كتب _ اشرف المهندس…
محافظة الاسكندرية تشهدغدا، افتتاح المعبد اليهودى بعد الانتهاء من أعمال الترميم، لأول مرة منذ إنشائه وذلك بحضور 25 سفير من دول أجنبية وعربية، ورئيس الجالية الرئيسية، ووزير الآثار.
ويعد المعبد أهم الآثار اليهودية بالمحافظة، حيث تم الانتهاء من أعمال ترميم المعبد اليهودي بالإسكندرية، وهو أحد أقدم المعابد اليهودية وقع وسط الاسكندرية، والذى تعرض لانهيارات فى جزء منه بسبب الأمطار والنوات، حيث تعرضت “الشخشيخة” التي تقع أعلى مصلى السيدات إلى انهيار جزئي بسبب التأثر بالأمطار والنوات التي مرت على الإسكندرية فى فصل الشتاء، وتم إغلاق المعبد مؤقتا لحين الانتهاء من أعمال الترميم
ويعد المعبد اليهودي الكائن بمنطقة شارع النبى دانيال، أحد أهم المباني الأثرية الدينية بمحافظة الإسكندرية ويطلق عليه معبد “الياهو هانبى”، يسع 700 مصلٍ، وقد أنشأته الجالية اليهودية بالإسكندرية فى عام 1881 ميلادية، وقد تم تسجيله فى مجلد الآثار تحت رقم 16 لسنة 1987، ويوجد بالمعبد عدد 63 سفرا من الأسفار اليهودية بالمعبد أى 63 نسخة قديمة من التوراة، وهى لها قيمة دينية وأثرية كبرى
ويتميز المعبد اليهودى من الخارج بمدخل بارز مرتفع عن سطح الأرض ببضعة درجات من السلالم الرخامية، ويعلو باقى أجزاء الواجهة كتفين يتوسطهما عمودين يحملا القسم العلوى الذى يتكون من عقد نصف دائري يتوسطه عقد زخرفى يتكون من عقدين يتوسطهما جامة، ومحاط بعقد نصف دائرى يعلوه خمس أكال نصف دائرية يبرز عنها شكل وردة ثلاثية البتلات ويعلو ذلك النجمة السداسية وسط زخارف نباتية محورة، فيما يقع بالجهة الجنوبية الغربية مدخل يؤدى إلى الطابق الثانى حيث مصلى السيدات
ويتخذ المبنى من الداخل شكل المستطيل ويتكون من طابقين وقد شيد على الطراز الإيطالى به نحو 28 عامودا تحصر بينها مقاعد مزودة بلوحة نحاسية صغيرة نقش عليها أسماء الحاضرين من اليهود، أما الهيكل فهو مصنوع من الرخام ويقع بمنتصف الجهة الشرقية حيث يتقدمه منصة الصلاة والوعظ، ويوجد على جانبية مدخلين الأول بالجهة الجنوبية يؤدى إلى حجرة بها دولاب خشبي يحتوي على عدد من الأسفار، والثانى بالجهة الشمالية ويؤدي إلى درج سلم خشبي يؤدى إلى مصلى السيدات بالطابق العلوى
أعمال الترميم بدأت فى 2017 تحت إشراف وزارة الآثار وبأيدي كوادر فنية متخصصة
و لقد شهد المعبد اليهودى أعمال الترميم التى تتم لأول مرة فى المعبد اليهودى منذ إنشائه، حيث كانت تتم أعمال صيانة دورية فقط، حيث بدأ مشروع الترميم فى أغسطس 2017 وذلك تحت إشراف وزارة الآثار، و بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية في 17 مايو 2017
وقام بأعمال الترميم كوادر فنية من متخصصين فى معالجة العناصر الإنشائية، حيث شملت أعمال الترميم الزجاج المعشق والزخارف والألواح الخشبية واعمال الشبابيك والأسقف الخشبية وأعمال الترميم الانشائى للمبنى والموقع العام، بالإضافة إلى أعمال ترميم العناصر الرخامية والزخارف والكهرباء وصيانة أعمال مكافحة الحريق وصرف المياه
وقد أعلنت وزارة الآثار المصرية ، الانتهاء من جميع الأعمال بمشروع ترميمه و التي تضمنت التدعيم الإنشائي للمبني و الترميم المعماري والدقيق للواجهات الرئيسية و الحوائط المزخرفة و كذلك العناصر الخشبية والنحاسية بالإضافة إلى تطوير نظم الإضاءة الحديثة و التأمين و الإنذار و ذلك تمهيدا لافتتاحه في شهر يناير 2020
وتعود قصة إنشاء المعبد اليهودي بالإسكندرية إلى الحقبة التاريخية التى كانت فيها الإسكندرية موطنا للجالية اليهودية، حيث تشير الدراسات إلى أن عدد اليهود فى الإسكندرية كان يقدر بنحو 4 آلاف يهودى فى القرن التاسع عشر، ووصل عددهم إلى 18 ألفا فى بدايات القرن العشرين ثم ارتفع إلى 40 ألفا فى عام 1948، ثم بدأ اليهود فى الرحيل من مصر إلى إسرائيل بعد قيامها، كما تشير الدراسات إلى أن يهود الإسكندرية كان نصفهم من المصريين والنصف الآخر ينقسم إلى ثلاثة أقسام وهم يهود الآدينو وهم من سكان حوض البحر الأبيض المتوسط الذين هاجروا من إسبانيا، والآخرين من يهود إيطاليا وشرق أوروبا، والثالث من يهود المغرب والشرق الأوسط ويتكلمون العربية، بالإضافة إلى اليهود المهاجرين من النمسا والمجر وبولندا هربا من النازية فى ألمانيا