طارق سالم ...
هل نطمع أن يكون كل منا مثل زهرة الورد بشكلها وألوانها ورائحتها وجمالها وتسعد من حولها دون مقابل ولكنها تريد الحب والحنان والملمس الطيب والشعور الخالى من الجفاف والصلابة في القول والفعل .
في وسط الزحام والناس أصبح من الصعب علينا أن نشتاق للحديث الصافى والراقى وسط زحام الدنيا ومتاعبها وأيضا السلوك البشرى الجاف والجامد الذي لا يسمح بمثل هذا الحديث وحتى مع بعضنا البعض بالأسرة والشارع والعمل وبأى تجمعات تجمعنا لبعض الأمور ومناقشاتها تجد منا من يريد فعلا الحديث بهدوء وراحة نفسية وصفاء القلب ولكنه يفاجئ بالأصوات العالية والهمهمات هنا وهناك فيؤثر الصمت ويضيق صدره وتتجد كلماته ولا ينطق لسانه ويفضل الابتعاد عن كل هذا ويؤثر بنفسه للحديث ولكن مع من فكر كثيرا كثيرا حتى جلس يستريح فوجد أمامه فاظة من الزهور جميلة ألوانها تسعد العين بمنظرها ورائحتها الخالية من اية شوائب تتنفسها وأنت في راحة تامة تشفى الصدر وتنقيه من الهواء الملوث وايضا من زحام المواقف والكلمات التى تؤذيه وتسكن به لفترات وتجعله دائما يتالم وهو في ضيق وتعب وهنا آثر للجلوس أمامها وبجوارها للحديث معها والتعبير عما بداخله .
· مثل هذا الحديث مع زهرة الورد هو تجنب لهو الحديث الجاف والصلب مع كل أمور الحياة وهو بالفعل حديث الروح بين روحين صافيين محبين في شوق كل منهما للأخر لسماع نبضات القلوب وصفاء النيات وحلو الألسنة وعذب الكلمات التى تسعد الوجه وتسر العين وتنمى الجوارح وتنشط ذاكرة الحب والوفاء والإخلاص .
· مثل هذا الحديث مع زهرة الورد لهو حديث مع كل جميل مع روح نقية صافية تسمع كلماتك وكأنها تفهم لغتها ومعناها وتعكس عليك بالرد الغير مسموع ولكنه من أفضل وأرقى الردود على كلماتك وهو تنشر رائحىة الإعجاب وتهتز أغصانها وتميل إليك ميلا مسرورا تجعلك وأنت تنظر إليها وتحاكيها تأخذ بيديك بملمس ناعم كالحرير وتحنوا عليك وكأنها تنقل إليك شعور السعادة والراحة النفسية وتنشط نبضك ليجرى بالعروق خالى من اية شوائب ويسير بها في سعادة وبهجة حتى يصل للقلب .
· الجلوس والحديث لزهرة الورد لهو خير الحديث فيه معانى الجمال وحلو اللسان ونقاء القلب وسعادة الوجه ونعومة الملمس وأنفاس متبادلة تحمل الدفئ والحب والحنان وعين يخرج منها شعاع الألم والوجع ويتبدل بشعاع التفاؤل والأمل وكل ما يسر جفونها ومن هنا يتبدل حالك من حال اليأس إلى حال الطمأنينة والسكينة .
وطال الجلوس والحديث بيننا حتى أحسست بأننى أتمنى أن أكون من جنسها وبفاظتها ولما لا وهي روح مثلى تسمع وترى وتتنفس وتحب وتعشق ولكنه مهما طال الحديث لابد من السكوت والمغادرة حتى يخلو كل منا بحياته الخاصة ويعود كل منا للتعامل مع بنى جنسه وأرواحه تركتها ونحن على موعد بحديث اخر وأخدنا العهد بيننا أن نكون روح واحدة تحمل كل الخير وتسعد من حولها وتنقى قلوبها وتسعد الايدي بملمسها ورائحتها وأن تكون روح نافعة لكل من يسكن بجوارنا وبشارعنا وبحارتنا حتى تكون ارواحنا مثلا حيا نافعا تقتدى به الأرواح الأخرى بالفعل كان حديثا شيقا ناعما مليئ بالصفاء والنقاء والسعادة التى جعلتنى أغادرها وأنا في حال يملئ قلبي كل الحب .