أ.د هانم خالد أستاذ اصول التربية جامعة الزقازيق . متابعة :أحمد عبد الحميد …
فى ظل الانتشار السريع والرهيب لفيروس كورونا، واجتياحه معظم دول العالم، وحصده آلاف الأرواح، أصبحت معظم أنظمة التعليم في مأزق حقيقي، لجأت دول العالم، ومنها مصر، إلى تعليق الدراسة فى المدارس والجامعات، والبحث عن بدائل غير تقليدية تمكنها من استكمال العملية التعليمية، وإتاحة الفرص للطلاب في منازلهم، حفاظا على حياتهم وسلامتهم، أمام هذا الوباء الذى لا يُبقى ولا يذر، ومن أجل اجتياز هذه الفترة الحرجة.. مجلة الأهرام العربي تلقى فى هذا التحقيق الضوء على تجربة التعليم عن بعد من خلال عدد من خبراء التعليم
تشير الدكتورة هانم خالد سليم، أستاذ أصول التربية المساعد بكلية التربية النوعية جامعة الزقازيق، إلى أن معظم دول العالم أخذت بنظام التعليم عن بعد، منذ ظهوره في إنجلترا عام 1840، وتخطى الآن مرحلة المغامرة التربوية، وأصبح واقعا تربويا ملموسا، بل أصبح الأسلوب الأمثل والأكثر انتشارا للتعليم والتدريب في دول العالم.
وتوضح أن التعليم عن بعد مرّ في تطوره بخمسة أجيال لا تزال تستخدم حتى الآن، بدءاً من التعليم بالمراسلة، ثم التعليم عبر التليفزيون والإذاعة وبالوسائط المتعددة، ثم التعليم بالفيديو كونفرانس والتواصل بالصوت والصورة، مروراً بــالوسائط المتعددة التفاعلية، وأخيرا التعليم الإلكتروني والافتراضي الذى يعطى للطالب الفرصة للالتحاق بأي مؤسسة أو برنامج تعليمي يرغب فيه.
وتبيّن أن فلسفة التعليم عن بعد تقوم على مبدأين أساسيين هما: نقل المعرفة للدارس حيثما وجد وتيسير الاتصال بينه وبين الجهات المعنية الأخرى، فضلا عن تحويل عملية التعليم إلى تعلم، والتركيز على المتعلم والعملية التعليمية ذاتها، ومراعاة ظروفه وقدراته وسرعته في اكتساب المعلومات والمهارات.
وتسرد مزايا التعليم عن بعد فى بناء بيئة تعليمية تفاعلية تتسم بالجاذبية، والتشويق، واستثمار التقنيات الإلكترونية الحديثة، وتقديم التعليم الذي يناسب جميع الفئات والمستويات والأعمار، والتخصصات، بغض النظر عن المكان والزمان، ونمذجة التعليم و تقديمه في صورة معيارية، ودعم التفاعل بين الطلاب وبعضهم بعضا والمعلمين، وتبادل الخبرات التربوية والإثرائية.
وتطالب الدكتورة هانم خالد، كى يؤتى التعليم عن بعد بمزاياه المتعددة ثماره المرجوة، بضرورة توافر الوعي لدى الجميع بأهميته و فلسفته وأهدافه، وأنه البديل الأمثل لحل بعض المشكلات المتوارثة في أنظمتنا التعليمية في مختلف المراحل.