سها جادالله…
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الجمعة، فرض عقوبات جديدة على مسؤولين إيرانيين بسبب قطع الإنترنت في إيران.
حيث فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات جديدة، على وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي، لـ”دوره في قطع خدمات الإنترنت على نطاق واسع في البلاد التي تشهد احتجاجات غير مسبوقة.
وبحسب بيان وزارة الخزانة الأمريكية، فإنه “تم حظر الوصول إلى الإنترنت في إيران، لعدة أيام في نوفمبر تشرين الثاني الجاري بناءً على ما تصفه السلطات الإيرانية بأنها مخاوف أمنية وطنية في أعقاب الاحتجاجات المناهضة للنظام في جميع أنحاء البلاد”.
وأضاف البيان الصادر، الجمعة، أن “حظر الإنترنت الأخير اتبع أنماطًا مماثلة حدثت في عامي 2017 و2018″، وأن وزير الاتصالات الإيراني “الموظف السابق بوزارة الاستخبارات الإيرانية سيئة السمعة”، قام بتطوير “سياسة الرقابة الإيرانية القمعية على الإنترنت منذ توليه منصبه في منتصف عام 2017″، مشيرًا إلى أن وزير الاتصالات الإيراني “شارك في المراقبة ضد نشطاء المعارضة”.
وقال وزير الخزانة ستيفن منوشين: “يعرف قادة إيران أن الإنترنت المجاني والمفتوح يكشف شرعيتهم، لذا فهم يسعون إلى مراقبة الوصول إلى الإنترنت لقمع الاحتجاجات المناهضة للنظام”، وأضاف “إننا نعاقب وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الإيراني على تقييد الوصول إلى الإنترنت، بما في ذلك تطبيقات المراسلة الشائعة التي تساعد عشرات الملايين من الإيرانيين على البقاء على اتصال مع بعضهم البعض والعالم الخارجي”.
من جانبه قال مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي، إن عقوبات بلاده الصادرة ضد وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الإيراني فُرضت لمساعدته في إغلاق خدمات الإنترنت في إيران، مضيفًا، في تغريدة له على تويتر، الجمعة، “سنحاسب أعضاء النظام على قمعهم العنيف للشعب الإيراني”.
وبدوره ،وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انتقادات جديدة للنظام الإيراني، مستشهدًا بقطع خدمات الإنترنت في إيران على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.
واعتبر الرئيس الأمريكي قرار النظام الإيراني بقطع الإنترنت، أنه دليل على عدم استقرار هذا النظام.
وكتب ترامب في تغريدة له على تويتر، الخميس، “أصبحت إيران غير مستقرة حتى أن النظام أغلق خدمات الإنترنت الخاص به بالكامل، حتى لا يتمكن الشعب الإيراني العظيم من الحديث عن العنف الهائل الذي يحدث داخل البلاد”.
وأضاف ترامب في تغريدة أخرى، أن النظام الإيراني لا يسمح بأي شفافية “معتقدين أن العالم لن يكتشف الموت والمأساة التي يسببها النظام الإيراني”، بحسب تعبيره.
قال ديفيد كاي المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بشؤون التمتع بحرية الرأي والتعبير، إن قطع السلطات الإيرانية للإنترنت، يزيد من صعوبات المتظاهرين للاحتجاج.
جاء ذلك في تصريحات لكاي مع CNN حيث قال: “تأثير ذلك (قطع الإنترنت) كبير للغاية، لأنه يجعل من التواصل بين الناس على الأرض أمرا شبه مستحيل وكذلك التواصل مع الأهل والأصدقاء خارج البلاد، ويجعل من قدرة الناس للحصول على المعلومات مستحيلا”.
ويذكر أن الاتصال بالإنترنت في إيران، الثلاثاء، هبط إلى 4% فقط عن المعدلات العادية، وفقا لـ”Netblocks” وهي منظمة غير حكومية تراقب شؤون حوكمة الانترنت.
وقال الب توكر، المدير التنفيذي لـ” Netblock” في تصريح لـCNN: “رغم محاولات الحكومة (الإيرانية) لإتاحة بعض خدمات الانترنت لعدد محدود من المستخدمين، إلا أن الإغلاق مستمر والإنترنت الذي نعرفه غير متوفر في إيران”.
وانقطعت خدمات شبكة الإنترنت بشكل شبه تام في أواخر الأسبوع الماضي، وسط احتجاجات غير مسبوقة تشهدها البلاد على خلفية إعلان الحكومة الإيرانية زيادة أسعار الوقود.
وكانت الحكومة الإيرانية أعلنت يوم الثلاثاء الماضي 19 نوفمبر/ تشرين الثاني اعتزامها إعادة خدمة الإنترنت إلى المدن التي لم تسئ استخدامه على حد تعبيرها، وأكدت مجددًا أن قطع الخدمة خلال الأيام الماضية جاء حفاظا على أمن البلاد مع استمرار الاحتجاجات على زيادة أسعار الوقود.
من جهته كان وزير الاتصالات الإيراني، آذر جهرمي، قد أعلن اليوم، أن قطع الإنترنت جاء تنفيذاً لقرار المجلس الأعلى للأمن القومي.
والجدير بالذكر ، تشهد العديد من المدن الإيرانية تظاهرات، منذ عدة أيام، للاحتجاج على قرار الحكومة بزيادة أسعار الوقود، وتجددت الاحتجاجات صباح أمس السبت، في مدن الأهواز، وسيرجان، وبوشهر، ومشهد، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.