سها جادالله …...
في ظل الرفض الفلسطيني للخطة الأمريكية، والتي يرون أنها ستدفن حل الدولتين للأبد، وتشرعن المستوطنات الاسرائيلية، وتنطوي على التنازل عن القدس، كعاصمة للدولة الفلسطينية وغير ذلك، سيتم الإعلان اليوم عن صفقة القرن ,حيث سينشر البيت الأبيض، مساء اليوم الثلاثاء، خطة السلام الأمريكية المعروفة إعلامياً (صفقة القرن).
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال لقاء أمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه سيتم الإعلان عن الخطة الساعة السابعة بتوقيت فلسطين.
وجاء ذلك خلال لقائه مع نتنياهو، قال ترامب: إنه سيعلن خطته للسلام في الشرق الأوسط، التي تأجلت طويلاً يوم الثلاثاء، وعبر عن اعتقاده بأن الفلسطينيين سيوافقون عليها في نهاية الأمر، رغم رفضهم الراهن، وفق تعبيره.
وقال ترامب: إن خطته “منطقية جداً للجميع” مضيفاً: أنه بالنسبة للفلسطينيين “فإنهم سيرغبون فيها في نهاية الأمر”، كما قال.
وسيدلي ترامب بتصريحات مشتركة مع نتنياهو في البيت الأبيض اليوم الثلاثاء، للكشف عن ملامح خطته التي يهدف المسؤولون الأمريكيون لأن تعطي قوة دفع نحو حل أحد أكثر الصراعات تعقيداً في العالم، وفق ما نقلت وكالة (رويترز) للأنباء.
وقال ترامب: “(الفلسطينيون) لن يرغبوا بها في البداية.. ولكن أعتقد أنهم (سيوافقون عليها) في النهاية.. إنها جيدة بالنسبة لهم. في الواقع هي جيدة للغاية لهم. لذا سنرى ماذا سيحدث. والآن نحن لا نبرم صفقة من دونهم وهذا حسن”، مضيفاً: “نعتقد أن هناك احتمالاً كبيراً في أنهم سيرغبون فيها”.
ودعا الرئيس محمود عباس، مساء أمس الاثنين، إلى عقد اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية، وذلك اليوم الثلاثاء الساعة السابعة مساء، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله.
وأكد الرئيس عباس الموقف الفلسطيني الثابت المتمسك بحل الدولتين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأنه بدون ذلك لن نقبل أي صفقة من أية جهة في العالم، كما نقلت الوكالة الفلسطينية الرسمية.
وقال خلال مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب: نحن جاهزون لتحقيق السلام وفق قرارات الشرعية الدولية، ومستعدون لمفاوضات، تشارك فيها الرباعية الدولية، وعدد من الدول الأخرى، ولن نقبل بأي دور للولايات المتحدة لوحدها في العملية السياسية، جراء انحيازها الواضح.
وفجر إعلان الرئيس الأمريكي، عزمه الإعلان عن “صفقة القرن” الثلاثاء، ردود فعل غاضبة من العديد من الأطراف الفلسطينية، واعتبرت حركة فتح أن ترامب استخدم الصفقة، في إطار دعمه لنتانياهو في الانتخابات الإسرائيلية، التي ستجري في آذار/مارس القادم، في حين وصف صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية،الخطة الأمريكية ب “احتيال القرن”.
من جانبها اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة، أن صفقة القرن، تمثل ” استهدافا للوجود الفلسطيني وهوية القدس وعلاقة الأمة بفلسطين والمسجد الأقصى”. وأضافت الحركة في بيان لها أن “كل هذه المخططات لتصفية القضية الفلسطينية، ما كان لها أن تُطرح، أو يُمرر جزء كبير منها لولا حالة التماهي الإقليمي والدولي معها “.
كما قال مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية إن “بنود الصفقة ليست سوى تكريس لنظام الأبرتهايد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ولتدمير أي فرص للسلام في المنطقة، ومحاولة لفرض التطبيع مع منظومة الأبرتهايد على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، وأن موعد تقديمها ودعوة جانتس و نتنياهو الى واشنطن يكشف محاولة ترامب إنقاذ نتنياهو، و استخدام البطش بالحقوق الفلسطينية كوسيلة لدعم الحملات الانتخابية لترامب ونتنياهو”.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، فقد وصف الخطة قبل مغادرته لواشنطن، بأنها “فرصة تحدث لمرة واحدة في التاريخ”، واضاف: “إن فرصة مثل هذه تحدث مرة واحدة في التاريخ ولا يجوز تفويتها، ولدينا اليوم في البيت الأبيض صديق لإسرائيل أكبر من أي وقت مضى، ولذلك لدينا اليوم فرصة أكبر من أي وقت مضى”.
وتعتبر كثير من الشخصيات الفلسطينية، أن ترامب يمضي قدما في خطته بدعم وموافقة إسرائيلية، غير ملتفت لمعارضة الفلسطينيين لها، حتى أنه لم يدع أيا من الأطراف الفلسطينية لإطلاعه على التفاصيل، وفي ظل هذه الحالة، فإن العديد من الأطراف الفلسطينية، تتحدث عن خيارات مختلفة، مع عدم القبول بما يطرحه ترامب في خطته، والذي يرونه يمثل تصفية للقضية الفلسطينية من وجهة نظرهم.
وأشارت القناة إلى أن رئيس الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي ألغى ندوة عسكرية موسعة، كانت مقررة الإثنين 27 كانون الثاني/ يناير، تحسبا لتصعيد في الضفة الغربية وقطاع غزة مع إعلان ترامب عن تفاصيل “صفقة القرن”
وكانت قناة “كان” الرسمية الإسرائيلية، قد نقلت عن مسؤولين أمنيين فلسطينيين لم تسمهم، السبت 25 كانون الثاني/يناير قولهم إن هناك الآن “أجواء ما قبل الانتفاضة الأولى (1987-1993)”، والقيادة الفلسطينية تدرس قطع العلاقات مع إسرائيل ووقف التنسيق الأمني.
وفي ظل هذه الظروف السياسية ، ما هي الخيارات المتاحة أمام الفلسطينيين، الذين يبدون في حالة صدمة، تؤدي بهم إلى مجرد الرفض النظري، في وقت قد يمضي فيه تطبيق الخطة على الأرض بمعزل عنهم.
وبالرغم من انتقاد كتاب فلسطينيون، غياب استراتيجية فلسطينية موحدة، لمواجهة صفقة القرن منذ الإعلان عنها لأول مرة، يتحدث بعض السياسيين الفلسطينيين، عن خيارات متعددة أولها السعي لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني داخليا، ثم التوجه إلى مجلس الأمن الدولي وغيره من الهيئات الدولية، وصولا إلى تفعيل كل أشكال المقاومة الشعبية، ووضع حد للاتفاقات الأمنية والسياسية مع الجانب الإسرائيلي، وفرض مقاطعة شاملة على الاحتلال على حد قولهم.