كتب _ اشرف المهندس..
وقبل البداء تحية لشهداء الأمة الأبرار فى عيدهم حفظ الله الوطن حفظ الله مصر وجيشها وشعبها
ويتجدد بنا اللقاء الايمانى مع فضيلة الدكتور / اسماعيل مرشدى من علماء الاوقاف وحلقه اليوم عن سيدنا عثمان بن عفان الشهيد المبشر بالجنه
حياته ونشأته وصفاته:- هو: «عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف يلتقي نسبه بنسب الرسول محمد في عبد مناف.وأمه: أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف نشأته: ولد سيدنا عثمان بن عفان في الطائف وقيل في مكة سنة 576 م بعد عام الفيل بست سنين. وهو من بطن بني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وهم من كبار سادات قريش، وكان عثمان غنياً شريفاً في الجاهلية، ومن أحكم قريش عقلاً وأفضلهم رأياً، كما كان محبوباً من قبلهم. وهو لم يسجد لأي صنم طوال حياته، كما أنه لم يشرب الخمر لا في الجاهلية ولا في الإسلام، كما أنه قد كان على علم بمعارف العرب في الجاهلية من الأنساب والأمثال وأخبار الأيام، وقد رحل إلى الشام والحبشة، وعاشر أقواماً غير العرب فعرف من أحوالهم وأطوارهم ما ليس يعرفه غيره من قومه، واهتم بالتجارة التي ورثها عن والده، ونمت ثرواته، وأصبح يعد من رجالات بني أمية الذين لهم مكانة في قريش كلها، فكان كريماً جواداً وكان من كبار الأثرياء وقد نال مكانة مرموقة في قومه، ومحبة كبيرة. وقد كان يكنى في الجاهلية أبا عمرو، فلما جاء له عبد الله من رقية بنت النبي محمد، كناه المسلمون أبا عبد الله، وكان عثمان يلقب بذي النورين لزواجه من رقية ومن ثم أم كلثوم بنتي النبي (.صفته: )كان سيدنا عثمان جميلاً ليس بالقصير ولا بالطويل، ، كبير اللحية، كثير الشعر، عظيم الكراديس (جمع كردوس، وهو كل عظمين التقيا في مفصل)، عظيم ما بين المنكبين، طويل الذراعين، حسن الشعر، حسن الوجه، أصلع، والراجح أنه أبيض اللون، وقد قيل:أسمر اللون.كان رجال قريش يأتونه ويألفونه للعديد من الأمور لعلمه، وتجاربه، وحسن مجالسته، وكان شديد الحياء، ومن كبار التجار. كما أنه لم يكن يوقظ نائمًا من أهله إلا أن يجده يقظان فيدعوه فيناوله وضوءه، وكان يصوم الدهر، ويلي وضوء الليل بنفسه. كثير الإحسان والحلم (إسلامه: )أسلم سيدنا عثمان بن عفان حينما كان (34)من عمره، حين دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام قائلاً له: ويحك يا عثمان واللَّه إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل، هذه الأوثان التي يعبدها قومك، أليست حجارة صماء لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع؟ فقال: بلى واللَّه إنها كذلك. قال أبو بكر: هذا محمد بن عبد الله قد بعثه اللَّه برسالته إلى جميع خلقه، فهل لك أن تأتيه وتسمع منه؟ فقال: نعم، وفي الحال مرَّ رسول اللَّه فقال: «يا عثمان أجب اللَّه إلى جنته فإني رسول اللَّه إليك وإلى جميع خلقه». قال: «فواللَّه ما ملكت حين سمعت قوله أن أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمداً عبد الله ورسوله».فكان بذلك من السابقين الأولين وقبل دخول محمد بن عبد الله دار الأرقم، «كان أول الناس إسلاماً بعد أبي بكر وعلي وزيد بن حارثة عثمان فهو رابع من أسلم من الرجال** زواجه من رقية: كان النبي قد زوج رقية من عتبة بن أبي لهب، وزوج أختها أم كلثوم من عتيبة بن أبي لهب، فلما نزلت سورة المسد تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ) قال لهما أبو لهب وأمهما أم جميل بنت حرب بن أمية فارقا ابنتي محمد، ففارقاهما قبل أن يدخلا بهما.حينما سمع عثمان بخبر طلاق رقية بادر إلى خطبة رقية من رسول الله فزوجها منه، وزفّتها أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، فكان يقال لها حين زفت إليه: «أحسن زوجين رآهما إنسان، رقية وزوجها عثمان.
