الجمهورية اليوم دوت كوم
موقع اخباري شامل اخبار عربية وعالمية وظائف اهرام الجمعة خدمة الاسعار

العرب وأطماع إسرائيل

- Advertisement -

فى قصة من كتاب ” كليلة ودمنة ”
للدكتور حسن عبدالعال كلية التربية جامعة طنطا

متابعة احمد عبد الحميد

ما يحدث معنا وإسرائيل اليوم ومع أطماعها التى لا تنتهى يجعلنا نتذكر قصة الفأر والساحر فى ” كتاب كليلة ودمنة ” للأديب عبد الله بن المقفع . فإسرائيل لن تطمئن أبدا ولن يهدأ لها حال طالما بقى على ظهر الأرض عربى يرفض عدوانها وابتلاعها للأرض العربية ، ويقف دون تحقيق حلمها إسرائيل الكبرى ” من النيل إلى الفرات . وللأسف فهى ماضية فى تحقيق حلمها على أرض الواقع ، لكنها لن تطمئن حتى لو تحقق حلمها معاذ الله .

تقول القصة إن ساحرا عجوزا وقع فى شبكة صياد ، فاستنجد بفأر كان يمر بجواره كى يقرض الشبكة فينقذه ، وكمفاكأة عرض على الڤأر أن يلبى له أية رغبة يريدها ، فطلب الفأر من الساحر تحويله إلى قط ، بما أنه يخاف من القطط ، وبعد أسبوع عاد الفأر إلى الساحر ليطلب تحويله الى كلب ، لأنه يرتعد خوفا من الكلاب ، وفى الأسبوع الثالث جاء الفأر إلى الساحر ليطلب تحويله إلى أسد ، لأنه يشعر بالرعب إذا رأى أسدا ، أما فى الأسبوع الرابع فجاء يشكو إلى الساحر من أن أصوات الرعد والعواصف تخلع قلبه وتسقطه فى قدميه ، فما كان من الساحر إلا أن أعاده فأرا كما كان ، وهو يقول لا فائدة من تحويلك إلى أسد بقلب فأر .

وأرجو ألا نتوهم أن إسرائيل فار ، بل هى أقوى دولة فى المنطقة عسكريا بلا جدال ، ولكن قلبها العدوانى التوسعى ونزوعها إلى الهيمنة يحتمان على قواها الحاكمة — كما يقول عبد العظيم حماد – استبقاء حدود عدائية مع كل من حولها ، فإذا سالمها البعض فسيبقى دائما أعداء محتملون ، — كما كان عداء القط للفأر ثم الكلب ثم الأسد — وعلى ذلك فيجب تصفية حزب الله اللبنانى ، لكن ذلك أيضا لن يكفى إذ يتعين تغيير النظام الإيرانى من الداخل أو بالغزو ، ولن يكفى ذلك أيضا إذ يجب منع ظهور أية قوة أو تحالف فى المنطقة التى سبق أن اعتبرتها إسرائيل نفسها مجالها الأمنى أى من باكستان الى المغرب ومن تركيا إلى المحيط الهندى ، فهل فى الإمكان أن تفرض إسرائيل كل هذه الترتيبات والضمانات لتطمئن إسرائيل .

أنها لن تطمئن إن شاء الله ، مهما هرولت الى أعتابها أنظمة عربية بأوامر أمريكية ، وحاولت بالتطبيع المجان أن تطمئنها . والا فقد كان الفأر فى قصة كليلة ودمنة قد اطمأن بعد أن حوله الساحر إلى أسد ولكن ظل قلبه قلب فأر .

- Advertisement -

قد يعجبك ايضا
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق