بقلم …أشرف المهندس
اﻹسكندر المقدونى واﻹسكندرية واهم الاسماء التى كانت الاساس فى سلسلة المقالات التى نكنب فيهاعزيزى القارئ
الاسكندر مؤسس الاسكندرية الذي ظهر فاكتسح العالم، ذلك الإسكندر الذي رفعه الكهنة المصريون في واحة سيوة بمعبد “آمون” لرتبة عالية تضاهي رتبة الآلهة، ولقد أراد الإسكندر أن يربط فتوحاته المصرية ببلاده الأصلية مقدونيا، وذلك بتأسيس عاصمة جديدة تكون حلقة وصل بين الإثنين، فكانت الإسكندرية علي ساحل البحر المتوسط .
الإسكندرية شمالها البحر المتوسط وجنوبها بحيرة مريوتس القديمة أو بحيرة مريوط الحالية ،حيث كانت بحيرة مريوط عذبة ومتصلة بنهر النيل ،وكان النيل متصلا بالبحيرات المالحة الواقعة قربها الإسماعلية الحالية بواسطة قناة تبدأ عند منف فكانت البحيرات بذلك متصلة بالبحر الأحمر طريق الهند القديم.
كانت جزيرة “فاروس” أبي قير أو “راكوتس” مأوي للسفن إذ رسا عليها مينالايس وهو في طريقه من طراودة كما ذكرتها الملاحم القديمة ،وكان بالقرب من البحيرة قرية تسمي راكوتس وموقعها بالقرب من عامود السواري وهي قرية مصرية قديمة ترجع لنحو 1300 سنة قبل الميلاد، وهي التي صارت النواة التي نشأت عليها الإسكندرية، أما طريق “كانوبيس” فهو يخترق المدينة من الشرق إلي الغرب وبه شارع طويل وهو “شارع فؤاد الأول” شارع رشيد قديما ،وكان هناك شارع آخر يمتد من البحيرة إلي الميناء وكان يحف هذين الشارعين أعمدة من المرمر الناصع تم اكتشاف بعضها بالقرب من جامع النبي دانيال .
وبعد أن أمر الإسكندر الأكبر ببناء المدينة غادرها لإتمام فتوحاته في آسيا ومالبث أن مات ليتم تقسيم إمبراطوريته بين قادته ، و لما مات الإسكندر الأكبر أحضرت جثته إلي مصر بقصد دفنها في واحة سيوة، ولكن بطليموس الأول استولي عليها ويقال إنها دفنت عند ملتقي الشارعين أي في قلب المدينة الذي يطلق عليه “الصوما”،و هي المنطقة التي تجري فيها حفائر أثرية وقد عثر علي بعض الأعمدة التي كانت تزين الطريق والتي كانت تمتد حتي الميناء الشرقي علي جانبي الطريق ، و لم يعثر حتي الآن علي قبر الإسكندر الأكبر ويقال إن جثته محاطة بغطاء من الذهب الخالص وموضوعة في صندوق من البلور .
كانت شوارع الإسكندرية رحبة وحماماتها مشهورة وكان بها نظام لتوزيع المياه ونظام للمجاري الأرضية تحت شوارعها وكان بها بدل الميناء الواحد ثلاثة ، و لقد بلغ طول حوائطها عشرة أميال بالبازيلك مما جعلها أفضل مدن العالم أجمع وكان لها اليد الطولي في كافة العلوم أما منارتها الشهيرة التي أقامها بطليموس الثاني علي الطرف الشرقي لجزيرة فاروس صارت عنوانا للإسكندرية وظلت قائمة حتي الفتح العربي لمصر 641 بعد الميلاد . ولقد سقط مصباحها العلمي حين ضرب الزلزل المدينة ،وفي عام 1840 .
بني السلطان “قايتباي” قلعة بداخلها مسجد علي أنقاض المنارة القديمة ولقد حصنها “محمد علي باشا” و ظلت باقية حتي هدمها الإنجليز في تدمير المدينة عام 1882م.
إن الأثار الغارقة امتلكت شيوعاً في ثلاثينيات القرن الماضي ،حين سجل أحد طياري السلاح الملكي البريطاني عام 1933م ملاحظته عن تكوينات ضخمة على شكل حدوة حصان تغطي مساحات واسعة من قاع خليج أبو قير،.وقام الأمير عمر طوسون بالتعاون مع الصيادين والغواصين بتحديد المواقع الأثرية فيه ، مؤكداً أنه في عام 1995م تم استحداث إدارة خاصة للآثار الغارقة في وزارة الآثار المصرية ،وهي الإدارة التي نجحت في اكتشاف الكثير من الآثار الغارقة في كافة ربوع مصر من الإسكندرية شمالا حتي أسوان جنوبا.
أما عن قبر الإسكندر الأكبر فإن أقوال المؤرخين تبدو بدون شواهد أثرية حاسمة تذكر فبعض المؤرخين يؤكدون أن وفاة الإسكندر المقدونى كانت فى بابل حوالى 323 ق.م وأنه تم تحنيط جثمانه ووضعه فى تابوت من الذهب كعادة ملوك مصر وكان المرجح طبقا لما قالوه أن وصية الإسكندر أن يدفن بالعراق ومن ثم تغير الوضع وتم الاتفاق على أن يدفن فى مسقط رأسه فى مقدونيا , ويضيف المؤرخون أيضا أن العربة التى نقلت الجثمان حملت محفة محلاة بالذهب والأحجار الكريمة بل إنها كان يجرها أربعة وستون بغلا على رقة كل منهم طوق محلى بالأحجار الكريمة ،وطبقاً لنبوئة واعتقادات فى وقتها أن المملكة التى ستحوى جسد الإسكندر ستعيش فى رخاء فنجح بطلميوس أول خلفاء الإسكندر فى نقل الجثمان إلى مصر ودفنه طبقا للطقوس المقدونية فى منف ومن ثم غير بطلميوس الثانى مكان الرفات ليكون الإسكندرية القديمة فى تابوت مرمرى مرصع بالأحجار الكريمة فى مقبرة كبيرة.
أن محاولات الكشف عن مقبرة الإسكندر الأكبر تعدت المائة وأربعين محاولة وكلها بائت بالفشل وأشهرها محاولة الجرسون اليونانى ” استيليو كومتسوس” فى خمسينيات القرن الماضي ، والذى أخذ يحفر كالمجنون فى شوارع النبى دانيال وتنقل من مكان لآخر بلا جدوى حتى طلبت منه الحكومة المصرية المغادرة بعدما حفر أسفل الكنيسة المرقصية بلا تصريح وأشار المخرج العالمى الراحل يوسف شاهين لتلك المحاولة فى فيلم إسكندرية ليه , وكذلك محاولة مدرس التاريخ صلاح محمد على وقد وثقتها الدراما المصرية فى مسلسل “حلم الجنوبى”