بقلم : #احمد_الغنيمى..
عندما كنا نكتب ونتحدث من سنوات وحتى الامس عن ضرورة تحرك مثقفى الوطن لتوعية ابناء المجتمع كانت تقابل دعواتنا باستهزاء البعض وعدم اللامبالاة من البعض الاخر وحتى من كان يشاركنا الرأى كنت اراه عن مجاملة لنا وليس عن قناعه منه بدور ( الوعى ) فى المجتمعات التى عانت سنوات طويله من عدم الاهتمام ( بالانسان ) وثقافته وفكره وكذلك عدم تسليحه بتعليم يجعل منه ( مفكرا ومتدبرا ومتعقلا ) بل نظام تعليمى حوله لألة نسخ وطبع .
اليوم ومع بداية ( عصر جديد من التحديات ) اسقط فى ايدينا جميعا .. فبرغم انهيار مجتمعات كان البعض ينظر اليها على انها مجتمعات ( متحضره ) وبرغم ارتباك انظمة دول كان ايضا يراها البعض انظمة فولاذيه .. برغم كل ذلك نرى ابناء مجتمعنا يضربوا عرض الحائط بكل التدابير الوقائيه ومتفرغين فقط لانتقاد حكومتهم ومسئوليها .. بل ومتربصين لهفواتهم وبشخوصهم .. اسبانيا اعلنت حظر التجوال بعد ان تحولت بلادها الى ( دوله موبوئه)
ايطاليا تعد الاولى فى اوروبا تعدادا للاصابات وحالات الوفاة التى تعدت ال15000 .
المانيا – فرنسا – الذعر يكاد يرى فى شوارعهم وميادينهم الفارغه من الماره ..
امريكا لمن كانوا يرونها جنة الله على الارض تحولت لكابوس .. وهنا فى مصر وبدون اى مجامله .. وعن علم ودرايه وثقه .. الامور جميعها تحت السيطره وما تقوم به الدولة المصرية لن يشعر به المواطن الان بل سيشعر به فى القادم مع تفاقم الازمة حول العالم .
بريطانيا اعلنتها على لسان رئيس وزرائها ( انتظروا الموت القادم اليكم وودعوا احبابكم )
وفى مصر رئيس وزرائكم يقول لكم لا شىء يدعوا للقلق فقط انتهجوا اساليب وطرق وقائيه لتجنبكم اى اصابات .. وفى الازمات الكبرى يظهر دور الوعى المجتمعى وحتى بدون تعليمات او توجيه ( الانسان الواعى يسلك دائما سبل الرشاد والسلامة لنفسه ولكل من هم مسئولين منه مسئولية مباشرة وهم ( افراد اسرته ) ومن بعدهم تقديم التوعيه والارشاد فى محيطه .
ومن يظن ان الامر سينتهى قريبا ولا داعى لهجر الكافيتريا وشرب الشيشه وارسال ابنائه لدروس فى سناتر تعليميه او شقق سكنيه ، وعدم اتباع الاساليب الوقائيه اقول له ان الامر مازال فى بدايته وان هذا الوباء اللعين لن يتنازل عن حصد مالا يقل عن ال30 مليون انسان حول العالم .. فالامر خرج عن السيطره فى ظل انفتاح العالم وسهولة التنقل وايضا فى ظل غياب الوازع الاخلاقى بين الامم فتحولت الحرب البيولوجيه هى سمة عصرنا القادم وان فيروس كورونا ماهو الا بالون اختبار وبداية خروج ( الوحش ) من معامل الموت .
مصر تعد من الدول القليله التى اجادت التعامل مع الازمه مبكرا دون ان يستشعر المواطن بخطرها ودون ان ينتابه الذعر والهلع .. وتعد ايضا نسبة الشفاء من الاصابات فيها عاليه مما يوحى بوجود رؤيه واضحه ومنهجيه فى التعامل معها فوزارة الصحه والمتمثله فى الوزيرة ( هاله زايد ) وضعت استراتيجيه واضحة المعالم من البدايه تتكون من ثلاث سيناريوهات لكيفية التعامل معها فى مصر وبفضل الله وجهود جباره يتم التعامل حتى الان بالسيناريو الاول وهو الطبيعى .
لذا نستحلفكم بالله تعاملوا مع الامر بجدية وكونوا مبالغين فى الحفاظ على اولادكم وزويكم .. وانشروا التوعيه خارج الانترنت فهناك قطاع كبير من ابناء مجتمعنا لا يرتادوه ولا يتعاملوا معه .. فالامر جد خطير ويحصد الارواح حصدا .. راجعوا بدايات القرن العشرين وكيف كانت تحصد الاوبئه ملايين الارواح مثل الكوليرا والتيفوئيد والسل والملاريا …
وعلى المجتمع المدنى ان يقوم بدوره فى توعية المواطنين وبخاصة قرى الصعيد والدلتا من خلال قوافل توعيه وعلى وزارة التضامن الاجتماعى والثقافه والشباب والرياضه ان تتضامن مع وزارة الصحه .. على الجميع داخل الوطن ان يتولى مسئولياته افراد وحكومه وجمعيات اهليه .
فما نمر به اليوم من ازمة تهدد ارواحنا تطبق فيه نفس القوانين التى تطبق فى الحروب على مروجى الاشاعات – وتخزين السلع ورفع اسعارها – وعصيان الاوامر – وتطبق بحسم وحزم ولا تهاون فيها لانها تعنى ( الموت ) وتعامل معاملة الخيانة العظمى حتى لو كانت بحسن نيه .
الدوله توفر لك العلاج – وانت بيدك الوقايه – والشفاء من الله الذى يقول لنا فى محكم اياته
( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )
صدق الله العظيم