سها جادالله………..
أكد رئيس دولة فلسطين محمود عباس علي الذهاب إلى الانتخابات فلسطينية ، وذلك بعد أن وافقت عليها جميع التنظيمات.
وأكد سيادته، في كلمته خلال افتتاح أول مؤتمر دولي تنظمه هيئة مكافحة الفساد، بعنوان “نزاهة وحوكمة مراحل التنمية المستدامة”، وذلك في قاعة أحمد الشقيري بمقر الرئاسة، أنه “لن نقبل أن ينتخب أهل القدس في غير القدس”، مشددا سيادته على أنه دون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين المستقلة لا يوجد دولة ولا يوجد عاصمة.
وتابع الرئيس أن موضوع محاربة الفساد هو موضوع هام جدا لنا، وخطير جدا، ونحن قررنا أن نحاربه باعتباره آفة تصيب شعوب الأرض كلها، ونريد أن نستأصله من هذا البلد.
ووجه سيادته الشكر إلى الدول الأوروبية على موافقها ودورها وعلى رأيها في حل الدولتين، وعلى موقفها من “صفقة العصر”، وعلى قرار المحكمة الأوروبية الذي صدر مؤخرا حول صادرات المستوطنات.
ويذكر ان رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر قد قدم يوم الاثنين، تقريرًا إلى الرئيس محمود عباس يتضمّن مجمل ردود الفصائل بخصوص الانتخابات المقبلة.
ولفت ناصر في التقرير إلى موافقة الفصائل على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، وفق الأسس التي وضعها الرئيس في رسالته الموجهة للجنة الانتخابات بتاريخ 4 تشرين ثاني الماضي، مؤكدًا جاهزية اللجنة الفنية للعملية الانتخابية.
وجاء في بيان لجنة الانتخابات، أنه تم إرسال نسخة من التقرير إلى جميع الفصائل التي سلمت ردودها إلى الرئيس حول الانتخابات العامة.
وقالت اللجنة، إنها بذلك أنهت “إيجابيًا” كافة المشاورات الداخلية المتعلقة بالانتخابات العامة مع الفصائل، وأن إجراء الانتخابات يقرره الرئيس عباس بمرسوم يحدد موعدها حسب القانون.
وفيما يلي كلمة سيادته بحسب ما اوردتها وكالة وفا الحكومية :
نرحب بكم ونحييكم ونتمنى لمؤتمركم النجاح وتحقيق الأهداف النبيلة التي جئتم من أجلها هنا، في مجال النزاهة والحوكمة.
وقبل أن نتحدث عن النزاهة والحوكمة، أريد أن أقول لكم كل عام وأنتم بخير، حيث أننا مقبلون في هذا الشهر على عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، والسابع من الشهر المقبل، والسابع عشر من المقبل، ونتمنى لأشقائنا وأحبائنا الطوائف المسيحية على أرضهم الكريمة هنا في فلسطين وفي كل مكان في العالم أن يعيده الله عليهم وعلينا جميعا باليمن والبركة والنجاح إن شاء الله، وأن نكون حققنا النصر وانتهينا من الاحتلال، وليس على الله ببعيد.
الأخوة أعضاء الوفود هنا من المغرب والأردن ومصر والكويت وبولندا وصربيا وبولونيا، وتونس وكل العالم العربي والأشقاء والأصدقاء في العالم، شكرا ونقول لكم نتمنى لكم التوفيق في هذا المؤتمر، ونتمنى أن تستخلصوا العبر والنتائج الهامة، ونتمنى على أيديكم أن نخلص من الفساد، لأن الفساد آفة من الآفات التي تصيب شعوب الأرض كلها، ولا ننكر أننا جزء من هذه الشعوب، ولذلك شكلنا مؤسسة مكافحة الفساد برئاسة رفيق النتشة قبل 10 سنوات من أجل أن نحارب الفساد، وقلت له في حينه إنه لا يوجد أحد مسؤول عنك، لا يوجد لك مرجعية إلا ضميرك والقانون، نريد أن نستأصل شأفة الفساد من هذا البلد، وهي قضية طويلة ونحن نعرف أنها طويلة وصعبة وشاقة محاربة الفساد، نراه منتشرا في أماكن كثيرة لا أريد أن أعممها.
نحن قررنا فعلا أن نحارب الفساد، وقلت لهم يكفي أن تأتيك رسالة من أي إنسان، من أي شخص، من أي جهة، لتقول لك هناك قضية فساد في المكان الفلاني وعليك أن تتابعها من الألف إلى الياء، ولا تأخذك في الله لومة لائم، إنما إذا جاءك شخص برسالة كيدية وكثير اولئك الكيديون، هؤلاء يحاكمون، فبدلا أن تحاكم الشخص المدعى عليه تحاكم الشخص الذي جاء بدعوة كيدية شريطة أن تتأكد أنها تهمة كيدية.
