عندما كنا نسمع هذه العبارات مثل فني وافتخر والتعليم الفني قاطرة الصناعة المصرية وتغيير نظرة المجتمع الى خريج التعليم الفني قبل ذلك كنا نتوقف ونقول مجرد عبارات رنانة لا معنى لها وغير موجودة على ارض الواقع والواقع الحقيقي هو تدهور التعليم الفني وترجاعة الى الاسواء . لكن الان فقط نستطيع ان نقول ان هناك طفرة كبيرة وقوية في التعليم الفني وان كل العبارات السابقة اصبحت حقيقية ولكن المدهش ايضا ان التعليم الفني اصبح يضاهي التعليم العام بل ويتغلب علية من خلال الاقبال الكبير لطلاب لالتحاق بمدارس التعليم الفني ولااحد يستطيع ان ينكر ان التغيير الحاصل في التعليم الفني لا يقل اهمية عن تطوير التعليم العام وذلك يرجع الى اهتمام القيادة السياسية متمثلة في رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي وكل قيادات التعليم وعلى رأسهم دكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم ودكتور محمد مجاهد نائب وزير التعليم لتعليم الفني بالتعليم الفني واعتبار عام 2019 هو عام التعليم الفني . ولا تستطيع سوى ان تبدي اعجابك عندما ترى مدى الاحترافية والجمال في احتفالية التخرج ومحاكاة العمليات اللوجيستية الذي قدمة طلاب المدرسة البحرية دبلوم اللوجستيات للعام الدراسي 2016/2019 بمدينة بورفؤاد التابعه لمحافظة بورسعيد والتي شهدت تخريج أول دفعه من خريجي التخصص الجديد الذي تضمن الشحن والتفريغ وعمليات المخازن واعمال النقل والتخليص الجمركي وأشادة شيري كارلين، مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بمصر، بجهود الحكومة المصرية فى تحديث منظومة التعليم الفني وإصدار وزارة التعليم القرارات الوزارية المتعلقة بإضافة نشاط اللوجستيات إلى تخصصات المدارس الفنية كل هذا يؤكد الطفرة الحقيقية في التعليم الفني .
وبالاضافة الى هذا استحداث الطاقة الشمسية بمدارس اسوان والبحر الاحمر الفنية الذي يشهد إقبالا متزايدا من الطلاب والمستثمرين، حيث تتحول محافظة أسوان الآن لتصبح مركزا لإنتاج الطاقة الشمسية مما يوفر 25% من الطاقة الكهربية المستهلك حاليا وكل هذا يتزامن مع اتفاقيات الشراكة والتؤامة مع الشركات العالمية ومع رجال الصناعة والاعمال المصريين لانشاء كليات ومدارس لتعليم الفني في مصر وتوطين الصناعات العالمية من خلال مدارس وكليات التكنولوجيا التطبيقية بالاضافة الى عمل التعليم الفني على إنشاء مدارس بالتعاون مع عدد من الوزارات مثل الصحة، وهيئة البريد، والإنتاج الحربي، والآثار، ومدارس هيئة مياه الشرب، والتي فيها يضمن الطالب وظيفته بعد تخرجه. وتطوير وتغيير مناهج التعليم الفني وربطها بسوق العمل حيث بمجرد تخرج الطالب يكون قادرا على الحصول على فرصة العمل المناسبة وكل هذا يتطلب مجهود كبير من جميع العاملين بالتعليم الفني ولقد اصبحنا الان لانستطيع مجارة كمية الاتفاقيات والشراكات التي يعقدها التعليم الفني كل يوم مع المنظمات والمؤسسات الدولية وكل هذا يتواكب مع رؤية مصر في نهضة التعليم ولن يمضي وقتا طويلا حتى يصبح خريجين المدارس الفنية المصرية هم القوة العاملة المطلوبة في الأسواق العربية والافريقية والاسيوية والاوروبية والدولية كسابق عهدهم وتعود قوة الايدى الناعمة في مصر من اكبر مصادر الدخل المصري وقوة الاقتصاد المصري ويصبح فعلا التعليم الفني هو قاطرة الصناعة المصرية والتنمية البشرية في مصر .
بقلم ابراهيم نشات .. منسق عام ائتلاف تمرد معلمي مصر