كتب:أحمد حمدي
في بداية السبعينيات كان هناك مهندس زراعي فقير ـ تعلم بعد جهود مضنية من والديه الفقراء اسمه / صلاح عطية ـ لم يلبس يوما ملابس جديدة بل مستعملة وبالية ـ مقاس حذائه 42 لكنه يلبس 44 لأن ابيه يعمل حساب الاعوام المقبلة لأنه لن يقدر على شراء حذاء له كل عام.
كان يعيش في بلدة صغيرة اسمها [ تفهنا الأشراف ] بمركز ميت غمر التابعة لمحافظة الدقهلية
قرر المهندس صلاح عمل مشروع صغير مع تسعة أفراد من قريتة تخرجوا من كلية الزراعة يعانون من فقر شديد يريدون بدء حياتهم العملية فقرروا بدء مشروع دواجن .. وكانوا يبحثون عن شريك عاشر.
في النهاية إستطاع كل واحد منهم تدبير مبلغ 200 جنيه مصري بشق الانفس وظلوا يبحثون عن الشريك العاشر حتى يكملوا المبلغ المطلوب للمشروع يبدأوا الشركة وكان 2000 جنيها فقط ..لكن لا جدوى.
وقال المهندس صلاح عطيه وجدت الشريك العاشر ..
فردوا جميعا من هو ؟
قال : هو الله.. سيدخل معنا شريك عاشر له عشر الأرباح في مقابل أن يتعهدنا بالحماية والرعاية من الأوبئة ووافق الجميع.
عقد الشركة : تم كتابة عقد الشركة كتب به الشركاء العشرة وكان الشريك العاشر [ الله ] يأخذ عشر الأرباح 10% في مقابل التعهد بالرعاية والحماية من الأوبئة وتنمية المشروع ، وتم تسجيل العقد بالشهر العقاري كما وضحت بنوده.
مرت الدورة الأولى من المشروع والنتيجة : أرباح لا مثيل لها وانتاج لم يسبق له مثيل ومختلف عن كل التوقعات.
الدورة الثانية من المشروع : قرر الشركاء زيادة نصيب الشريك العاشر [ الله ] إلى 20% ، وهكذا كل عام يزيد نصيب الشريك العاشر حتى اصبح 50%.
كيف تصرف أرباح الشريك العاشر.
تم بناء معهد ديني إبتدائي للبنين ، بعدها تم انشاء معهد ديني ابتدائي للبنات
تم إنشاء معهد إعدادي للبنين ، بعدها تم إنشاء معهد إعدادي للبنات.
تم إنشاء معهد ثانوي للبنين ، بعدها تم إنشاء معهد ثانوي للبنات.
وبما أن الأرباح في إزدياد مستمر
تم إنشاء بيت مال للمسلمين .. وتم التفكير بعمل كليات بالقرية.
تم التقديم على طلب لعمل كلية فتم الرفض لأنها قرية ولا محطة للقطار بها ، والكليات لا تكون إلا بالمدن.
[ad id=”1177″]
تم التقديم على طلب آخر لعمل الكلية بالجهود الذاتية وعمل محطة قطار بالبلد ايضا بالجهود الذاتية.
وتمت الموافقة..
ولأول مرة بتاريخ مصر يتم عمل كلية بقرية صغيرة والكلية أصبحت كليتان وثلاثة واربعة.
وتم عمل بيت طالبات يسع 600 طالبة.
وبيت طلاب يسع 1000 طالب بالقرية.
تم عمل محطة واصبح اي طالب بالكليات له تذكرة مجانية لركوب القطار للبلد لتسهيل الوصول اليها.
تم عمل بيت مال للمسلمين ولم يعد هناك فقير واحد بالقرية.
تم تعميم التجربة على القرى المجاورة ولم يزور المهندس صلاح عطية قرية وغادرها الا وعمل بها بيت مال للمسلمين.
تم مساعدة الفقراء والأرامل وغيرهم من الشباب العاطل لعمل مشاريع تغنيهم من فقرهم.
يتم تصدير الخضروات للدول المجاورة ويوم تجميع الانتاج يتم عمل اكياس بها خضروات لكل اهل البلدة كهدية لهم من كبيرهم لصغيرهم.
اول يوم برمضان يتم عمل افطار جماعي كل واحد بالقرية يطبخ وينزلون بساحة بها الاكل وكل اهل البلدة بما فيهم المغتربين من اهل القرية.
يتم تجهيز البنات اليتامى للزواج.
وبالنهاية تم الاتفاق على ان المشروع كله لله وان المهندس تحول من شريك به الى موظف عند رب العزة يتقاضى مرتب لكنه اشترط على ربه أن لا يفقرهم الا له ولا يحوجهم الا له .
اليوم تمر الذكرى السنوية الأولى لوفاتة