متابعة عبد الهادي ابوشوشه
وسط إجراءات أمنية مشددة، نفذت الأجهزة التنفيذية بالإسكندرية، فجر اليوم الاثنين، قرار هدم مسجد سيدي أبو الإخلاص الزرقاني بمنطقة كرموز، بسبب إعاقته تنفيذ مشروع محور المحمودية.
ونقل ضريح وجثمان الزرقاني وجثمان شقيقته بشكل مؤقت لميدان المساجد بجوار مسجد أبو العباس المرسي بمنطقة بحري، لحين بناء المسجد الجديد.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد وجه بإنهاء المعوقات التي تواجه استكمال مشروع محور المحمودية ومنها سوق الحضرة ومسجد وضريح أبو الإخلاص الزرقاني.
ووفقا لمخطط المشروع من المقرر بناء مسجد جديد بنفس المنطقة وإعادة نقل الضريح إليه مرة أخرى، وذلك ضمن 14 مسجدا جديدا بطراز مميز بطول محور المحمودية.
محور المحمودية
جدير بالذكر أن محور المحمودية، هو مشروع قومي جديد يتحقق في شمال مصر بمحافظة الإسكندرية، وذلك لإنشاء محور مروري وتنموي متكامل بتكلفة 5.5 مليار جنيه، بما يمثل حل جذريًا لأزمة المرور وزحف العشوائيات في العاصمة الثانية.
ويسابق آلاف العمال ومئات المعدات الزمن في ملحمة عمل ليلا ونهارا لإنجاز المحور المروري الذي يبلغ طوله 21.6 كيلو متر، ويضم من 6 إلى 8 حارات في كل اتجاه، لخدمة 4 أحياء هي “المنتزه أول، شرق، وسط، غرب”.
الطرق الصوفية
وفي أول تعليق له، قال الشيخ محمد صفوت فودة، وكيل مشيخة الطرق الصوفية بالإسكندرية، إن المشيخة ترحب بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، بنقل ضريح الشيخ أبو الإخلاص الزرقاني، إلى مكان آخر.
وطالب «فودة» بتخصيص مكان آخر قريب من الموقع الحالي، لإقامة مسجد مماثل لمسجد الشيخ لنقل الضريح إليه، قائلا: «المشيخة الصوفية بالإسكندرية والصوفيين بشكل عام لن يعترضون على قرار يخص المصلحة العليا لمصر».
حرم الطرق
وبدوره، أوضح الشيخ خالد عبد العظيم، كبير الباحثين في الدعوة والإفتاء، بأنه لا يجوز إقامة أى منشأة حتى ولو مسجد على حرم النهر أو الطريق.
وأضاف «عبد العظيم»: النهر له أحكام في الشريعة لا يجوز التعدى عليه لأنه منفعة عامة ومن يتعد عليه كأنه تعدى على المسلمين جميعا ويجوز للحاكم أن يتدخل بإزالة هذه المباني حتى ولو كان مسجد.. وهذا اتفاق بين أهل العلم.
برهان الدين
يشار إلى أن صاحب الضريح هو الشيخ برهان الدين بن أحمد بن محمد علي بن محمد الزرقاني، مؤسس الطريقة الإخلاصية الصوفية العليا بمحافظة الإسكندرية، ولد عام 11 إبريل يوم 1924 قرية طيبة الجعفرية بمحافظة الغربية.
وانتقل الشيخ في فترة صباه للإقامة عند أقاربه بحي الأزهر بالقاهرة، ثم عاد به والده إلى مسقط رأسه بالغربية، وتربى في بيت شريف، حيث كان عمه وشيخه هو سيدي أحمد المرسي الزرقاني، قطب من أقطاب الدين والذي جعله يلتحق بالأزهر الشريف.
وخرج الشيخ في جولة لمدة 7 سنوات زار خلالها السودان والقدس الشريف والمسجد الأقصى وبلاد المغرب العربي واليمن والمدينة المنورة، وفى الروضة الشريفة كتب الآيات القرانية والأدعية.
وعاد الشيخ إلى مصر وتحديدا للإسكندرية، حيث دخل في خلوة بمسجد النبي دانيال، وانتقل بعد ذلك لمنطقة غيط العنب وقام ببناء زاوية صغيرة بمنطقة غيط العنب لنشر طريقته.
ألقاب عديدة
ولقب الشيخ برهان الدين الزرقاني بألقاب عديدة منها «أبو الإخلاص، برهان الدين، أبو اليسر، المحمدي، الأستاذ، إمام المحققين، صاحب المقام العالي، نبراس الموحدين، سلطان الذاكرين، أبو الكرامات».
وله مؤلفات عديدة منها ختم ديوان أهل الذكر، أسرار المحبين وأنوار العاشقين، المنوال الربانى، المنهاج النورانى، سفينة النجا لمن ابتغى إلى الله الوسيلة والنجا، سلطان الذاكرين، نصر من الله وفتح قريب،