بقلم : محمد عطية
ليس صحيحا بالمرة ما يقال من أن “الطفل الصغير صفحةٌ بيضاء تكتبُ عليها ما تشاء”,بل إن الإنسان –والطفلُ إنسانٌ –كائن معقد للغاية على خلاف الجمادات والنباتات والحيوانات.
صحيح أن التربية في الصغر أسهل بكثير من التربية في الكبر, لكن هذا شيء والقول بأن الطفل- وهو صغير- نفعلُ منه ما نشاء وكيفما نشاء شيء آخر.
ويحضرني هنا قول لزوجة الرئيس الأمريكي “بيل كلينتون” والتي تسمى “هيلاري”عن تربية الطفل :” Il faut tout un village Pour éduquer un enfant ”
أي أنه “لابد ان تلتزم قرية بكاملها من أجل تربية طفل واحد”.
عزيزى الأب
ابدأ بالتدرب على الابتسام، فعلى ما يبدو فأن مزاجك يؤثر على نمو وتطور أسرتك
الأطفال خط أحمر!
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتيح لأبناءك مشهد لن يمحى من ذاكرتهم إذا رأوا الأب والأم يتشاجران بصوت عالٍ وغضب واتهامات من كل طرف، ناهيك عن الضرب والسب
قاوم ثم قاوم ثم قاوم
أنت شخص عصبي، ولا يعجبك الحال المائل.. ماشي على عيني وعلى راسي، ولكن ابعد خلافاتك مع زوجتك عن ابناءك.. فهذا ببساطة حقهم عليك.لذلك
أثبت الباحثون أن الإجهاد والصحة النفسية للأب مثل الاكتئاب تؤثرعلى نمو الطفل. وأن ذلك يؤثر سلبا على النمو المعرفي ولغة الطفل عند الاطفال الصغار بعمر 2 أو 3 سنوات- حتى عند اخذ تأثير الأم في الاعتبار.
وأظهرت الدراسة أن مشاكل الصحة العقلية للأب، مثل الاكتئاب، ترتبط بقدرة الطفل على تطوير المهارات الاجتماعية لاحقا عندما يكبر الطفل. مرة أخرى، كان تأثير صحة الوالد العقلية أكبر على أولاده من الصحة النفسية للأم.
وينصح الخبراء الاباء الجدد بشكل خاص بالتوقف عن الشعور بالقلق والتوتر والاجهاد امام اطفالهم واستبدال العبوس والتكشيرة بالابتسام والحديث الايجابي حتى يتكون لدى الطفل مهارات اجتماعية وحوارية افضل.
وقد نجد الزوج يشعر بالملل أو بالفشل في عمله، فيلوم نفسه مدعياً أن زوجته هي السبب فيما وصل إليه حاله، فلو كانت تهتم به وتشجعه كما كانت تفعل في بداية زواجهما لما حصل ذلك، وهنا نجد أن كليهما لديه طاقة سلبية مصدرها الأفكار السلبية، ويبحث عما يسعده فقط، ولم يفكر بشكل إيجابي في كيفية إسعاد الطرف الآخر، كذلك لا يبحث عن الأسباب الحقيقية لهذا الجفاء، ويبدأ كل منهما في تخيل حدوث أمور بعيدة عن الواقع ويصدقها، بينما هناك من يفكرون بطريقة إيجابية تدفعهم إلى التفكير الإيجابي والنجاح».
إن أهم مسببات الطاقة السلبية تتمثل في ما يأتي:
• الاندماج في الحياة المادية والعمل، وجعل الدنيا أكبر همه، والابتعاد عن الله عز وجل، وهنا نجده يقع في المشاكل تباعاً.
• البرمجة السابقة للحياة، فلو كانت سلبية فسوف تؤثر على حياته، مثل: التربية خلال السنوات السبع الأولى من حياته، فهناك من تربى على مناداته بلقب «الغبي» أو «الفاشل» وسوف تبقى لديه عقدة الفشل، وعدم القدرة على عمل أي شيء ناجح.
•عدم وجود أهداف محددة للأشخاص، فهناك أشخاص لا يعرفون ما يريدون، ويتهمون الحظ بأنه وراء فشلهم، ومن الناس من يعرفون ماذا يريدون، لكنهم لا يفعلون شيئاً للحصول عليه ولا يسعون لذلك، وهناك من يعرفون ماذا يريدون وكيف يحصلون عليه، لكنهم لا يؤمنون بقدراتهم في الحصول عليه، وهناك أشخاص يعرفون ماذا يريدون وكيف يحصلون عليه، لكنهم يتراجعون عند أي معارضة من الآخرين، وهناك من يعرفون ماذا يريدون ويسعون بقوة ليحققوا أهدافهم.
• الروتين السلبي، فهو يفعل نفس الشيء يومياً، ويجد نفس النتائج بلا نجاح.
• المؤثرات الداخلية، وعدم قبول الذات، والتفكير السلبي في حياته بأنه غير قادر، وأنه وحدة لا يستطيع إصلاح الكون
• المؤثرات الخارجية من الأشخاص الفاشلين، أو من القراءات، أو من الإعلام، وهي الأكثر تأثيراً على الشخص، حيث تملؤه بالشحنات السلبية، وتجعله دائماً سلبياً في التفكير والفعل.
أهم مسببات الطاقة الايجابية
1. الرجوع إلى الله قولاً وفعلاً.
2. ردد دائماً جملة: «أنا قادر، أنا أستطيع تحقيق كل طموحي، مهما كانت الظروف»، .
3. الإيمان بالقيم والمثل العليا، والمبادئ السليمة للحياة.
4. عمل خطة عمل مستقبلية واضحة، وقابلة للتنفيذ في مدة محددة.
5. التعرض لأشعة الشمس، وممارسة الرياضة، وأداء الصلاة، والشعور بالحمد والامتنان.
6. اكتشاف ما بداخلك من مهارات وإيجابيات؛ كي تقوم باستخدامها.
7. التركيز على الحل عند مواجهة الأزمات.
8. تعلم مهارات التواصل الفعال مع الآخرين ومهارات التفكير ومهارات النجاح.