بقلم / د .أحلام الحسن
ضميرك في قلمك …
من أهم القضايا التي تواجه الساحة الأدبية في عصرنا عصر التكنلوجيا قضية القلم وما أدرانا ما القلم !
وما يملي من كتاباتٍ مختلفة سياسية كانت ، أو أدبية ،أو متعدد الواجهات ، وإنّ أيّ مجتمعٍ يفتقر للقلم وللكاتب لا يُعدُّ مجتمعًا فعّالا في خدمة البشرية .. بل لعله يكون هادمًا لها وبطريقةٍ عفويةٍ وساذجة ..
ولا يغيب عن الأذهان ما للقلم من أهميةٍ لا يُستهان بها في إصلاح وتطوير العنصر البشري من خلال التعليم .. ونشر الثقافات المفيدة المتعددة ..ومختلف أصناف الأدب الراقي .. وما للأدب من تأثيرٍ رهيبٍ على تحفيز المشاعر الوطنية والعاطفية
ومن عمليةٍ فعّالةٍ لتوطيد العلاقات أو العكس ، حسبما نوعية ما يقدّمه هذا القلم وهؤلاء الكتاب والأدباء ، فهناك من ينأى بنفسه عن إثارة الفتنة والفوضى ويعالج مشاكل مجتمعه بقلمٍ حكيمٍ متقن ، أمثال هؤلاء الأدباء والكتاب نقف لهم وقفة إجلالٍ واحترامٍ لكتاباتهم وأدبياتهم ، ويشهد التأريخ بما خلّفه الأدباء الأوائل من المعاصرين والماضين من ثروةٍ أدبيةٍ كانت لنا مرجعًا أدبيًا ضخمًا ومدارسًا تعلّمنا منها الكثير من أدبنا العربي الزاخر بالروائع .. إلّا أنّ من المؤلم والمؤسف جدًا أن تظهر ظاهرةٌ أخلاقية وإجرامية لم تك في أجيالنا الماضية ! وهي ظاهرة متفشية من قضايا القلم ألا وهي ظاهرة إثارة الفتن وظاهرة السّرقات الأدبية بشتى أنواعها شعرًا نثرًا مقالات .. وحتى النقد الأدبي والتحليل الأدبي لم يسلم من السّرقات !!
بل وبكلّ وقاحةٍ يُقدم السّارق أو السّارقة على مسابقاتٍ أدبيةٍ مدعومة بأصدقائه ليحرز في النهاية المركز الأول أو المراكز الأولى وفقا لحجم دعم المسؤولين في ساحة المسابقة ! ولولا تيقّن هذا السّارق أو السّارقة بالدّعم له من هذه الجهة المقيمة للمسابقة لما دخل المسابقة بنصوص ٍ مسروقة !!!
والسّؤال هنا على من تقع مسؤولية هذه التجاوزات والترهلات واللامبالاة لما سيحدث جرّاء هذه السّرقات ومن إعطاء شهادات الفوز لهذا السارق مؤكّدة نسبة النّص له ؟ !!
أهي على السّارق ؟
أم على الجهة الداعمة له ؟
وما هي المصالح المشتركة بينهما لهذا الدّعم ؟!
بالفعل إنّها قضية دينٍ وضمير ، فمن لم يك له من نفسه رادع فلا رادع له ، ومن لم يخف الله لن يترددَ عن هذه الجرائم سواءًا الفاعل الذي هو السّارق أوالجهة الدّاعمة له .
إنّ قمّة الإنحطاط البشري أن نجد أمثال هؤلاء في مجتمعاتنا العربية يصولون ويجولون كيفم يشاؤون غير آبهين بما سيتركونه للأجيال القادمة من أدبٍ مسروقٍ ينسبُ لعدّة أشخاص !!
وماذا سيتعلم الجيل الجديد منهم ؟!!
بكلّ معنى الكلمة هم أشدّ الأيدي فتكًا بالأدب العربي ..
ناسين قول الله تعالى (( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالا مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ))
قد يسرق الإنسان جائعًا ليأكل .. أو لديه أطفال جياع وأسرة جائعة .. ويجد نفسه وقد تحيّرت به السّبل .. وقد يسرق لسداد دينٍ أو لعلاج وغير ذلك من الإحتياجات البشرية .. حينها قد نضع ونلتمس له الأعذار .. مع أنّ حسابات الله تعالى في السّرقة صارمة جدًا بسبب ما لتفشي ظاهرة السّرقة من أضرارٍ بليغةٍ حالية أو مستقبلية على المجتمع وعلى المتضررين منها ..
والغريب هنا هل تستدعي الحاجة لسرقة النّصوص الأدبية وجهد الآخرين ؟!!
إلاّ إنّها الخسّة والدّناءة وقلّة الحياء من السّارق ومن الدّاعمين له لمصالح مشتركة بينهما . . وقبل كلّ ذلك قلّة الخوف من الله ونسيان حسابه ، وبأنّه جلّ شأنه مطّلعٌ على العباد .. لو آمنوا به صدقًا وفعلًا لخافوا عقابه .