أحد العشرة المبشرين بالجنة: عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْجَنَّةِ وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فِي الْجَنَّةِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ»
حياءه عن عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ (ص) مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي، كَاشِفًا عَنْ فَخِذَيْهِ، أَوْ سَاقَيْهِ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فَأَذِنَ لَهُ، وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، فَأَذِنَ لَهُ، وَهُوَ كَذَلِكَ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَوَّى ثِيَابَهُ – قَالَ مُحَمَّدٌ: وَلَا أَقُولُ ذَلِكَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ – فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ فَقَالَ: «أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ» وعَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ وَأَشَدُّهُمْ فِي أَمْرِ اللَّهِ عُمَرُ وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ »
وقال المناوي: ” كان يستحي حتى من حلائله ، وفي خلوته ، ولشدة حيائه كانت تستحي منه ملائكة الرحمن “يقول عن نفسه أنه ما اغتسل يوما إلا وإزاره عليه، فيقول كيف اتكشف وانا أعلم أن الله ينظر إليَّ.وعن ابن عمر قال قال رسول الله (أشد أمتي حياءًا: عثمان بن عفان)
يروى عنه أن ختم القرآن كله في ركعة فاستنكر البعض وقال وماذا صليت في الركعة الثانية فقال إنما هي وتري، فإذا كان يختم القرآن في ركعة واحدة فهذا يدل على كثرة قراءته للقرآن الكريم.وختم الله حياته على كتاب الله.ويقول لأصحابه يوما لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من كلام ربنا، واني لأكره أن يمر على يوم لا أنظر في المصحف، وقتل والمصحف في يده.قيام الليل: كان يقيم الليل ويجهز وضوءه بنفسه ولا يوقظ أحدا من الخدم فقيل له لم لا توقظ أحدا من الخدم يعينك على تجهيز وضوءك فقال لا إنما الليل لهم ليستريحون فيه.قال ابن عمر نزل في عثمان قوله تعالى: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)
خوفه من الله: كان يقول لَوْ أَنِّي بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَلا أَدْرِي إِلَى أَيَّتِهِمَا يُؤْمَرُ بِي لاخْتَرْتُ أَنْ أَكُونَ رَمَادًا قَبْلَ أَنْ أَعْلَمَ إِلَى أَيَّتِهِمَا أَصِيرُ .وكان ، إذا ذكر الجنة والنار لا يبكي، وإذا ذكر القبر يبكي حتى تخضل لحيته، قالوا له: “مالك، تذكر الجنة والنار ولا تبكي، وتذكر القبر فتبكي؟!”، قال: “القبر أول منازل الآخرة”…
ويقول سمعت رسول الله يقول (ما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه)
غضب على خادمٍ له، ففرك أذنه حتى أوجعه، ثم سرعان ما يقُضُّ ضمير العابد مضجعه فيدعو خادمه ويأمره أن يقتصَّ منه، فيأبى الخادم ويولّي مدبراً، لكنّ عثمان يأمره في حزمٍ فيطيع، وقال: اشْدُدْ يا غلام، فإن قصاص الدنيا أرحم من قصاص الآخرة.فهل تجد أحدًا في منصب رفيع؟ ويخطئ مع خادم أو حاجب، أو مع إنسان بسيط جداً، ويخاف الله عزَّ وجل، ويقول له: اقتصَّ مني في الدنيا، فإن قصاص الدنيا أرحمُ من قصاص الآخرة، إلا أنْ يكون ممّن يخاف الله خوفاً شديداً.
: أعماله في الاسلام
1-وهب القافلة التجارية كلها للفقراء والمساكين: 2- شراء بئر رومة 3- تجهيز جيش العسرة 4- يعتق عبدا ويحرره كل جمعة 5- توزيعه الخير على المسلمين: ولما كثرت الفتوحات في خلافته وعمَّ الرخاء في البلاد فكان يوزع الخيرات على المسلمين، وينادي المنادي أيها الناس اقبلوا على أرزاقكم فيأخذون خيرا كثيرا وفيرا، سواء كان من الحُلل أو من الطعام كالسمن والعسل وغيرها.6- جمع القرآن والقضاء على الاختلاف 7- كثرة الفتوحات الإسلامية
أخيرًا وفاته؛- لما اشتد حصار الثوار لداره، قال الصحابة الذين تجمعوا حول داره ليواجهوا الثوار بالسلاح: “إن أعظمكم عني غناء، رجل كف يده وسلاحه ويقول لأبي هريرة وقد جاء شاهرا سلاحه دافعا عنه: أما إنك والله لو قتلت رجلا واحدا، لكأنما قتلت الناس جميعا.ويقول الحسن والحسين وابن عمر وعبد الله بن الزبير، وشباب الصحابة الذين أخذوا مكانهم لحراسته: «أناشدكم الله وأسألكم به، ألا تراق بسبي محجمة دم.قال أبن عمر: جاء (على) إلى عثمان يوم الدار، وقد أغلق الباب ومعه الحسن بن على وعليه سلاحه، فقال للحسن: أدخل إلى أمير المؤمنين، وأقرئه السلام، وقل له: إنما جئت لنصرتك، فمرني بأمرك. فدخل الحسن ثم خرج، فقال لأبيه: إن أمير المؤمنين يقرئك السلام، ويقول لك: لا حاجة لي في قتال وإهراق الدماء، قال: فنزع (على) عمامة سوداء فرمى بها بين يدي الباب، وجعل ينادي ذلك ليعلم اني لم اخته بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين
وقد وصى رسول الله عثمان فعن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال رسول الله : (يا عثمان، إن الله مقمصك قميصا، فإن أرادك المنافقون على خلعه، فلا نخلعه حتى تلقاني) مؤامرة يتولاها ويعد لها الناقمون على الإسلام كله في الدين والدولة والأمة).لقد سيطر على الخليفة واجب مقدس -وهو يرى المد المتآمر -بدا له -يومئذ -أنه أهم الواجبات وأقدسها؛ ذلكم هو المحافظة الكاملة على هيبة الدولة وسلطاتها. فهذه الفتنة المخربة، تهدف إلى هدم كيانها ودحر قيمها، واعتصام الدولة بكبريائها وسلطانها، يصبح واجبها الأول ومسئوليتها المقدسة، لقد وعي خليفتنا عهد رسول الله إليه ببصر ثاقب، وحمل مسئوليته بعزم مجید. ، لا للفوضى، حتى ولو كان فيها قتله: تواتيه قرصة قتال الثوار وقتلهم، فيرفضها.
