اشرف المهندس….
هو واحد من أئمة المسلمين ، بإجماع العامة و الفقهاء ، حتى الذين ﻻ يتبعون مذهبه الفقهى “الحنبلى” يرونه من أئمة المذاهب الفقهية ، التى كانت ستة عشر ثم صارت منذ ألف عام أربعة فقط : الشافعية ، المالكية ، الحنفية ، الحنبلية .
ولد الإمام عبدالله أحمد بن حنبل سنة 164 هجرية “مرو” الفارسية ، و ذهبت به أمه إلى بغداد و هو يعد رضيع بعدما مات والده ، و فى بغداد نبغ ابن حنبل حتى صار إماما فى علم الحديث النبوى و فى الفقة ، و ألف كتابه الشهير “المسند” و اشتهر بين معاصريه بالفضل و اﻹبتعاد عن التكسب بالدين .
كان بعص المعتزلة قد استطاع إقناع الخلفاء العباسيين بأن القرآن مخلوق ، و أن ذلك أصل من أصول الدين ، و من يعتقد أو يفكر فى أن القرآن قديم ، فهو بذلك يخالف ما هو معلوم من الدين بالضرورة .
غير أن بعض العلماء و الفقهاء ، صرحوا بأن من لهم رأيا يخالف ما يعتقده المعتزلة و الخلفاء فأصابتهم الويلات . و كان من هؤﻻء الذين ابتﻻهم زمانهم ، ابن حنبل ، الذى كان قد بلغ من العمر خمسا و خمسين سنة ، و من الشهرة ما لم ينله شخص آخر من معاصريه .
أرسل إليه المأمون كتابا ، عليه بالإعتراف بالإيمان بخلق القرآن ، أو تقطع يدهُ و رجلا ، قال الإمام : القرآن كلام الله ، و كلام الله غير مخلوق .. و هنا هم عليه عسكر المأمون ، و صاروا به مقيد السﻻسل من طرسوس إلى بغداد فألقوه حبيسا فى غرفة ضيقة جدا .
و ظل اﻹمام محبسوا حتى تولى الخلافة “المعتصم” و قد بعث يهدده ، إما بالإعتراف بخلق القرآن ، او بقتله فى موضع لا يرى فيه شمس و ﻻ قمر ، فقال الإمام : الإيمان هو شهادة أن لا إله إلا الله ، و أن محمدا رسول الله ، و إقامة الصﻻة ، و إيتاء الزكاة .
فأمر الخليفة الجلادين ، فعلقوا الإمام بين السماء و الأرض ، و راح كل جلاد يضربه بكل ما أوتى من قوة . ثم ألقوا الإمام على الأرض ، فصخب الناس عليهم فى بغداد ، و نقم المسلمون فى أنحاء الأرض لهذه القسوة غير المقبولة ، فأطلق الخليفة الإمام أحمد ، ليظل بعدها يعانى ﻷكثر من عشرين سنة قضاها عليلاً ، مختفيا فى بيته ، مخلوع الكتفين ، مفتوق البطن ، حتى وفاته سنة 241 هجرية . رحمه الله