إذن الأرض مفتوحة والطريق مفتوحة، وعلينا أن نسير إلى النهاية في هذا الموضوع، الفساد مكروه في كل مكان في الدنيا، ولكن المهم كيف نحاربه إذا توفرت الرغبة والإرادة، وقد ورد في القرآن الكريم عشرات المرات عن الفساد ومحاربته، وكذلك في الشريعة المسيحية، واليهودية، لأنه لا يمكن أن تكون هناك شريعة سماوية لا تحارب الفساد.
حتى في الديانات السماوية جميعها الفساد محارب، ويجب أن نحاربه إلى النهاية، ومن هنا كان مؤتمركم هذا هنا، وأرجو أن نستفيد من تجاربكم ،وأن نستخلص العبر مما نحصل عليه من نتائج، وأن نسير بها إلى النهاية دون أي تحفظ.
هذا الموضوع بالنسبة لنا هام جدا وخطير جدا وقدري جدا، حيث نرى المواد المخدرة وغيرها، وكذلك المواد الفاسدة دائما وأبدا ترتع في أرضنا من عندهم لأنهم يريدون محاربة وجودنا، يحاربون حسنا الإنساني يريدون أن يحاربوا مستقبلنا لا يريدون لنا النهوض، مع ذلك لا أريد أن أضع اللوم على الاحتلال، أيضا عندنا هذا الفساد ويجب علينا أن نستمر في محاربته للنهاية مهما كان الذي يقف خلفه، إذا نجحنا في هذا أعتقد أننا سنكون في طريقنا إلى بناء دولة فلسطينية مستقلة معافاة نزيهة تؤمن بالقانون والنظام وتسير إلى الأمام، وتستفيد من شبابها ونسائها، من كل مكوناتها، ومن هنا يجب علينا ونحن نسعى في هذا أن نهتم بالتعليم، التعليم أمر أساسي وضروري عندنا، كيف نخرج جيلا متعلما معافى، وأن يكون ذي صحة عظيمة، لذلك نشجع الرياضة، ونشجع أيضا وزارة الصحة التي يجب عليها أن تبذل كل جهد ممكن لمعالجة كل فلسطيني على أرض فلسطين، لا نريد أن نخرج، عندنا أطباء وعندنا مستشفيات وإمكانيات ما الذي ينقصنا؟ لا ينقصنا شيء إطلاقا، يجب أن يكون لدينا في هذه المستشفيات لمعالجة كل إنسان وكل مرض.
وبالتالي نحن نريد أن نقفل هذا وعندنا القدرة على أن نقفل هذا في الصحة والتعليم، التعليم شيء أساسي، والرياضة، وهنا أنا أحيي أخونا جبريل الرجوب على ما فعله في ميدان الرياضة، لأن الرياضة صحة، صحة للجميع وللشباب، كلاهما متلازمان التعليم والرياضة والصحة، حتى تخرج جيلا من الشباب والشابات ليبني دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وبدون القدس الشرقية لا يوجد عاصمة ولا دولة.
نتكلم عن محاربة الفساد، عن التعليم، عن الصحة، عن الاقتصاد، نريد أن نكون شعبا مُصدرا، ما الذي ينقصنا؟ لماذا نستورد؟ لماذا لا نزرع؟ نعرف أنهم يضعون العقبات في طريقنا، ويسيطرون على جزء كبير من أرضنا، لكن مع ذلك يجب أن نزرع كل سنتميتر من أرضنا. زراعة، صناعة، تعليم، تربية، المستقبل قادم إن شاء الله ويجب علينا أن نسير في هذا الطريق.
سياسيا، أهم المواضيع التي نواجهها هذه الأيام هي الانتخابات التشريعية والرئاسية التي أعلنا في الأمم المتحدة إننا ذاهبون إليها، وبدأنا فعلا مساعينا مع التنظيمات الفلسطينية، وبدأت لجنة الانتخابات برئاسة حنا ناصر عملها مع التنظيمات، وأمس أبلغنا أن التنظيمات جميعها موافقة على الانتخابات، وهذه خطوة جيدة، وبقي خطوة واحدة صغيرة، لكنها كبيرة، قضية القدس في عام 1996 و2006 أجرينا الانتخابات لأهل القدس في القدس ولن نقبل أن ينتخب أهل القدس في غير القدس. وهذه هي المعضلة التي تواجهنا وهذا هو الموضوع الذي تحدثنا فيه مع جميع دول العالم دون استثناء، وبالذات الدولة الأوروبية التي أوجه لها الشكر على موافقها ودورها وعلى رأيها في الدولتين، وعلى موقفها من صفقة العصر، وعلى قرار المحكمة الأوروبية الذي صدر مؤخرا حول صادرات المستوطنات، هذه مواقف من أوروبا يجب علينا أن نقدم الشكر لها ونقول لهم مزيدا مزيدا من الخطوات.
