العودة إلى الوراء
يقول الكاتب محمد صبري الشامي في احد المجالس، التفت أحد المدعوين العلمانيين تجاهي وخاطبني مستهزئًا: هل أفهم من كتاباتك أنك تريد تطبيق أحكام الشريعة والعودة بنا الى الوراء.
فأجبته متسائلًا:
هل تقصد بالوراء يعني حوالي 100 سنة عندما كان السلطان عبد الحميد الثاني يحكم نصف الكرة الأرضية ؟ أو عندما كان ملوك أوروبا يحكمون شعوبهم بتفويض من السلطان العثماني
أم قصدك أكثر للوراء زمن حكم المماليك الذين أنقذوا العالم من المغول والتتار؟ أم للوراء أكثر عندما حكم العباسيون نصف الأرض؟
أم للوراء أيام الأمويون أم قبلهم سيدنا عمر الذي حكم أكثر الكرة الأرضية؟
أم قصدك عندما بدأ هارون الرشيد رسالته الى ملك الروم نقفور : من هارون أمير المؤمنين الى نقفور كلب الروم..؟
أم الى زمن عبدالرحمن الداخل الذي طوّق جيشه ايطاليا
وفرنسا ؟
هذا سياسيا..
أم قصدك علميا…
عندما كان علماء العرب مثل ابن سينا و الفارابي وابن جبير و الخوارزمي وابن رشد وابن خلدون الخ، يعلّمون العالم العربي والغربي الطب والصيدلة والهندسة والفلك والشعر؟!
أم قصدك كرامة… عندما عبث رومي بعباءة امرأة فصاحت وامعتصماه، فجرّد المعتصم جيشا أخرى ارض الدولة من المعتظين بينما اليوم النساء تغتصب اغتصابا واهل ابسلكة ساكتون؟!
أم قصدك عندما أنشأ المسلمون أول جامعة تعرفها أرض أوروبا في اسبانيا؟ ومن وقتها أصبح الزيّ العربي (العباءة) هو لباس التخرج في كل جامعات العالم، ولليوم وقبعة التخرج مسطّحة ولليوم أيضًا لأنه كان يتم وضع القرآن فوقها في احتفال التخرج؟!
أم قصدك لما كانت القاهرة أجمل مدينة بالعالم؟
او عندما كان الهاربون من أوروبا الفقيرة يتوجهون الى الاسكندرية او عندما طلبت أمريكا من مصر إنقاذ أوروبا من المجاعة؟
منتظرك تشرح لي قصدك وتخبرني كم تريد أن نرجع لَلوَراء..