محمد عطية يكتب… مطلوب عروسه

مطلوب عروسه

بقلم : محمد عطية

قال أبو الأسود الدؤلي لأبنائه: أي أبنائي, أحسنت إليكم صغاراً, وأحسنت إليكم كباراً, وأحسنت إليكم قبل أن تولدوا. قالوا: أحسنت لنا صغاراً ربيتنا وأحسنت إلينا كباراً علمتنا وأورثتنا مالا عرفنا هذا, ولكن كيف أحسنت إلينا قبل أن نولد؟ قال: لقد انتقيت لكم من الأمهات من وضعت فيها بذرتى فجئتم على أثارها صالحين

و قال أب لإبنه وهو ينصحة : احذر أين تضع رجليك ، فرد عليه ابنه قائلاً:
احذر أنت يا أبي فأنا اتبع خطواتك !

حسن اختيار الأم من أهم عوامل بناء الأسر والمجتمعات وعلى أثاره تكون ثمرة الأبناء وسأكتفى هنا بمثالين
…….
المثال الأول :

قال تعالى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ

امرأة نوح: كانت خيانتها في الدين، وليس في الفاحشة، حيث كانت تسخر مع قومها الساخرين من نوح .

لما جاء الاب “نوح” في هذه اللحظة الرهيبة الحاسمة يبصر ، فإذا أحد أبنائه في معزل عنهم وليس معهم، وتستيقظ في كيانه الأبوة الملهوفة، ويروح يهتف بالولد الشارد: {يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين}.

جاء الجواب نتيجة اختيار الام ونتيجة تربية الام فقالت البنوة العاقة التى لا تحفل بالأبوة الملهوفة، والفتوة المغرورة التى لا تقدر مدى الهول الشامل:
{قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء} ثم ها هي ذي الأبوة المدركة لحقيقة الهول وحقيقة الأمر ترسل النداء الأخير: {قال: لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم}، لا جبال ولا مخابئ ولا حامٍ ولا واقٍ، إلا من رحم الله، وفي لحظة تتغير صفحة المشهد . فها هو ذا الموج الغامر يبتلع كل شيء:
{وحال بينهما الموج فكان من المغرقين}.
النتيجة النهائية للاسرة ” الام – الابن ” من المغرقين والزوج من الناجين لكن مصير الاسرة التفكك
……………..
المثال الثانى:

الزوجة الصالحة ” هاجر عليها السلام ” هذة الزوجة الصالحة التى كرمها الله وجعل سعيها من الصفا للمروة بحثا عن الماء لإبنها الرضيع أصبح منسكا من مناسك الحج
لذلك لما قال الاب لإبنة ” يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى”
كان الجواب من جنس تربية الام “قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ”
………..
الأسرة اللِّبنة الأساسيّة في بناء المجتمع فهي كالخليّة الحيّة، وهي أوَّل وعاء تربوي وثقافي يَحتَضِن الأبناء، وَالأُسرة هي بيئَة الطفل الأولى، وهي حجر أساس المجتمع، حيثُ إنَّها تتكون من مجموعة مِن الأشخاص الذين ترتبط بينهم روابط الرَّحم والقرابة، والمقياس الذي تُقاس عليه قوّة تماسُك المجتمع أو ضعفه هوَ تماسُك الأسرة، كما أنَّ لها دوراً فعّالاً في بناء المجتمع السَّوي المتكامل والمُترابط، فالأبناء هم قُرّة عين الآباء، وسبب سعادَتُهُما، فالأسرة كالتُّربة الصالحة وإذا كانت هذه التّربة صالحة يصلح نباتُها، والعكس صحيح، فإذا كان الأبوان صالِحان كان أولادهم صالحين.

Related posts

Leave a Comment