بقلم /الشيخ وائل أبو جلال
قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت حجة الوداع
وبعدها نزل قول الله عز وجل
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)
فبكى أبو بكر الصديق عند سماعه هذه الآية
فقالوا له:
ما يبكيك يا أبا بكر إنها آية مثل كل آيه نزلت على الرسول ..
فقال: هذا نعي رسول الله
وعاد الرسول وقبل وفاته بـ 9 أيام
نزلت آخر آية من القرآن
( واتقوا يوما ترجعون فيه الي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)
وبدأ الوجع يظهر علي الرسول
فقال: أريد أن أزور شهداء أحد
فذهب الى شهداء أحد ووقف على قبور الشهداء
وقال: (السلام عليكم يا شهداء أحد، أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وإني إن شاء الله بكم لاحق)
وأثناء رجوعه من الزيارة بكى رسول الله (صلى الله عليه واله و سلم)
فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله ؟
قال: (اشتقت إلى إخواني)
قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟
قال: (لا أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني)
اللهم إنا نسالك أن نكون منهم
وعاد الرسول وقبل الوفاة بـ 3 أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان في بيت السيدة ميمونة
فقال: (اجمعوا زوجاتي)
فجمعت الزوجات
فقال النبي: (أتأذنون لي أن أمرض في بيت عائشة ؟)
فقلن: نأذن لك يا رسول الله
فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملا النبي
وخرجوا به من حجرة السيدة ميمونة الى حجرة السيدة عائشة فرآه الصحابة علي هذا الحال لأول مرة
فيبدأ الصحابة في السؤال بهلع:
ماذا أحل برسول الله ماذا أحل برسول الله
فتجمع الناس في المسجد وامتلأ وتزاحم الناس عليه
فبدأ العرق يتصبب من النبي بغزارة
فقالت السيدة عائشة: لم أر في حياتي أحداً يتصبب عرقاً بهذا الشكل
فتقول: كنت آخذ بيد النبي وأمسح بها وجهه، لأن يد النبي أكرم وأطيب من يدي.
وتقول : فأسمعه يقول: (لا اله إلا الله، إن للموت لسكرات)
فتقول السيدة عائشة: فكثر اللغط (أي الحديث) في المسجد إشفاقاً على الرسول
فقال النبي: (ماهذا ؟)
فقالوا: يا رسول الله ، يخافون عليك
فقال: (إحملوني إليهم)
فأراد أن يقوم فما إستطاع
فصبوا عليه 7 قرب من الماء حتي يفيق
فحمل النبي وصعد إلى المنبر
فكانت آخر خطبة لرسول الله وآخر كلمات له
فقال النبي: (أيها الناس، كأنكم تخافون علي)
فقالوا: نعم يا رسول الله
فقال: (أيها الناس، موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض والله لكأني أنظر اليه من مقامي هذا، أيها الناس، والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم)
ثم قال: (أيها الناس ، الله الله في الصلاة ، الله الله في الصلاة)
(( بمعني أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا على الصلاة، وظل يرددها))
ثم قال: (أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، اوصيكم بالنساء خيرا)
ثم قال: (أيها الناس إن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله، فاختار ما عند الله)
فلم يفهم أحد قصده من هذه الجملة، وكان يقصد نفسه
بينما سيدنا أبوبكر هو الوحيد الذي فهم هذه الجملة، فانفجر بالبكاء وعلا نحيبه، ووقف وقاطع النبي..!!!
وقال: فديناك بآبائنا، فديناك بأمهاتنا، فديناك بأولادنا، و بأزواجنا، فديناك بأموالنا..!!!
وظل يرددها فنظر الناس إلى أبي بكر.!! ، كيف يقاطع النبي فأخذ النبي يدافع عن أبي بكر..!!
قائلاً :(أيها الناس، دعوا أبابكر، فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به، إلا أبوبكر !!! لم أستطع مكافأته، فتركت مكافأته إلى الله عز وجل، كل الأبواب إلى المسجد تسد إلا باب أبي بكر لا يسد أبداً)
وأخيراً قبل نزوله من المنبر بدأ الرسول بالدعاء للمسلمين قبل وفاته كآخر دعوات لهم
فقال : (أواكم الله، حفظكم الله، نصركم الله، ثبتكم الله، أيدكم الله
وكانت آخر كلمة قالها كلمة موجهة إلى الأمة من على منبره قبل نزوله
قال : (أيها الناس، أقرأوا مني السلام كل من تبعني من أمتي إلى يوم القيامة