ومع هذا، حين أخرج الثوار ورقتهم الأخيرة، «إما اعتزال عثمان، وإما قتله. في ثبات مذهل يرفض الخليقة أن يعتزل أيمكن لرجل جاوز الثمانين، أن يستبد به طموح المنصب ومجده وجاهه، والأخطار والمهالك على هذا النحو المزلزل الرهيب لقد رفض عثمان أن يعتزل، قال له ابن عمر: «لا تسن هذه السنة في الإسلام، ولا نخلع قميصا ألبسكه الله)منعوه زواده، ومنعوه الماء، حاصروه أربعين يوما، وعنده في الدار من المهاجرين والأنصار قريب من سبعمائة وخلق من مواليه، ولو تركهم لمنعوه، فقال لهم: أقسم على من لي عليه حق، أن يكف يده، وأن ينطلق إلى منزله. وقال لرقيقه من أغمد سيفه فهو حر.وعن نافع عن ابن عمر، أن عثمان أصبح يحدث الناس، قال: رأيت النبي في المنام فقال: یا عثمان، أفطر عندنا ، فأصبح قائما وقتل من يومه واستسلم عثمان الأمر الله رجاء موعوده، وشوقا إلى رسوله، ليكون خير ابنی آدم ( إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ)كان عثمان أكثر الناس يقينا بصدق رؤياه.. ولما أصابوا كفه قال: والله إنها لأول يد خطت المفصل و كتبت آي القرآن .. وسال الدم على قوله تعالى: فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )لقد كان همه الا تسقط راية الخلافة من يمينه، وألا يلقي الله وعلى يديه قطرة واحدة من دماء مسلمة، وحين تمدد جثمانه الطهور، كان كتاب الله لصيقه وصديقه، ومن أولى بذلك منه ؟! وهو الذي وحّده، وحفظه وافتداه وقد يسأل سائل ويقول: ولم لم يدافع الله عنه عند قتله ؟!
أقول: إن قتله هو أعظم دفاع عنه، فقد رزقه الله الشهادة بذلك مصداقا لقول النبي الذي بشره بها.وها هي صورة مشرقة من دفاع الله عن عثمان بعد موته . هذا غير العذاب الذي سيلاقيه قاتلوه يوم القيامة عند ربهم –
عن أبي قلابة قال: كنت في رفقة بالشام، وسمعت صوت رجل يقول: يا ويلاه النار، قال: فقمت إليه، وإذا رجل مقطوع اليدين والرجلين من الحقوين، أعمى العينين، منكبا لوجهه، فسألته عن حاله فقال: إني كنت ممن دخل على عثمان الدار، فلما دنوت منه صرخت زوجته فلطمتها، فقال عثمان ( ما لك، قطع الله يديك، ورجليك، وأعمى عينيك، وأدخلك النار، فأخذتني رعدة عظيمة، وخرجت هاربا، فأصابتي ما ترى، ولم يبق من دعائه إلا النار قلت له: بعدا لك وسحقا؟
وقال يزيد بن حبيب: إن عامة الذين ساروا إلى عثمان جنوا أي أصيبوا بالجنون
ورحل الشهيد عن دنيا الناس بعد حياة طويلة مليئة بالبذل والتضحية والجهاد والعدل والسماحة والتواضع، رحل بعد أن سالت دماؤه التي لطالما امتزجت بحب الله وحب رسوله … سالت ماؤه الشريفة التي انصهرت مع كل آية من آيات القرآن الكريم.
رحل بعد أن قدم للإسلام الكثير والكثير.
وها نحن بعد هذا الزمان الطويل نذكره ونذكر أعماله الجليلة، ولن ننساه أبدا ما دامت أرواحنا في أجسادنا.