د . أحلام الحسن
القصيدة تحكي مأسأة طفولة الشعب السوري الشقيق
أُعْذرونا
إن رأيتمْ .قلبَ طفلٍ . قد تفطّرْ
أُعْذرونا
إن رأيتم .قلبَ أُمّ ٍ. قد تكسّرْ
أُعْذرونا
إن لبسْنا. رثَّ ثوبٍ . أو قميص
أُعذرونا
قد أضعْتمْ .في حروبٍ .كُلّ أعْمارِنا
أُعْذرونا
ظُلمةٌ أبْصارُنا دوْنَ ضياءٍ للقنادلْ
أُعْذرونا
نحنُ جيْلٌ الجهْلُ مفروْضٌ علينا
ماعَرَفْنا غير أصُواتِ الحديدة ْ
من بقايا صِبْيةٍ كانوا جميعًا يلعبون
كُلّ حُلْم ٍ عندهمْ مثل الكوابيسِ العنيدة ْ
أُعْذرونا
إنْ هتفْنا أنّكمْ منْ ضيّعَ المسْتقبلَ
أُعْذرونا
لا تكونوا سببًا في جهلنا في موتنا
أُعْذرونا
ضاقَ وسعًا شأنُنا
أُعْذرونا
إنْ شكونا حرّ صيفٍ أوْ شتاء
أعْذرونا
قد نسينا كيف كانَ العيدُ ميلادًا لنا
كيفَ كانَ العيدُ والكعك اللذيذ
أُعْذرونا
فلقد متْنا ولمْ نرْجعْ كأطْفالِ البشرْ
يمرحونَ
يلعبونَ
يدرسونَ
يأكلونَ
أُعْذرونا
نحنُ جيلٌ فاشلٌ كمْ يُحْتقرْ
أُعْذرونا
إنْ خرسنا لا نغنّي كالعنادلْ
أُعْذرونا
إنْ جَهَلنا. كيفَ تغْرِيد البلابلْ
أُعٓذرونا
إنْ تفشّى بيْننا جَهْلٌ وعشْعشْ
أُعذرونا
لو أضَعْنا بعْضَ أو كلّ العقول
أُعْذرونا
إنْ عجزْنا أنْ نكونَ
مدراءَ
وزراءَ
شُعراءَ
أطباءَ
أُعْذرونا
قد وُلدْنا في زمانِ البُلهاء
علّمونا كيفَ نصْبوا كيفَ نمْرحْ
درّسونا عالجونا لمْلمونا
كَسّرتْ أنْفسَنا تلْك الخطايا
أُعْذرونا
لو مشيْنا في متاهاتٍ بلا أبْواب
منْ حياةٍ أهْلكتْنا لم تَدَعْ منّا خلايا