وقلتم إن المستوطانت غير شرعية، وأن صفقة العصر غير شرعية وهذا شيء مهم، وكان المفروض أن تفرض علينا صفقة العصر وأن نقبلها، وأن نبيع القدس وأن نبيع القضية.
صفقة العصر رفضتها أوروبا وهذا شيء مهم، وقالت نعم إنها مع حل الدولتين، ونقول لهم أكملوا معروفكم وجميلكم، أنتم تعترفون بدولتين واحدة إسرائيل والثانية هي جانب إسرائيل، ولو عدتم للخارطة لوجدتونا، فنحن نطالب أوروبا بأن تعترف برؤية الدولتين.
بالنسبة للانتخابات، نحن ننتظر الآن أن نستمر في جهودنا ونطلب من أوروبا وغيرها أن تبذل مساعيها مع إسرائيل لتقبل إجراء الانتخابات كما كانت عام 1996 و2005 و2006.
إذن، إذا تم هذا نذهب لانتخابات تشريعية وفورا رئاسية، لنستكمل شرعيتنا ومؤسساتنا، ثم بعدها مجلس وطني وغيره، يأتي فيما بعد، لكن الآن نركز على هذه النقطة.
طبعا نحن أصحاب حق، ويقولون لي على ماذا تستند؟ على الله عز وجل أولا ومن ثم هناك عدالة، وهناك أناس كثيرون يؤمنون بالعدالة ويدعموننا ويقفون إلى جانبنا، لا نحن دولة عظمى ولا عندنا أموالا ولكن عندنا الحق هذا، والشرعية ساعدتنا على أن نقف على أقدامنا.
أنا لا أريد أن أواجه أميركا لكنني واجهتها عام 2012 عندما ذهبت إلى الأمم المتحدة لأحصل على عضو وحصلت، بعد ذلك أخذنا قرار تجديد تفويض “الأونروا” التي أنشئت عام 1949 بقرار يقول إن مهتمها تنتهي بانتهاء قضية اللاجئين، كما أخذنا العضوية في الانتربول.
وقبل سنة مجموعة 77+الصين، أخذنا رئاستها وأصبحنا أصحاب صلاحيات كاملة فيها، وباسم رؤساء هذه المجموعة وأبرزنا دورنا ولعبنا دورا مهما وعملنا في معظم دول العالم بالمساعدات، نحن نقدم مساعدات، نحن نعمل خيرا ونلعب دورا خيرا، فنحن جزء من هذه البشرية وبالتالي نحن نقوم بدورنا.
بالنسبة للولايات المتحدة، نحن رفضنا من البداية “صفقة العصر”، هذه القدس من يبيعها؟ من يجرؤ على الحديث على أن القدس ليست لنا؟ هذه القدس عاصمة الأديان لنا، وتاريخيا لنا، وأبديا لنا، ولا أحد يستطيع أن يأخذها منا، رفضنا صفقة العصر وما وراءها، تحملنا قطع الأموال والمعونات والضغوطات، تصوروا يعملون مستشفى في غزة باسم مساعدات لأهل غزة، ويمنعون المساعدات عن مستشفيات القدس، لكي يفصلوا غزة عن الضفة، ولكي يكملوا مشروع صفقة القرن حتى النهاية ويقولون لقضايا إنسانية، لا ليس من أجل ذلك، قالوا إن هذا ليس من الحكومة الأميركية وهو من منظمات أهلية، نحن ضد المستشفى. قلنا هؤلاء أليسوا أميركان إذا نحن ضد المستشفى، فجاؤوا وقالوا لنا إياكم أن تحرضوا علينا وإلا سنفعل ونفعل، فقلنا لن نسكت وسنعمل ضده 24 ساعة، ونرفع صوتنا ولن يمر.
وبالنسبة للإسرائيليين نحن قلناها ونقول إذا قررت إسرائيل أن تضم الأغوار والبحر الميت، فأنا أقول وأتحمل المسؤولية لوحدي، يجب أن نلغي كل الاتفاقيات بيننا وبينهم.