بقلم/ الشيخ سامي الرزاز
ثبت علميًّا أنّ القارّات السّبع الّتي تكوّن اليابسة على أرضنا في هذه الأيّام كانت في الأصل قارّة واحدة، ثمّ تفتّتت بفعل الصّدوع و الخسوف الأرضيّة إلى تلك القارّات السّبع الّتي أخذت في التّباعد عن بعضها بعضًا، و لا تزال تتباعد حتّى وصلت إلى وضعها الحاليّ تاركة مكّة المكرّمة في وسط اليابسة.
كما ثبت علميًّا أنّ الأرض في مرحلة من مراحلها الابتدائيّة كانت مغمورة غمرًا كاملًا بالماء، ثمّ فجّر الله تعالى قاع هذا المحيط الغامر بثورة بركانيّة عارمة عن طريق تصدّع و خسف هذا القاع، و أخذت الثّورة البركانيّة تلقي بحممها فوق قاع هذا المحيط، لتبني سلسلة من سلاسل جبال أواسط المحيطات، و مع
ارتفاع أعلى قمّة في تلك السّلسلة فوق مستوى سطح ماء هذا المحيط الغامر تكوّنت أوّل مساحة من اليابسة على هيئة جزيرة بركانيّة، تشبه العديد من الجزر البركانيّة المتكوّنة في أواسط محيطات اليوم، كجزر اليابان، الفلبين، أندونيسيا، هاواي، و غيرها.
في محاولة علميّة جادّة لتحديد الاتّجاهات الدّقيقة إلى القبلة، أي إلى الكعبة المشرّفة من المدن الرّئيسة في العالم، باستخدام جهاز الحاسوب ذكر الأستاذ حسين كمال الدّين ـ رحمه الله ـ أنّه لاحظ تمركز مكّة المكرّمة في قلب دائرة تمرّ بأطراف جميع القارّات، أي أنّ اليابسة
على سطح الكرة الأرضيّة موزّعة حول مكّة المكرّمة توزيعًا منتظمًا ، و أنّ هذه المدينة المقدّسة تعتبر مركزًا لليابسة، و صدق الله العظيم القائل:
*وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ* (الشورى: ٧).
المصدر: كتاب الأرض في القرآن الكريم للدكتور زغلول النجار.