سها جادالله….
رفضت أمريكا، طلباً عراقياً للإعداد لسحب قواتها، وقالت إنها تدرس توسيع وجود حلف شمال الأطلسي في العراق، وسط تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، بعد مقتل القائد السابق لفيلق القدس، قاسم سليماني في هجوم أمريكي.
وبحسب ما ذكرته “وكالة رويترز” فان رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، قدم طلبه خلال اتصال مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الخميس 9 يناير/كانون الثاني 2020، بما يتماشى مع تصويت البرلمان العراقي الأسبوع الماضي، الذي طالب بإخراج القوات الأجنبية.
عبدالمهدي طلب من بومبيو «إرسال مندوبين إلى العراق لوضع آليات تطبيق قرار مجلس النواب بالانسحاب الآمن للقوات من العراق»، وقال إن «هناك قوات أمريكية تدخل للعراق ومسيّرات أمريكية تحلق في سمائه بدون إذن من الحكومة العراقية، وإن هذا مخالف للاتفاقات النافذة».
قبل الطلب الذي بعثته العراق، كان آية الله علي السيستاني، المرجعية الدينية العليا لشيعة العراق، قد ندّد بالمواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة وإيران على أرض العراق، وقال إنها تهدد بجر البلد ومنطقة الشرق الأوسط إلى صراع أكبر.
اعتبر السيستاني أن الهجمات المتبادلة بين الجانبين داخل العراق، تنم عن تجاهل صارخ لسيادة العراق، مضيفاً أن شعب العراق يتحمل الخسارة الأكبر من الصراع بين واشنطن وطهران.
من جانبها، ردّت وزارة الخارجية الأمريكية على طلب عبدالمهدي، وقالت المتحدثة باسمها، مورجان أورتاجوس، إن أي وفد أمريكي لن يناقش انسحاب القوات الأمريكية، لأن «وجودها في العراق مناسب».
لكن أورتاجوس أشارت إلى وجود «حاجة للحوار بين الحكومتين الأمريكية والعراقية ليس فيما يتعلق بالأمن فحسب لكن بشأن شراكتنا المالية والاقتصادية والدبلوماسية».
كان الرئيس الأمريكي ترامب قد قال خلال مقابلة مع Fox News، إنه إذا أراد العراق مغادرة القوات الأمريكية فسنقول له: «عليكم أن تدفعوا لنا الأموال التي دفعناها»، وأضاف: «أعتقد أنهم سيوافقون على الدفع. وبغير ذلك سنبقى هناك».
يتحمل العراق فيما يبدو عبء تصاعد العنف بين أمريكا وإيران، نظراً لأنه الساحة الرئيسية للمواجهة العسكرية بين البلدين، ويواجه زعماؤه مأزقاً لأن واشنطن وطهران حليفتان رئيسيتان أيضاً للحكومة العراقية ويتنازعان على فرض النفوذ هناك.
من ناحية أخرى، تسعى الولايات المتحدة إلى زيادة حضور حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العراق، وقال وزير الخارجية بومبيو إن «وفداً من حلف شمال الأطلسي وصل إلى واشنطن يوم الجمعة لمناقشة مستقبل المهمة في العراق وخطة لتقاسم العبء في المنطقة».
هذه النقاشات جاءت بعد تصريحات لترامب اقترح فيها توسيع حلف شمال الأطلسي ليشمل دولاً بالشرق الأوسط، وذلك مع سعي بلاده للحد من انتشارها العسكري عالمياً.
لم يخفِ ترامب خلال حديثه للصحفيين نيته بضرورة أن تتحمل دول أخرى عبء العمليات العسكرية في المنطقة، فقال خلال حديثه عن قتال تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، إن «التنظيم أثار مشكلة دولية ينبغي لدول أخرى التصدي لها، يمكننا أن نعود للديار، ونستخدم حلف شمال الأطلسي»، معتبراً أن بلاده أسدت لأوروبا معروفاً كبيراً بقتالها لداعش.
تأتي هذه التطورات بعدما شهد العراق قتل أمريكا لسليماني، ما استدعى رداً من طهران التي قصفت بصواريخ باليستية أهدافاً أمريكية هناك.