الشاعر محمد خضر يكتب.. القابعون تحت الارض كالموتي

بقلم ا/ محمد خضر

 

تفاءلوا ..

،، أيها المستنيمونَ فى جنة الحمقى ،،

تفاءلـــوا .

مابالُ قضايكمْ يرويها الأملُ ..

ألا تنظروا حولكم ؟

ألا تتأملـــوا ؟

.. ‘‘ أيها المُستنيمونَ فى جنةِ الحمقى ،،

غــدا ترتعُ الذئابُ فى مرابعِ أرضكُمْ

غــداً تشربُ من بعد اللحم دماؤكمْ

ألمْ تأكلْ .. ألمْ تشرب ..

ألمْ تعوِ بعد حولكـــمْ ؟

غــداً تُساقونَ كالعبيدِ فى أسواقِ النِخاسةِ

وترقُصُ فى الحاناتِ نساؤكمْ .

ألمْ ترقُسْ بعدُ نساؤكمْ ؟

غــداً تُشنقونَ ، وتُعلقونَ على مداخلِ مُدنكمْ

ألمْ تُعلقوا بعـــدْ ..؟

ألمء تمرُ الجُرزانُ من تحتكمْ .؟

ألمْ تَهُنْ فى أعيُن~ الجُبناءِ .. حُرماتُكمْ؟

مساجدكمْ .. كنائسكمْ .

أطفالكثمْ .. وشيوخكمْ ؟

ألمْ تَبُلْ كلابهم على جُثَثِ موتاكُمْ ..

وعلى شرف مقدساتكمْ ؟

فلانامتْ أعيُنُ الجُبناءِ .ز

.. ،، أيها المُستنيمـــونَ فى جنةِ الحمقى ،،

ولاكانتء لكُمْ أرضٌ ، ولاأظلتكمْ سماءٌ

أيهــا القابعونَ تحت الأرضِ كالموتـــى .

…….* 2 *
أيها المُغيبونَ عن عقولكُمْ

ألن تحزموا أبداً أمركمْ ؟

ألنْ تُبعثوا أبداً من موتكمْ ؟

… الفُ عــامٍ ونحنُ فى التيهِ تائهون ..

ألفُ عــامٍ يمضُغنا الحزنُ ..

ويضربُنا الجُنون .

ألفُ عامٍ ياضيعةَ الجُبناءِ

لاندر من نحنُ ومن نكونْ .

…. مُعلقون من أحلامنا

…. ضائعونَ من أيامنـا

يلفحُنا الصمتُ ، ونستافُ المنونْ

ياضيعةَ الجبنـــاءِ

ضاعت قُدسُنـــا .. هل تعلمونْ ؟

أجزمُ أنكمْ لاتعلمونْ

ياأهلَ الكهفِ طالَ رُقادُكمْ ..

ألا تستيقظون؟

أنتمْ أبداً لاتستيقظونْ

ألفُ عامٍ ..

ونحنُ فى السردابِ خائفون .

مطارقُ السجانِ فوقَ رءوسنا

والأذنابُ ، والعيونْ

ألفُ عامٍ من بعدِ أندلُسٍ

ونحنُ لكلِ أجناسِ الأرضِ .. مُستعبدونْ .

مابينَ مملــوكٍ راحَ يستعبدنا

وبينَ تُركٍ لنا خانقونْ .

مابينَ

غُزاةٍ من شمال الأرضِ جاءوا ..

وبينَ يهودٍ فوقَ رقابنا ..

ماكثونْ .

فاستنيموا ماشئتُمْ

فلا نامت أعيُنُ الجُبنـــاءِ

،، أيها المُستنيمــونَ فى جنةِ الحمقــى ،،

ولاكانتْ لكمْ أرضٌ ، ولاأظلتكمْ سماءٌ

أيها القابعونَ تحت الأرضِ كالموتـــى .

…..* 3 *
،، أيها المستنيمونَ فى جنةِ الحمقـــى ،،

أتلكَ هى جنةُ المأوى ؟

أتلكَ هى التى قلوبُكُمْ إليها ..

تميلُ وتهوى ؟

إننى أدعوها ربتكُمْ ..

إننى أدعوها قِبلتَكُمْ ..

فحيثما كنتمْ .. إليها وجوهَكمْ تُولــىَ .

وإليها تحُجونْ ..

فى كل يومٍ إليها تحجونْ

عساها عنكموا ترضــى .

ولن ترضــى ..

حتى وأن صليتم تحتَ قدميها ..

ألمْ تصلوا تحتَ قدميها ؟

ولــن ترضـــى ..

حتى وإن بكيتمْ بين يديها ..

ألمْ تبكوا بينَ يديها ؟

ولن ترضـــى ..

حتى وإن لاطتْ برجالكمْ ..

وتاجرت فى كل الأوطان بأطفالكمْ ..

وشربتْ نخبَ الزهوِ ..

وزنتْ بنسائكمْ .

ولن ترضــى ..

لن ترضى أبداً بغـير دمائكمْ

قُربانا إليها يسعى .

أين عروسُ عروبتنا ؟

.. آهٍ ياابنــةَ الرشيدِ

.. آهٍ يابغدادُ ..

يامن زُفَتْ إليها قسرأ وجبرا ..

آهٍ يابغدادُ ..

ياعارَ عروبتنا ..

نامتْ فى حضنكِ زانيةٌ ..

كلًّ نسلِها يزنــى .. ويُزنــىَ

آهٍ يابغـدادُ ..

يادمعٌ فى أحداقنا ..

وياملحٌ فى جراحِنــا

إلى متى بجُرحُكِ نشقـــى ؟

فحُجُــوا إليها ماشئتُمْ

فلانامتْ أعينُ الجُبنــاءِ

،، أيها المستنيمونَ فى جنة الجمقى ،،

ولاكانتْ لكمْ أرضٌ ، ولاأظلتكمْ سماءٌ

أيها القابعونَ تحت الأرضِ كالموتـــى .

……أيها المغيبونَ المُخنثونَ أمام شُعوبكمْ

يامن فقدتكْم رجولتكمْ

على سريرِ سيدكمْ الأبيضْ ..

فى بيتهِ الأبيضْ .

وانفضَّ

غَشاءَ حياكمْ وبكارتكمْْ

كيفَ بكمْ ننهضْ ..كيف بكمْ ننهضْ ؟

أيها الممثلونَ المُلوثونَ أمام شعوبكمْ ..

إننا لكم نلعنْ .. إننا لكمْ نرفُضْ .

فكونوا كيفما شئتُمْ ..

فلانامتْ أعينُ الجُبناءِ

،، أيها المُستنيمونَ فى جنة الحمقـــى ،،

ولاكانت لكمْ أرضٌ ، ولاأظلتكمْ سماءٌ

أيها القابعون تحتَ الأرضِ كالموتـــى .

Related posts

Leave a Comment