بقلم الدكتور حسن عبد العال ..
متابعة :أحمد عبد الحميد.
على مدى عقود ظل مفكروا العولمة يقنعون الناس بأن العالم أصبح قرية صغيرة ، وأن آلعولمة فى جوهرها تعنى حرية وسرعة انتقال البشر والأفكار والأموال بين أرجاء العالم ، ولم يعد العالم جزرا ودولا منعزلة ، وكانت هذه الأفكار التى خلقتها وروجت لها الرأسمالية لتبرير توسعها وانتشارها بشركاتها المتعدية للجنسية والحدود بما تستهدفه من نهب الثروات واستغلال موارد وإمكانيات دول الهامش ، ولم يهدأ بال مفكروا العولمة والدول الرأسمالية حتى اطمأنت النظم السياسية فى دول الهامش التى صنعتها دول المركز لهذه الأفكار وفرضتها على شعوبها المستعبدة .
ثم جاء وباء كورونا ليفرض على الدول غلق حدودها ونشاهد فى إجراءات الدول الاحترازية لهذا الوباء اغلاق المطارات ومنع السفر والحركة والانتقال ، جاءت كورونا لتفرض العزلة على الجميع ، جاءت ككابوس يفرض علينا أن نعيد النظر وأن نراجع حساباتنا فيما أسسته العولمة مما اكتشفنا أنه لا يصلح للقضاء على الخوف من انتشار الوباء المهلك ، وأن مدنا بكاملها فرضت عليها العزلة وأصبحت كأنها مدن اشباح تخلو من الحركة ، وأصبح هم كل دولة من دول العالم هو البحث عن أمانها ، ومنع مواطنيها من السفر الى دول أخرى انتشر فيها الوباء ، وأصبح قانون كورونا الوحيد الذى فرضته على العالم هو ( العزلة ) وليس حرية الانتقال والحركة ، من كان يصدق أن دولا كبرى أغلقت حدودها خوفا وهلعا . لقد كان انتشار وباء كورونا بهذه السرعة ، وكان ما اتخذته دول العالم من إجراءات لمحاولة السيطرة على الكورونا التى تحولت إلى كابوس يرعب العالم هزيمة مؤكدة لفكرة العولمة