جعلت حياة الإنسان فوق أي اعتبار نموذجاً مشرقاً ملهماً للأجيال في كل العصور وستكون راية مصر انشاء الله خفاقة في سماء الإنسانية في هذا الصدد ليكتب التاريخ إنجازاتها بحروف من نور كما سيشهد التاريخ للرئيس السيسي وتكليفات الواثقه بالفدائية المغوار الدكتوره هالة زايد وزيرة الصحه التي سافرت إلى منشأ الفيروس في الصين ومن ثم إلى إيطاليا المتضرر الأكبر.. كما سيسجل التاريخ لشعب مصر وعيه وتكاتفه ومساهمته الفاعلة في الملحمة الوطنية لكبح هذا الوباء والانتصار عليه. والعقاب القانوني لمن يخالف او يتعدي على قرارات الحكومه التي تنصب في المصلحة العامه.