الصداقة وتأثرها من منظور أرسطو وآبن المقفع

ساره اسامه ...

الصداقة تعتبر من إحدى العلاقات المميزة في مجتمعنا،العربي تحديداً ،لأنها تساعد على بلورة شخصية الإنسان إلى الأحسن اخلاقياً ، وخصوصاً مع توافر الأخلاق الحسنة، كما أنها تبني على الإهتمام المتبادل، والمحبة الصادقة التي تظهر من خلال القلق على كل ما يصب في مصلحة الصديق، بالإضافة إلى أن هذه العلاقة تكون مستمرة بشكل دائم، وإن كَثُرت مشاغل الحياة ومشاكلها اليوميه،

ومن هنا تعتبر الصداقة أحد أهم الأمور في حياة الأشخاص من حيث التكوين الذاتي وقد جعل الله الاختلاف للتعارف سنةً في الحياة، حيث قال في محكم كتابه عز وجل: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)،[٣] ولكن الصداقة مشروطة بعدة أمور،
أولها الصلاح،
والخلق الحسن،
كما أنها من الممكن ألّا تقتصر الصداقة على الصديقين، بل تمتد لتصل ما بين عائلات أو أصدقاء الطرفين، إلا أنه وفي حالة عدم التوجيه السليم في احياء الأسس الصحيحة في اختيار الصديق، يعرّض الشخص نفسه للوقوع في فخ رفيق السوء،[٤] حيث قال الله عز وجل في سورة الفرقان: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا*يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا* لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا).[٥]

كما يرى أرسطو أن الصداقة هي مشاعر صدق متبادلة بين عدد من الأشخاص في مجتمعنا ، والتي تبني على وجود تشابه في الأذواق والميول ، وعلى العِشرة الطيبة والمشاركة الوجدانية، فمن وجهة نظر أرسطو أن الصداقة تُورث الكثير من الأمور الضروريه في الحياة، اليوميه وهي الإحترام والكرم، ونكران الذات، والمَحبة غير المبنية علي شروط مسبقه وقد ربط أرسطو الصداقة بالسعادة البَحتة، التي تقوم بتحديد العلاقة مع الذات ومع الناس بشكل عام، ومع الشخص بشكل خاص ،وخصوصاً مع الأشخاص الذين يمتلكون الصفات نفسها، حيث قال أرسطو عن الصداقة قوله الشهير: (لن يختار أحد حياة بلا أصدقاء ولو كان ذلك مقابل حُصوله علىي أشياء آخر في العالم).[١] كما تكمن أهمية الصداقة لدى أرسطو بأنها تعمل على حماية الإنسان من الوقوع في الخطأ، وهي الملاذ الخاص للإنسان عند الشعور بالحزن أو الضعف، وقد أبدى أرسطو رأيه في أهمية الصداقة في المجتمع،
حيث أشار إلى أنه ما إن تنتشر الصداقة الحقيقية المبنية على الحب والصدق ، فسوف ينتشر العدل بالعالم أجمع، فقال: (متى أحب الناس بعضهم البعض لم تعد بحاجة إلى العدل غير أنهم مهما عدلوا فإنهم لا غنى لهم عن الصداقة، وأن أعدل ما وجد في الدنيا بلا جدال هو العدل الذي يستمد من العطف والصدق والمحبه الخالصة ،
الصداقة في التراث العربي القديم
(تُشتق كلمة الصداقة في اللغة العربية من الصِدق وهو عكس الكذب، صَدَقَ يَصْدُقُ صَدْقًا وصِدْقًا وتَصْادقًا، ويقال: صَدَقْتُ القول والقوم . أي: قلت لهم صِدْقًا وتصادقا في الحديث وفي المودة)وقد قيل ك بأن الصداقة تتلخص في اتفاق الأشخاص على المحبة والصدق والمودة، وأن تكون هناك منفعة متبادلة، وهذا الأمر الذي يساعد على التفريق بين الصاحب والقرين، حيث إن الصاحب هو ما عُرِّفَ باللغة العربية بأنه الحافظ، أما القرين فهو ما يمر على الشخص دون أن ينفعه.

مفهوم آلصداقة من منظور ابن المقفع ركّز ابن المقفّع في كتاب الأدب الكبير و فصل معاملة الصديق على تعريف الصداقة، بأنها من أهم وأثمن المكاسب الدنيوية،
كما ذكر في كتابه أهمية الصداقة بأنها الزينة للحياة الرغدة والعُدّة والعتاد عند الشِّدة، وذكر كيفية التعامل مع الصديق وآدابه، ونذكر منها:عدم الغضب عند رؤية الصديق مع عدو أو شخص بغيض، وذلك لأنه من الأدب عدم قطع الصديق عن الآخرين بسبب عداوة قائمة ليس له علاقة بها. عدم قول ما لا يمكن فعله. عدم الإعراض عن الصديق. عدم الاعتذار لغير حاجة.

الصداقة من اهم أسس. ا لحياه
لابد لنا جميعاً الحفاظ عليها لكي نعيش الحياه بصدق وموده و ورحمه

Related posts

Leave a Comment