بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال
بين حقيقة الحلم وما يتخلله من أوهام نبحث عن ذاك المفقود الذي يبعث على الأمل وينير الدرب نبحث عن حلم يبعث على الحياة وحلم قد يقود إلى الممات…وحلم قد يولد فينا حزن وألم من جديد… مع نبض القلب وانتفاضة الروح وفي ظلمة الطرقات تولد في حنايا الروح إشارات أمل تأخذنا بعيدا عن ظلمة الواقع الذي نعيش
وان وجدت في بساتينه الأزهار والرياحين فلا يخلو الأمر من الأشواك, الحلم والواقع .. لغز كبير ما بين الموجود والمنشود .. والإنسان هنا يلعب دور ضابط ميزان عليه ان يوازن ويعرف حدود كل منهما و إلا ضاع وكلاهما أشرس من الآخر.فالواقع نعيشه أما الحلم فنصنعه ونضع فيه ما نتمنى من تفاصيل وأحداث .. نرسم لوحاته الوردية .. ونرفع سماءه الزهرية ونُعبِد طرقه كما نتمنى أن تكون سهلة ويسيرة ومستقيمة الحالمون تائهون في فضاء الوهم .. يبنون عالمهم بعيدا عن واقعهم .. ويصلون خطوطه كما يشتهون ويتمنون .. في الأحلام يمكننا أن نتحكم في مسار الأمور .. يمكننا أن نعيد شريط الزمن ونغيّر مسار الأحداث .
يمكننا أن نصنع الشخصيات ونغرس فيها المشاعر والأحاسيس التي نريد .. ويمكننا أن نزيل كافة المنغصات التي تشعرنا بالأسى والأحزان .. في الحلم يمكننا أن نطلق بالونات الفرح .. وننثر ألوان البهجة في كل مكان .أما الواقع ليست كما نشتهي .. ولا تسير سفننا كما نتمنى .. هناك قوانين ونواميس وأقدار .. لا حول وقوة لنا فيها .. وهناك متغيرات ومفاجآت لا يمكننا تكهنها أو توقع حينها .. الواقع هو اللحظة التي قد تحين وتغيّر مسار حياتنا رأساً على عقب .. هو اللحظة التي اذا مرت لا يمكننا إرجاعها أبدا مهما حاولنا وسعينا .. هو الحياة التي نعيشها ولا نملك أي طرف من خيوطها .فقد نصنع أحلاماً ونعيشها فلا تتحقق وتصبح صدمتنا بها كبيرة .. وقد نعيش العمر بطوله داخل أحلامنا بعيدين كل البعد عن حقيقة واقعنا .. وقد نقضي العمر كله في مطاردة تحقيق تلك الأحلام ولا ننجح .. ونخسر خلال ذلك الكثير من جمال واقعنا .